نزحت المعمرة السورية الحبابة أم جاسم مع 47 شخصا من مدينة الميادين في وسط دير الزور، بينهم أولادها وأحفادها وأقاربها، وهم يسكنون حاليا في خيمة بمخيم عين عيسى في الرقة، أملا في أن يكملوا الطريق إلى الشمال السوري.
تستقبلك أم جاسم بحفاوة ودفء كأنها تعرفك منذ عقود، أو كأنك أحد أفراد عائلتها، رغم اختلاط أسماء أفراد العائلة من أحفاد وأبناء عليها بفعل التقدم في السن، يكرر لسانها كلمات الترحيب التي تتداخل مع أذكار دينية دائما.
اسمها الحقيقي أمينة العلي النجرس، وهي لا تعرف عدد سنوات عمرها على وجه التحديد، لكن أفراد العائلة يقدرونه بنحو 120 سنة، حسب ابنها الأكبر، الذي يلقي باللائمة على عدم تسجيل المواليد بشكل صحيح في الماضي.
تحتفظ أم جاسم بمفتاح منزلها في مدينة الميادين، رغم أنها لا تعرف إذا كان قائما أم تم تدميره، وتقول "أحتفظ بالمفتاح حتى إذا رجعت يوماً إلى البيت ولم يكن فيه أحد يفتح لي، أفتح الباب بالمفتاح الذي أربطه على خصري مع المحزم".
وتعتقد الحبابة أنها ليست بعيدة عن بيتها رغم أنها قطعت مئات الكيلومترات بعيدا عنه.
ويضم مخيم عين عيسى الواقع في ريف الرقة الشمالية، أكثر من 23 ألف نازح من الرقة ودير الزور والعراق، فروا إلى المخيم هرباً من المعارك والقصف الذي يستهدف مناطق تنظيم "داعش" .