هذا ما أكدته عينة عشوائية استطلع "العربي الجديد" آراءها، يوم الخميس، خلال مليونية دعت لها قوى إعلان الحرية والتغيير للضغط على المجلس العسكري الانتقالي لتسليم السلطة للشعب.
تقول إيناس حامد بشير، التي تعمل باحثة في هيئة الطاقة الذرية السودانية، إنها ومع كل المعتصمين مستمرون في المكان رغم ظروف العمل وظروف الطقس وغيرها وذلك حتى يروا بأم أعينهم استلام حكومة مدنية خالصة لمقاليد الحكم من المجلس العسكري، مؤكدة أن المعتصمين جاءوا إلى محيط قيادة الجيش في 6 إبريل/نيسان الماضي، طالبين من الجيش الانحياز للمطالب الشعبية "ولم نطلب منه استلام السلطة ولا الحكم باسمنا واسم الثورة"، متعهدة بعدم القبول بذلك مطلقاً لأن ذلك "استمرار للعهود العسكرية التي رفضناها من قبل".
وأوضحت بشير أن الحكومة المدنية ينبغي أن تكون "حكومة تكنوقراط وكفاءات ليس إلا".
أما الدكتور الأمير نصر الدين الذي كان يسير في موكب للاتحاد العام للطب التكميلي الذي انضم للاعتصام الخميس، قال لـ"العربي الجديد" إنهم "شعروا كأطباء الطب التكميلي بوجوب القيام بدور مناصر ومساند للثورة السودانية، لذا أتينا لنضم صوتنا لصوت قوى الحرية والتغيير من أجل إكمال شروط الثورة السودانية وتسليم السلطة للشعب عبر حكومة مدنية تسير أمور البلاد لحين قيام انتخابات حرة ونزيهة".
أما فيليب إسحق بيتر، وهو عامل، فقد جاء إلى ميدان الاعتصام من مدينة هيبان بولاية جنوب كردفان، وهي واحدة من مناطق النزاع المسلح، وأكد لـ"العربي الجديد" أنه حضر قاطعاً مئات الكيلومترات من أجل ثلاثة أشياء رئيسية هي "الحرية والسلام والعدالة".
فيما يؤكد الطالب الجامعي، حمزة بشير، أنه ظل طوال يوم الخميس موجوداً في ميدان الاعتصام مواصلاً انتفاضته مع بقية الشباب بحثاً عن واقع أفضل وغد أفضل في التعليم وفي الصحة وفي التنمية ككل، معرباً عن أمله في أن يعم السلام والاستقرار كافة أرجاء البلاد.
إصلاح صلاح، موظفة، قالت إنها باقية في مكان الاعتصام ومستعدة أن تقضي فيه حتى ولو عاماً كاملاً إذا لم تحقق مطالبهم بالحرية والعدالة وقيام السلطة المدنية.
أما إبراهيم علي وهو شاب عشريني، فقد ذكر في إفاداته أن حياته مشبعة بحكم العسكر الذين حكموا البلاد في السنوات الأخيرة وأنه يحلم بمناخ حريات سياسية واجتماعية وبحكومة لا يُشكلها العسكر، منوهاً إلى أنه مرت أشهر عديدة وما زالت الجامعات مغلقة بقرار من المجلس السابق ما يعطل الخطوات المستقبلية، فهو يريد العودة لمقاعد الدراسة بشرط أن تحقق المطالب الثورية، بينما اكتفت ثريا عوض بعبارة واحدة قالت فيها إنها جاءت إلى الاعتصام من أجل منافسة شريفة تستطيع عبرها الحصول على وظيفة دون محسوبية أو وساطات.