تحوّل، حزب التجمع الوحدوي الاشتراكي، أقدم الأحزاب اليسارية في مصر، من ساحة للنضال في عصر الرئيس الراحل أنور السادات، وبضع سنوات في بداية عصر المخلوع، حسني مبارك، إلى منصة للرقص المبتذل.
ووصف ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، الحزب بأنه استطاع أخيراً، أن يحقق حلمه "بالجماهيرية"، فقد شهد "أزمة رقصات خليعة" أغضبت أعضاءه وضيوفه الذين صُدموا مساء الخميس براقصات "ترسو" على مسرح الحزب، خلال احتفالية الحزب بالفنان الكبير الراحل سيد درويش وتنظيم مسابقة فنية. لكن ما شاهده الجميع في الفيديو المنتشر على مواقع التواصل لا علاقة له بسيد درويش، بل بشاب يغني أو يؤدي "مهرجانات شعبية" وفتاتين ترقصان بشكل مبتذل. وهو ما أدى إلى اندلاع خلاف بين قيادات حزب التجمع. توني نبيه أمين اللجنة الثقافية في الحزب وصف الرقصات بـ"العادية". فيما تبرّأ المتحدث باسم الحزب نبيل زكي، من الحفلة ومنظميها، قائلاً: "الحزب له تقليده وآدابه"، مؤكداً أنه هو وأمين الحزب مجدي شرابية لم يعلما شيئاً عن هذه المسابقة التي أقيمت في مقر الحزب، وأن كل القيادات لم تحضر هذه المسابقة.
اقرأ أيضاً: حال اليسار العربي3.. الاشتراكيون في مصر إلى اليمين دُر
فيما قال الشاعر سيد حجاب الذي كان مشرفاً على المسابقة الفنية في مقر الحزب، إن سوء التنظيم وعدم فرز المتقدمين للمسابقة أنتج رقصات خارجة ومبتذلة على مسرح حزب التجمع. ولم يتأخر توني نبيه في الرد على سيد حجاب فقال: "اللجنة أقرّت سماع أغنية سفاح البنات ولن نتحكم في سلوك المتسابقين وطريقة رقصهم".
وأوضح توني أن ما حدث خلال العرض ليس فيه شيء غريب أو فاضح، مشيراً إلى أن حزب التجمع لن "يؤخْوِن الفن والمتسابقين".
يأتي هذا الفيديو في وقت تشهد أغلب الأحزاب المصرية أزمات داخلية يضعها مراقبون كثر في إطار محاولات أجهزة الأمين لتجريد الحياة السياسية، وتفجير الأزمات داخل الأحزاب السياسية في مصر، وإشغالها بمعارك جانبية.