مغسل متنقل... وسيلة شاب سوري لمواجهة صعوبات النزوح

جلال بكور

avata
جلال بكور

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
21 أكتوبر 2019
D1091AC9-22DD-47B1-A9AE-87C50ED40792
+ الخط -


في ظل افتقار إدلب السورية لفرص العمل، لم يكن أمام الشاب نذير الدوش، إلا أن يجد حلاً بنفسه، فعمد إلى تحويل مغسل السيارات إلى مغسل متنقل في حافلة صغيرة يجول بها في المدينة.

نذير الدوش وكنيته أبو نضال، نزح من مدينة حمص إبان عمليات التهجير التي طاولت المدينة من قبل قوات النظام السوري، ووصل إلى إدلب ضمن قوافل المهجرين من المدينة قبل عام ونصف العام.


أراد نذير الحفاظ على مهنته التي يتقنها وهي غسيل وتشحيم وميكانيك السيارات، وعندما أراد العمل في ورشات غسيل السيارات وجد أن الرواتب لا تتناسب مع متطلبات الحياة. هذا الأمر دفع نذير إلى ابتكار فكرة المغسل المتنقل على أن يذهب هو إلى الزبون كي يغسل سيارته ويبدّل زيتها بدل انتظار الزبائن.

عمله يتم بسيارة زودها بخزان مياه ومضخة وبالأدوات اللازمة لإنجاز عمله على أكمل وجه. ولا يقتصر عمل نذير على غسل السيارات فقط إنما يقوم أيضا بغسل أثاث المنازل والسجاد وغيرها.

ويقول نذير لـ"العربي الجديد" إن الوضع الاقتصادي في إدلب صعب والجميع يعاني ولذلك لا بد من إيجاد فرصة للعمل. ويضيف بلهجته الحمصية: "لازم تكون سبع وقد حالك، وإذا ما كنت قد حالك مستحيل تدبر أمورك".


ويعمل نذير من الصباح حتى الغروب، ويقول "إذا لم أغسل في اليوم خمس أو ست سيارات فإن دخلي سيكون أقل من اللازم لقضاء حاجيّاتي اليومية، أحيانا أمضي وقتا طويلا أنتظر قدوم زبون، أو الاتصال بي، أمضي وقت الفراغ بشرب الشاي".

ويستيقظ نذير صباحا يتناول الفطور مع أطفاله قبل الخروج لشراء حاجاتهم، ثم يتوجه إلى عمله، ويقوم بحل بعض الأمور للزبائن كغسل سجاد المنازل ليعود مساء إلى منزله، ويجد أحيانا بعض الوقت لرؤية أصدقائه.

عمل قبل الثورة على النظام السوري في ميكانيك السيارات الكورية، ومع قدوم الثورة اضطر نذير "لترك العمل في ظل هجوم النظام على الأحياء المعارضة بمدينة حمص، وبعد التهجير إلى الشمال"، ولم يكن أمامه سوى التفكير في حل لتغطية متطلبات عائلته حيث جاءته فكرة المغسل المتنقل.


ويقول نذير إن عمله الجيد جعل لديه زبائن دائمين، وكذلك سمعته الجيدة، وذلك منحه ربحا جيدا، حيث يحرص دائما على أن يقدم لزبائنه أفضل ما لديه.

ويؤكد نذير أن هذا العمل لا يؤمن مستقبلا إنما يؤمن حاجياته ومصروفه اليومي، مشيرا إلى أن العائلة بحاجة إلى ألفي ليرة سورية أو ثلاثة على الأقل في كل يوم (بين 4.5 و7 دولارات تقريباً) عدا إيجار المنزل وفواتير الماء والكهرباء.

دلالات

ذات صلة

الصورة
أول مصاب بشلل الأطفال بغزة رفقة أسرته في دير البلح، في 27 أغسطس 2024 (الأناضول)

مجتمع

داخل خيمة صغيرة لا تصلح للسكن، تعيش عائلة عبد الرحمن أبو الجديان مع طفلها البالغ 11 شهراً، وهو أول حالة شلل أطفال في غزة تكتشف منذ بدء الحرب.
الصورة
السيول شردت النازحين (فرانس برس)

مجتمع

تزيد الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات آلام السودانيين المنكوبين أصلاً في ظل الحرب المستمرة منذ إبريل/ نيسان 2023 والنزوح واللجوء.
الصورة
غزة (سعيد جرس/ فرانس برس)

مجتمع

من خلال صناديق المساعدات الإنسانية، وجد الفنان التشكيلي الفلسطيني أحمد مهنا ضالته لتوثيق معاناة المهجرين في غزة الذين أُجبروا على ترك منازلهم.
الصورة
شابان يسخران تخصصهما لعلاج المرضى والجرحى بخيام النازحين في غزة

مجتمع

لم ترحم الحرب الإسرائيلية على غزة، التي دخلت شهرها التاسع، ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تتضاعف معاناتهم في ظل النزوح المستمر ونقص الاحتياجات الأساسية.
المساهمون