ويتوجب على أهالي الحي، اليوم، تسجيل أسمائهم في ثلاثة مراكز اتُفق عليها بين الجانبين، مع تحديد الوجهة التي سيذهبون إليها والتي تنحصر في ثلاث مناطق وهي: إدلب وريف حمص الشمالي ومناطق سيطرة درع الفرات.
ويعاني معظم الأهالي من ضغط نفسي كبير، في الوقت الذي يتوجب عليهم اتخاذ قرارات مصيرية، منها اختيار المنطقة التي سيهجّرون إليها، وما الذي سيفعلونه بممتلكاتهم، إضافة إلى افتراقهم عن أهلهم وأقاربهم.
ويقول أبو عمر، الرجل الستيني الذي يعيش في حي الوعر: "أخاف أن أبقى في بيتي فينتهي بي الحال في فرع الجوية، وأفترق عن أولادي ولا أراهم بقية حياتي، وأخاف أن أخرج وأتشرد بين المخيمات ولا أجد مأوى لي، وأن أعيش تحت القصف وأقول يا مَحلى أيام الحصار، إن ذهبت... أين أذهب؟ إلى إدلب، لا نعرف أحداً هناك وتتعرض للقصف أيضاً... إلى جرابلس؟ من أين لي أن أدفع إيجار البيت بالدولار، إن بعت كل ما أملك لا يكفي إيجار شهر واحد".
حال أبو عمر هو حال العديد من سكان الوعر الذين لم يحسموا أمرهم بعد بين الخروج إلى المجهول أو المخاطرة والبقاء في منازلهم.
ويقول مروان: "الكثير من كبار السن في الوعر يفضلون البقاء في بيوتهم، كما سيفعل أمي وأبي. قال لي أبي إنه لن يخرج من بيته، في حين سنخرج أنا وإخوتي وزوجاتنا وأطفالنا، لا أعرف متى سنراهم بعد اليوم، رغم أن والديّ لم يشاركا في أي نشاط ثوري، لكننا لا نأمن طرف النظام، تتشتت عائلتنا كما يتشتت الكثيرون".
ويضيف "يُنتظر وفقاً للاتفاق أن تنتشر قوات روسية في الحي لتضمن عدم اعتقال قوات النظام للأهالي، لكننا لا نأمن الروس كما لا نأمن النظام، وكما حدث في حلب اعتقل النظام الكثيرين من أهالي حلب الشرقية رغم الضمانات الروسية".
ويقضّ العبء المادي مضجع أغلب المهجّرين، ويتابع مروان "نعيش تحت الحصار منذ أربع سنوات، لم يكن لدينا أي دخل مادي، كل ما نملكه هو بيوتنا التي سنخسرها، الإيجارات مرتفعة جداً في مدن الشمال التي سنرحل إليها بسبب الكثافة السكانية، وهي أكثر غلاء في المدن التي لا تتعرض للقصف الجوي ومنها جرابلس، لكن أحدا من أهالي الوعر لا يملك هذه المبالغ، هذا يعني أن ينتهي بنا الحال في الخيام أو أحد مراكز الإيواء".