اقرأ أيضاً: تهجير عائلات إلى مضايا والجوع يحصد 39 من سكانها
وقالت مصادر إعلامية، إن قافلة مضايا تحمل نحو 330 طناً من غذاء وملابس ودواء وتنطلق من دمشق، في حين أن قافلة كفريا والفوعة تحمل 175 طناً من المساعدات وتنطلق من حمص إلى ريف ادلب. وأشارت إلى أن عمليات إدخال المساعدات للبلدات المذكورة ستتم بإشراف منظمة الأمم المتحدة، والهلال الأحمر السوري، والصليب الأحمر الدولي، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الصحة العالمية.
وأسفر حصار بلدتي مضايا وبقين لأكثر من سبعة أشهر عن وفاة العشرات من المدنيين، غالبيتهم أطفال ومسنون، جوعاً وبرداً. ووثقت منظمة أطباء بلا حدود، حتى يوم الجمعة الماضي، وفاة 23 مريضاً من الجوع في المركز الصحي التابع لها منذ الأول من شهر كانون الأول/ديسمبر 2015، أي في غضون شهر واحد تقريباً، مشيرة إلى أن ستة منهم تقل أعمارهم عن العام وخمسة منهم فوق سن الستين عاماً.
ويوم أمس، توفي مدني آخر نتيجة الجوع الشديد وهو مصطفى أحمد زين الرفاعي من أهالي الزبداني المهّجرين قسراً الى مضايا. وكان توفي مساء الجمعة ثلاثة مدنيين جدد في البلدة، فيما لا تزال تتوارد إلى المشفى الميداني حالات إغماء نتيجة الجوع.
وذكر الناشط الإعلامي عين جابر، أن المحاصرين في مضايا يرتقبون قدوم يوم الإثنين، كي تفي الأمم المتحدة بوعودها وتدخل مساعدات تكفي لمدة شهر. وأكد لـ"العربي الجديد" أن الوضع في المدينة لم يتغير بل يزداد سوءاً، إذ توفي مدنيون جدد نتيجة الجوع وغياب العناية الطبية، مضيفاً أن "الجوع والبرد والخوف من القادم، يتسيّد مضايا".
وفي الإطار، قال مدير المشفى الميداني في مضايا، عامر برهان، لـ"العربي الجديد"، إن الحملة الإعلامية العالمية حول مضايا دفعت قوات النظام وحزب الله التي تحاصر البلدة إلى التراجع وقبول إدخال المساعدات.
وأعرب برهان عن اعتقاده بأن الأمم المتحدة "متواطئة في تجويع الشعب السوري، لأنها لا تملك قرارها، وإنما تنفذ ما يملى عليها". وأشار إلى أن حزب الله ومعه الفرقة الرابعة في جيش النظام التي يقودها ماهر الأسد وهو شقيق رئيس النظام بشار الأسد بدأ بتطبيق نفس سياسة التجويع في مدينتي معضمية الشام وداريا في غوطة دمشق الغربية. وخلص إلى القول إن "تضامن السوريين مع مضايا والضغط الإعلامي أثمر نتائج مهمة، ويجب ألا يتوقف كي لا تحدث مجاعات مشابهة في أماكن أخرى من سورية".
في هذه الأثناء، أطلقت منظمات ومؤسسات سورية وعربية تعمل في الحقل الإغاثي حملات تبرع لصالح المحاصرين في مضايا وبلدات ومدن سورية أخرى منها "فريق ملهم التطوعي" الذي تشكّل قبل ثلاث سنوات، ويضم عشرات الشباب المتطوعين لمدّ يد العون والمساعدة للنازحين السوريين.
وفور ورود الأنباء عن المأساة في بلدة مضايا، بدأ الفريق حملة تحت شعار "على أمل أن نحافظ على أرواحهم، وإنسانيتنا". واستطاع خلال أيام جمع مبلغ ثلاثمائة ألف دولار أميركي سيعمل الفريق لإيصالها إلى المحاصرين بالبلدة. كما قام الفريق بإعداد فيديو بُث على مواقع التواصل الاجتماعي شارك فيه ممثلون سوريون مناصرون للثورة لشرح المأساة التي يعاني منها آلاف المحاصرين في سورية من قبل قوات النظام والمليشيات الطائفية.
كما دشن ناشطون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب الحكومة الألمانية بإنقاذ الجوعى في المناطق المحاصرة في سورية، من خلال إلقاء المساعدات الغذائية من الطائرات العسكرية الألمانية داخل المناطق المحاصرة.
وطالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رسمياً الولايات المتحدة، في لقاء مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية مايكل راتني بإسقاط المساعدات الإنسانية للمحاصرين في مضايا، والزبداني، والمعضمية، ودير الزور، وكافة المناطق المحاصرة عبر الجو. كما طالب بأن "يتخذ المجتمع الدولي موقفاً حاسماً من مليشيا حسن نصرالله وبشار الأسد لاستمرارها في ارتكاب الجرائم بحق الشعب السوري"، وفق بيان صدر عن الائتلاف، الذي أكد وفاة 35 شخصاً نتيجة الجوع، معظمهم أطفال في بلدة مضايا.
اقرأ أيضاً: دير الزور على طريق مضايا...حصار تجويعي من النظام و"داعش"