أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن أكثر من مليار امرأة حول العالم يفتقرن للحماية القانونية من العنف الجنسي العائلي، معتبراً أن تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات من الأعمال، من أعظم التحديات المطروحة في مجال حقوق الإنسان في العالم، التي لم تنجز حتى الآن.
وأوضح، في بيان أصدره أمس الثلاثاء، لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الموافق الثامن من مارس/آذار، أن العالم يقف عند منعطف حاسم في مجال حقوق المرأة، لأن أشكال اللامساواة التاريخية والهيكلية، التي سمحت بتفشي القمع والتمييز نشجبها اليوم، أكثر من أي وقت مضى.
وقال غوتيريس إن النساء يرفعن أصواتهن عالياً، ويطالبن بتغيير دائم وبعدم التسامح إطلاقا مع الاعتداء والتحرش الجنسيين، والتمييز بجميع أنواعه، من أميركا اللاتينية إلى أوروبا وآسيا، في وسائط التواصل الاجتماعي، وفي مواقع تصوير الأفلام، وفي المصانع والشوارع.
كما أشار إلى تحقيق تقدم تمثّل في زيادة عدد الفتيات الملتحقات بالمدارس، أكثر من أي وقت مضى؛ وارتفاع عدد النساء اللواتي يمارسن عملاً مدفوع الأجر ويؤدين أدوارا قيادية في القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية ومعترك الحياة السياسية وفي المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة.
ولكنه لفت إلى العقبات الجسيمة التي ما زالت ماثلة "إذا ما أردنا التصدي للاختلالات التاريخية في موازين القوى التي يقوم عليها التمييز والاستغلال".
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) March 7, 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأوضح أن أكثر من مليار امرأة في جميع أنحاء العالم يفتقرن إلى الحماية القانونية من العنف الجنسي العائلي. كما أن الفجوة في الأجور بين الجنسين تبلغ نسبتها 23 في المائة، وتصل إلى 40 في المئة في المناطق الريفية، ولا يحظى العمل غير المدفوع الأجر الذي تقوم به العديد من النساء بالاعتراف.
وتقل نسبة تمثيل المرأة في البرلمانات الوطنية في المتوسط عن الربع، وهذه النسبة أقل من ذلك في مجالس الإدارة. وقال الأمين العام "بدون اتخاذ إجراءات متضافرة، ستخضع ملايين الفتيات لتشويه أعضائهن التناسلية على مدى العقد المقبل".
وأضاف "نعلم الآن أن التحرش والاعتداء الجنسيين كانا منتشرين في أماكن العمل والأماكن العامة والمنازل الخاصة، في بلدان تفخر بسجلّها في مجال المساواة بين الجنسين. وينبغي للأمم المتحدة أن تكون قدوة للعالم". وأقر بأن الأمر لم يكن كذلك دائما "منذ بداية فترة ولايتي في العام الماضي، أطلقتُ مسيرة التغيير في مقر الأمم المتحدة، وفي بعثاتنا لحفظ السلام، وفي جميع مكاتبنا على نطاق العالم".
وأضاف"حققنا الآن التكافؤ بين الجنسين، للمرة الأولى، في فريقي للإدارة العليا، وأعتزم تحقيق ذلك على نطاق المنظمة". وأكد التزامه التام بعدم التسامح إطلاقا إزاء التحرش الجنسي، وقال إنه أعد خططا لتحسين الإبلاغ والمساءلة.
وقال "نحن في الأمم المتحدة نتضامن مع النساء حول العالم في كفاحهن للتغلب على أشكال الظلم التي يواجهنها، سواء كن نساء ريفيات يتعرضن للتمييز في الأجور، أو نساء حضريات ينظمن صفوفهن في سبيل التغيير، أو نساء لاجئات معرَّضات لخطر الاستغلال والانتهاك الجنسيين، أو نساء يواجهن أشكالا متداخلة من التمييز، أي الأرامل ونساء الشعوب الأصلية والنساء ذوات الإعاقة والنساء اللواتي لا يمتثلن للمعايير الجنسانية".
كذلك، شدد على أن تمكين المرأة يندرج في صلب خطة التنمية المستدامة، التي اتفق قادة العالم على تحقيقها لتحسين حياة سكان العالم بحلول عام 2030.
وأكد أن "الأمر ليس منة تغدق على المرأة. فالمساواة بين الجنسين مسألة من مسائل حقوق الإنسان، لكنها كذلك من مصلحتنا جميعا: رجالا وفتيانا، نساء وفتيات. فعدم المساواة بين الجنسين والتمييز ضد المرأة يضر بنا جميعا".
ورأى غوتيريس أن "الوقت حان كي يقف الرجل إلى جانب المرأة ويصغي إليها ويتعلم منها، فلا بد من الشفافية والمساءلة إذا ما أريد للمرأة أن تحقق إمكاناتها الكاملة، وأن ترتقي بنا جميعا في مجتمعاتنا المحلية ومجتمعاتنا واقتصاداتنا".
وأعرب الأمين العام عن فخره بكونه جزءا من هذه الحركة، قائلا "يحدوني الأمل في أن يظلَّ صداها يتردد في الأمم المتحدة وفي جميع أنحاء العالم".
(العربي الجديد)