كشف مسؤولون حكوميون عراقيون، ومصادر محلية في بغداد، اليوم الثلاثاء، لـ"العربي الجديد"، عن تدشين "حزب الله" اللبناني مقراً جديداً له في شارع فلسطين، وسط العاصمة، ليكون المقر الرابع له، بعد مقراته في مناطق الكرادة والجادرية، القريبة من المنطقة الخضراء.
ووفقاً لمسؤول حكومي، فإن الحزب "اتخذ منزلاً فخماً يعود لأحد مسؤولي النظام العراقي السابق قبل الاحتلال، ويقع على بعد نحو 600 متر من الجامعة المستنصرية، وهي منطقة ذات تواجد مسيحي كثيف".
وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "حزب الله" اللبناني لم يرفع علمه على المقر الجديد، كما في بقية المقرات التابعة له، ويتواجد بداخله أفراد من الحزب يعملون بصفة مستشارين لفصائل محددة بمليشيات "الحشد الشعبي"، من بينها كتائب "حزب الله"، و"العصائب" و"أبو الفضل العباس" و"الخراساني" و"بدر".
وأكد أن "شخصاً لبنانياً بات مسؤولاً عن الموقع الجديد يدعى الحاج شبل، وهو في الأربعينيات من العمر، برفقته أشخاص آخرون. وتم إغلاق الطريق بكتل خرسانية كبيرة، ما أدى إلى محاصرة سكان المنطقة، فالذي يريد أن يدخل لمنزله أو يخرج منه، عليه أن يسلك طريق مباني الأقسام الداخلية لسكان الطلاب، الواقع على يمين جسر الحبيبية، كي يدخل من هناك عبر أفرع وأزقة عدة للوصول إلى منزله، وهو ما خلق تذمرا كبيرا بين السكان، بالوقت الذي تعجز الشرطة عن تغيير الوضع الحالي".
مصادر محلية تسكن في شارع فلسطين، أكدت لـ"العربي الجديد"، أن المقر افتتح قبل أيام، ونادرا ما يظهر لبنانيون عند باب المقر، بل أعضاء بمليشيات عراقية، وهم من يتصدرون الصورة حاليا، مؤكدين أن نقطة تفتيش قرب المقر وكاميرات أمنية بمحيطه أفقدت الحي خصوصيته العائلية.
وشاركت عناصر "حزب الله" اللبناني في معارك عدة داخل العراق، منها الفلوجة وجرف الصخر وتكريت وحاليا في تلعفر، تطلق عليهم صفة مستشارين، إلا أن مصادر مقربة من مليشيات الحشد تعيد الفضل لها بعملية تأسيس نواة التصنيع العسكري المحلي للمليشيات العراقية، مثل الصواريخ قصيرة المدى والقنابل اليدوية والألغام الذكية وغيرها من الأسلحة التي يبرع الحزب في صناعتها، فضلا عن إخضاعها لدورات خاصة في القتال وعمليات الاقتحام والاغتيالات المنظمة.
ونشر "العربي الجديد" في تقرير سابق، مشاهد مصورة لمسلحين لبنانيين قرب الموصل، برفقة مليشيات عراقية، قالت مصادر عراقية إنهم ينتمون لـ"حزب الله" اللبناني.
واعترف زعيم حزب الله حسن نصر الله، في خطبة له عام 2015، بمشاركة مقاتلين من حزبه بالمعارك الدائرة في العراق، إلا أن الحكومة العراقية تنفي أي مشاركة برية في المعارك لغير العراقيين، رغم الإعلان المتكرر عن مقتل أفراد من الحرس الثوري الإيراني في العراق.
كما أعلن في الضاحية الجنوبية بلبنان، في وقت سابق، عن مقتل القيادي في الحزب إبراهيم الحاج بمعارك في العراق.
من جانبه، قال النائب في البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار أحمد السلماني، إن "رئيس الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية يتحدثون دوما عن السيادة، وأقول إن السيادة مفقودة جملة وتفصيلاً بسبب التدخلات التي نراها اليوم، سواء من إيران ودول أخرى، أو من قبل حزب الله اللبناني".
وتساءل السلماني "أين السيادة وأين وضع السيادة في ظل كل هذه التدخلات ووجود عناصر غير عراقية يمسكون ملفات نقاط تفتيش وحواجز ولهم صلاحية اعتقال مواطنين، كما حصل في حادثة الرزازة؟".
وتابع "من خلال الأدلة التي وصلتنا ومن خلال المعتقلين في سيطرة الرزازة ومن عوائل ما زال ذووهم معتقلين، تحدثوا عن وجود عناصر من حزب الله اللبناني في سيطرة الرزازة".