كي تحظى بفرص عمل في أوروبا يتوجب عليك أن تضحي باسمك الذي يكشف عن أصولك المغربية أو العربية بشكل عام". هذا ما يؤكده الشاب المهدي الشرقي الذي عاد إلى المغرب بعد خمسة أعوام من الدراسة بفرنسا.
درس المهدي بمدرسة عليا للتجارة والتسيير بفرنسا، لكنه عاد إلى وطنه، دون أن يشعر بأية خيبة أمل من تلك التجربة، فهو كان قد قرر منذ البداية العودة.
يحكي الشرقي لـ "العربي الجديد" عن مغاربة رأوا النور بفرنسا وحصلوا على جنسية ذلك البلد، الذي درسوا بأعرق جامعاته، غير أن ذلك لم يشفع لهم كي يحظوا بفرص عمل تخولها لهم كفاءاتهم بسبب حملهم أسماء مغربية أو عربية.
هذا أثار حفيظة الكثير من الذين ينهضون ضد التمييز في العمل في فرنسا. وقد أثبتت لهم التجربة ذلك. يقول سمير بن سعيد، الذي قضى 25 عاماً بفرنسا، لـ"العربي الجديد": "شركات في ذلك البلد تفضل تشغيل ذوي الأصول الفرنسية فقط".
ينبه مواطن آخر عمل في إحدى المؤسسات الإعلامية بالمغرب، إلى أن التمييز لا يكون بسبب الاسم فقط، فقد يكون عائداً إلى عناصر الهوية الأخرى، وهو تمييز يمكن أن يطاول كل ما ليس فرنسياً "خالصاً" مثل المتحدرين من أفريقيا والشرق الأوسط.
هذا الإحساس، أكدته دراسة كشف عن نتائجها، حيث عبر 23% من الشباب المغربي المغترب في أوروبا عن إحساس عميق بتعرضهم للتمييز في الدخول إلى سوق الشغل، بل إن 36% من المستجوبين صرحوا أنهم يجدون صعوبات في إتمام دراستهم.
الدراسة التي أجرتها وزارة شؤون المغتربين والهجرة بالمملكة، استطلعت آراء 2146 شاباً مغربياً تتراوح أعمارهم بين 15 و30 عاماً في فرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا.
وذهب 63% من المستجوبين أنهم يتوفرون على مستوى تعليمي يتجاوز الشهادة الجامعية، و80% يتابعون دراستهم أو يشتغلون، و68% منهم يتقنون اللغة العربية.
ولم يقطع هؤلاء الشباب صلاتهم مع بلدهم الأصل، فقد أكد 75% من المستجوبين أنهم يزورون المغرب على الأقل مرة واحدة كل عام، وبدا أن ثلاثة أرباع من هذه الزيارات تتعدى مدتها 16 يوماً.
ولم يخف 62% من الذين شملتهم الدراسة، رغبتهم في الاستثمار بالمغرب، في الوقت نفسه يخطط 48% للحصول على فرصة عمل في المغرب.
وتشير التقديرات إلى إقامة حوالي خمسة ملايين مغترب مغربي بالخارج، حيث يوجد منهم عمال وطلبة، اعتاد كثير منهم على البحث عن فرص عمل في بلدان المهجر.
ينبه المهندس المغربي بألمانيا، حسن المسفيوي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن التمييز ليس سلوكاً منهجياً في أوروبا، لكن بعض أصحاب الشركات قد يحملون أحكاماً مسبقة عن الأجانب، ويحرمونهم من فرص عمل يستحقونها، حسب تعبيره.
هو يتصور أن الإحساس بالتمييز سيتقوى مع بروز الدعوات الشعبوية التي تعادي الأجانب الآن، لكنه يرى أن عزاء هؤلاء سيكون في وضع البلدان التي يتحدر منها أصحاب الشهادات العليا سياسات حكومية تغريهم بالعودة للاستفادة من خبراتهم.
ويعاني المغرب من نسب بطالة مرتفعة خلال السنوات الأخيرة بلغت 9.4 % في عام 2016، حسب تقارير رسمية.
اقــرأ أيضاً
درس المهدي بمدرسة عليا للتجارة والتسيير بفرنسا، لكنه عاد إلى وطنه، دون أن يشعر بأية خيبة أمل من تلك التجربة، فهو كان قد قرر منذ البداية العودة.
يحكي الشرقي لـ "العربي الجديد" عن مغاربة رأوا النور بفرنسا وحصلوا على جنسية ذلك البلد، الذي درسوا بأعرق جامعاته، غير أن ذلك لم يشفع لهم كي يحظوا بفرص عمل تخولها لهم كفاءاتهم بسبب حملهم أسماء مغربية أو عربية.
هذا أثار حفيظة الكثير من الذين ينهضون ضد التمييز في العمل في فرنسا. وقد أثبتت لهم التجربة ذلك. يقول سمير بن سعيد، الذي قضى 25 عاماً بفرنسا، لـ"العربي الجديد": "شركات في ذلك البلد تفضل تشغيل ذوي الأصول الفرنسية فقط".
ينبه مواطن آخر عمل في إحدى المؤسسات الإعلامية بالمغرب، إلى أن التمييز لا يكون بسبب الاسم فقط، فقد يكون عائداً إلى عناصر الهوية الأخرى، وهو تمييز يمكن أن يطاول كل ما ليس فرنسياً "خالصاً" مثل المتحدرين من أفريقيا والشرق الأوسط.
هذا الإحساس، أكدته دراسة كشف عن نتائجها، حيث عبر 23% من الشباب المغربي المغترب في أوروبا عن إحساس عميق بتعرضهم للتمييز في الدخول إلى سوق الشغل، بل إن 36% من المستجوبين صرحوا أنهم يجدون صعوبات في إتمام دراستهم.
الدراسة التي أجرتها وزارة شؤون المغتربين والهجرة بالمملكة، استطلعت آراء 2146 شاباً مغربياً تتراوح أعمارهم بين 15 و30 عاماً في فرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا.
وذهب 63% من المستجوبين أنهم يتوفرون على مستوى تعليمي يتجاوز الشهادة الجامعية، و80% يتابعون دراستهم أو يشتغلون، و68% منهم يتقنون اللغة العربية.
ولم يقطع هؤلاء الشباب صلاتهم مع بلدهم الأصل، فقد أكد 75% من المستجوبين أنهم يزورون المغرب على الأقل مرة واحدة كل عام، وبدا أن ثلاثة أرباع من هذه الزيارات تتعدى مدتها 16 يوماً.
ولم يخف 62% من الذين شملتهم الدراسة، رغبتهم في الاستثمار بالمغرب، في الوقت نفسه يخطط 48% للحصول على فرصة عمل في المغرب.
وتشير التقديرات إلى إقامة حوالي خمسة ملايين مغترب مغربي بالخارج، حيث يوجد منهم عمال وطلبة، اعتاد كثير منهم على البحث عن فرص عمل في بلدان المهجر.
ينبه المهندس المغربي بألمانيا، حسن المسفيوي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن التمييز ليس سلوكاً منهجياً في أوروبا، لكن بعض أصحاب الشركات قد يحملون أحكاماً مسبقة عن الأجانب، ويحرمونهم من فرص عمل يستحقونها، حسب تعبيره.
هو يتصور أن الإحساس بالتمييز سيتقوى مع بروز الدعوات الشعبوية التي تعادي الأجانب الآن، لكنه يرى أن عزاء هؤلاء سيكون في وضع البلدان التي يتحدر منها أصحاب الشهادات العليا سياسات حكومية تغريهم بالعودة للاستفادة من خبراتهم.
ويعاني المغرب من نسب بطالة مرتفعة خلال السنوات الأخيرة بلغت 9.4 % في عام 2016، حسب تقارير رسمية.