مغاربيو المهجر والوطن

18 مارس 2019
مغاربيو فرنسا.. محاولات الارتباط بالأوطان مستمرة(العربي الجديد)
+ الخط -
أحيانا يتساءل المواطن العربي في الغرب، عن نوع الإسهام الذي يمكن أن يقدّمه لوطنه الأم. ولا شكّ أنّ الإمكانات لا تعد ولا تحصى، وأن الرغبة الصادقة كفيلةٌ بجعل كل صعب ممكناً. وهذا ما يمكن تلمسه في مبادرات جمعيات مغاربية كثيرة، تقوم بشراء وجمع أجهزة طبية وإرسالها إلى أوطانها.

وليس سرا أن الكثير من مراكز المُعاقين في المغرب تتلقى الكثير من الكراسي المتحركة وأجهزة طبية أخرى من جمعيات تنشط في فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية. وهكذا يتم التخفيف عن جمعيات محلية تعاني من نقص الميزانية، كما تنشر البسمة على وجوه المرضى وذويهم.

ولا يقتصر الأمر على الطب، بل يتعداه إلى الثقافة، فكثير من الجمعيات أيضا تقوم بشراء كتب، أو بالحصول عليها، مجاناً من مكتبات فرنسية، ثم تتكفل بإرسالها إلى مكتبات أهلية وبلدية في بلدان المغرب العربي حتى تنتشر المعرفة ويُحمى الشباب من قسوة الشارع والتطرف.

وإيماناً من بعض الجمعيات بأن المستقبل سيكون رقميّاً بامتياز، تقوم بعض الجمعيات بشراء حواسيب وإرسالها إلى بلدان المغرب العربي، وخاصة في الأماكن البعيدة والتي لا تخطر على بال. في حين تقوم جمعيات أخرى بجمع الحواسيب التي تتخلى عنها بعض الشركات الفرنسية، التي تقوم بتجديد أجهزتها، فتُصلح ما يحتاج إلى إصلاح ثم ترسلها إلى شباب متعطش للإبحار في عالم المعلوماتية والشبكة.
من يفكر، حقّا، في رد الدَّيْن لوطنه، لن تعوزه الأفكار ولا الإمكانات عن الفعل والمبادرة، فأوطاننا، فعلاً، تستحق كل الدعم وكلَّ الوفاء.

دلالات
المساهمون