لا يخجل الفنان الأردني الشاب محمد الغزاوي من عمله في إحدى محطات البنزين، مستجيباً لطلبات الزبائن، بملء خزانات سياراتهم بالوقود، فهذه المهمة يمارسها الغزاوي من أجل تأمين "لقمة عيشه الحلال" دون النظر إلى ثقافة العيب التي باتت تسكن عقول الشباب الذي لا يرضى بأي عمل.
ويحمل الغزاوي (25 عاماً) درجة الدبلوم في تخصص السينما والتلفزيون، لكنه لم يجد حتى الآن موطئ قدم في الساحة الفنية، يؤمن له حياة كريمة، دون الحاجة للعمل صباحاً في محطة البنزين، التي ينظر إليها بفخر، كون زملاء مهنته ومديره يقدرون تفانيه وحرصه على أداء عمله بإتقان، كما يفتخرون عندما يظهر ممثلاً في مسلسل ما، أو عندما نشرت الصحف الأردنية خبر تكريمه لمرتين من الأميرتين عالية بنت الحسين وريم العلي، على أدوار قدمها إما تلفزيونياً أو مسرحياً.
يبحث الغزاوي عن نافذة أمل يطل من خلالها على أفق النجاح؛ ليبقى يحلق عالياً، مضيفاً لـ"العربي الجديد": تشرفت بأني كنت أحد ممثلي مسلسل "زين" مع الممثلة الأردنية صبا مبارك، والحمد لله وصلتني ردود فعل جيدة على أدائي، خاصة وأن العمل حقق مشاهدة عربية واسعة بعد عرضه على قناتي "إم بي سي" و"أبو ظبي"، وما زلت متحمساً ومتأملاً أن وجودي في الساحة الفنية، سيثمر مستقبلاً، ورغم ظروفي الخاصة التي تضطرني للعمل صباحاً في محطة للبنزين، إلا أنني أعدّ ذلك بمثابة تحدٍ لي لكي أثبت لنفسي ولمن حولي، أنني أحتاج فقط الفرصة المناسبة لأبرز طاقاتي التمثيلية بشكل أكبر وأهم.
ويفتخر الغزاوي، بالتكريمين، اللذين نالهما من الأميرتين عالية بنت الحسين وريم العلي، ويقول: رغم أن خزانتي الشخصية مليئة بشهادات التقدير والإبداع والتميز، إلا أن الاهتمام الذي لمسته من الأميرتين عالية وريم، ضخ في نفسي ثقة وحماسة عاليتين للاستمرار في مسيرتي، خاصة وأن تكريم الأميرة ريم العلي، جاء بعد تميزي في تقديم إحدى شخصيات الفيلم الأردني "رجال في مهمة"، وهو فيلم تشويقي للمخرج سامح شويطر في المسرح الرئيس بالمركز الثقافي الملكي.
ويتتبع الفيلم قصة ضابط يعمل في إدارة مكافحة المخدرات، يلاحظ أن سلوكيات شقيقه العائد من إيطاليا، يشوبها التوتر والغموض؛ ما يبعث في نفسه الشكوك، ثم يبدأ بإجراء عمليات متتالية من المتابعة والمراقبة ليكتشف أن شقيقه على علاقة بعصابة دولية تتاجر بالمخدرات. إذ يقوم الضابط برفقة مجموعة من زملائه، بإحباط العديد من عمليات تهريب المخدرات وإلقاء القبض على أسماء لامعة في صفوف العصابة ومداهمة أوكارهم؛ ما يدفع بالعصابة إلى محاولة التخلص من الضابط في سلسلة من المطاردات والأحداث المثيرة.
ويرى الغزاوي في العمل المسرحي، نافذة يطل من خلالها على الجمهور، ويعلق: التجاوب من الجمهور الذي يتابعني، يجعلني أحلق وأعيش في جو غير الذي أنتمي إليه، فأكثر ما يدخل السرور إلى قلب الممثل، أن يجد التفاعل من الجمهور الذي يحضر، فهناك يكتشف الفنان ردة الفعل الحقيقية، وأين تميز وأين أخفق، لذلك كانت أكثر أعمالي الفنية على خشبة المسرح.
ويدعو الغزاوي أقرانه الشباب إلى العمل، دون كسل وانتظار الوظيفة المناسبة، مضيفاً: لا أخجل عندما يكتشف أحد مشاهدي أعمالي، أنني أعمل في محطة بنزين، بل أشرح له أن العيب ليس أين تعمل!، بل العيبُ ألا تعمل، وأرجو أن أكون محفزاً لغيري ولنفسي؛ بأن نبقى نثابر لنصل إلى ما نريد.
اقرأ أيضا:
مارغو حداد: فنانو الأردن يحتاجون من يصقل تجاربهم