معاناة متجددة لنازحي العراق مع الأمطار وغياب المساعدات

09 ديسمبر 2019
يفتقر النازحون للمساعدات الإنسانية (العربي الجديد)
+ الخط -
يعيش نازحو مخيم الوند 2 في بلدة خانقين داخل محافظة ديالى، على بعد نحو سبعة كيلومترات من الحدود العراقية الإيرانية في ظروف معيشية صعبة، خاصة في فصل الشتاء والأمطار التي يصعب معها التنقل أو أداء المهام الحياتية اليومية مع الافتقار إلى وسائل التدفئة وانخفاض درجات الحرارة داخل المخيم.

أكثر من خمسة أعوام مرت على نزوح الحاج أبو مصطفى السعدي (62 عامًا)، وعائلته المكونة من أربعة أبناء إلى مخيم الوند 2 الذي يؤوي أكثر من 300 عائلة نازحة. يقول السعدي لـ"العربي الجديد": "لا أملك غير سيارة قديمة نعيش منها وهي لا تكفي لجميع احتياجات أسرتي، لأن ابني يعاني من سوء التغذية وقد أجريت له عملية قصّ بعض من أمعائه، ومع حلول موسم الشتاء تزداد معاناتنا بسبب برودة الطقس وهطول الأمطار، خاصة أن المخيم يقع في منطقة حدودية شديدة البرودة".

ويوضح أبو مصطفى، أن أغلب النازحين في المخيم بحاجة إلى وسائل التدفئة، من مدافئ وأغطية تقيهم برد الشتاء، متابعا "في بعض الأحيان تقتلع الرياح خيامنا، وفجأة نصبح في العراء وهذا ما يزيد معاناتنا أكثر، لذلك نتمنى أن يتم تعويضنا وعودتنا إلى مناطقنا فقد أصبح الوضع لا يطاق هنا، معاناتنا تتكرر في كل عام، وليس هناك ما يدعو لبقائنا في هذه المخيمات مع تحسن الوضع الأمني في مناطقنا".

من جهته، يقول الناشط إبراهيم محمود (30 عاما) لـ"العربي الجديد"، لا يزال الكثير من النازحين غير قادرين على العودة إلى ديارهم، نتيجة لما خلفته الحرب من تدمير لآلاف المساكن والبنى التحتية الأساسية ونقص خدمات الكهرباء والصحة وغيرها، حتى أن الحكومة العراقية قالت في تصريحات صحافية إنّها بحاجة إلى نحو 88 مليار دولار على المدى القصير لإعادة إعمار تلك المدن، وهذا ما يجعل أكثر من مليون نازح يقطنون تلك المخيمات، وغالبيتهم ممن يقطنون في مخيمات شمال العراق وفي العشوائيات بحاجة ماسة لتوفير المساعدات والأدوية ووسائل التدفئة من ملابس شتائية وأغطية ومدافئ، ودعمهم ماديا حتى يتمكنوا من مقاومة ظروف الشتاء القارس والأمطار وكل حسب حاجته".

بحاجة ماسة إلى المساعدة (العربي الجديد) 

ويبيّن محمود، وهو يعمل في منظمات دولية، أن أعداد النازحين آخذة بالتراجع، لكن مع وجود أكثر من مليون ونصف المليون نازح لا يمكن إغفال معاناتهم، خاصة أن المخيمات وإن كانت تتوفر في بعضها الاحتياجات الأساسية إلا أن بعض النازحين ما زالوا يعانون من نقص الخدمات، والكرفان أو الخيمة معرضان دائما للانهيار نتيجة الأمطار أو الرياح القوية، داعيا الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والمحلية إلى الاهتمام بشكل أكبر بمخيمات النازحين، وتوزيع المساعدات بشكل عادل على جميع النازحين، ووضع خطة لإعادتهم إلى مدنهم بأسرع وقت.

وبحسب منظمة الهجرة الدولية، فقد بلغت أعداد النازحين في العراق، منذ بداية الأزمة عام 2014 ستة ملايين نازح، عاد منهم نحو أربعة ملايين نازح إلى ديارهم، بينما لا يزال نحو مليون و800 ألف نازح، في مناطق ومخيمات موزعة في مختلف المحافظات العراقية.

أهمية وضع خطة لإعادتهم إلى مدنهم  (العربي الجديد)



ظروف معيشية صعبة (العربي الجديد) 

وأشارت المنظمة في تقرير سابق لها خلال منتصف العام الجاري، إلى أن من بين 1.8 مليون شخص لا يزالون نازحين، يوجد أكثر من 500 ألف نازح في المخيمات، بينما يقطن نحو 150 ألف نازح في العشوائيات والمدارس أو الأبنية الحكومية المهجورة، فيما أكدت وزارة الهجرة العراقية على أن نحو مليون نازح عراقي لا يزالون بعيدين عن ديارهم ويقطنون في محافظات أخرى ومنازل مستأجرة في العاصمة بغداد وفي محافظات أربيل ودهوك السليمانية.