اتهم مفتي الديار العراقية، الشيخ رافع الرفاعي، مليشيات إيرانية بالوقوف وراء الهجوم على منازل المواطنين، والمساجد، وحرق سيارات مدنية، فضلاً عن بناية تابعة للوقف السني، في مدينة الأعظمية في بغداد، ضمن مسعى معروف لها، لإشعال فتنة طائفية بين العراقيين.
واعتبر الرفاعي في كلمة متلفزة، بثتها وسائل إعلام عراقية محلية، أنّ "منفذي الاعتداءات ليسوا مندسين كما تدعي الحكومة العراقية ، بل مليشيات دخلت المدينة مع الزوار المتوجهين إلى مدينة الكاظمية، وهي مليشيات إيرانية".
وفي السياق نفسه، طالب نائب رئيس الجمهورية العراقي، أسامة النجيفي، بتشكيل قوة خاصة لحماية مدينة الأعظمية، داعياً رئيس الوزراء، حيدر العبادي، إلى تشكيل فوج من أبناء المدينة، لحماية المقدسات، وتجاوز الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
كما دعا رئيس ديوان الوقف السني، محمود الصميدعي، الحكومة العراقية إلى الضرب بيد من حديد، على العصابات العابثة بأمن العراقيين، مؤكداً، خلال مؤتمر صحافي، أن جرائم هذه العصابات فاقت كل الحدود، وأفعالهم لا تمتّ إلى الدين أو إلى الإسلام بصلة.
بدوره، وصف زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اعتداءات الأعظمية بـ "المشينة والوقحة، الخارجة عن أخلاق أهل البيت"، في حين، أكد رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، حاكم الزاملي، "اعتقال عدد من الأشخاص المتورطين بأحداث الأعظمية"، لافتاً إلى أن "هذه الأحداث تأتي ضمن مخطط لإثارة الفتنة بين العراقيين".
اقرأ أيضاً: تسجيل فيديو مسرب للشرطة العراقية تحرق مدنيين
وكانت مليشيات عراقية، قد هاجمت مبنى الوقف السني في منطقة الأعظمية وأحرقته، فضلاً عن حرق مسجد ومنازل مواطنين، وتدمير عشرات السيارات المتوقفة بالشوارع، فيما وجّه رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بتطويق الفتنة.
وذكر شهود عيان في مدينة الأعظمية، لـ"العربي الجديد"، أنّ "العشرات من المليشيات، كانوا ضمن جموع الزوار المتوجهين إلى مرقد الكاظم في بغداد، في ساعة متأخرة من ليلة أمس، هاجموا مبنى الوقف السني في منطقة الأعظمية وأحرقوه، بعد الاعتداء على حراسه، كما أحرقوا عشرات المنازل وعشرات السيارات"، وأكدوا أيضاً أنّ "المليشيات حاولت اقتحام مسجد الإمام الأعظم، لكنّ القوات الأمنيّة صدتهم ومنعتهم".
وتشهد الأعظمية، بحسب الشهود، "حالة غضب في صفوف الأهالي، فيما يحاول كبار وشيوخ المنطقة السيطرة عليهم قبل وقوع الفتنة".
ودفعت هذه الأحداث رئيس الوزراء، حيدر العبادي، إلى التوجيه بـ"تطويق الفتنة في الأعظمية"، وأمر"القوات الأمنية بملاحقة مثيريها".
وأضاف العبادي، بحسب بيان صادر عن مكتبه، أنّ "اندساس إرهابيين بين الزوار أدى لاقتحام مبنى الاستثمار للوقف السني، وليس الوقف نفسه، إثر ادعاء بوجود حزام ناسف من قبل أهل الفتن".
وقد تحركت "القوات الأمنية على الفور للسيطرة على الموقف في الأعظمية"، وفق العبادي، الذي أشار إلى أنّ "قيادة عمليات بغداد المتواجدة لديها أوامر من القائد العام للقوات المسلحة بالتعامل بكل حزم مع أيّة محاولة لزعزعة الأمن، والعمل على الحفاظ على أمن المواطنين وممتلكاتهم".
ولفت إلى أنّ "الوضع الأمني تحت السيطرة، وتجري متابعة أيّة محاولات مماثلة وتطويقها، والسيطرة عليها نظرا لكثافة أعداد الزوار، ووجود تنظيمات إرهابية لديها مخططات لبث الفتن، ونقل صورة مغايرة عن التلاحم بين مكونات الشعب العراقي".
إلى ذلك، تفقد نائب رئيس الوزراء، بهاء الأعرجي، ليل أمس، نقاط التفتيش الأمنية لمداخل مدينة الكاظمية.
اقرأ أيضاً: تفجيرات في بغداد واغتيال مرشح للانتخابات في الموصل