30 ديسمبر 2021
مناعة فرنسية وبؤس كيني وطمع نمساوي
ـ "محميون بفضل قلة البوس". تحت هذا العنوان نشرت مجلة (ذي ويك) الأميركية مقتطفات من مقالة للكاتب الفرنسي لوكاس سيدريك نشرها في صحيفة La Dépêche التي تصدر في جنوب غرب فرنسا، والتي يطرح فيها تساؤلاً يقول: "لماذا دمر فيروس كورونا جيراننا في إيطاليا وأسبانيا لكنه سبب تدميراً أقل هنا في فرنسا؟"، ومع أنه يقر أن انتشار جائحة فيروس كورونا في فرنسا لا زال مبكراً الحكم على طبيعتها وأرقامها، مقارنة بإيطاليا التي حدثت فيها أكثر من 11 ألف و600 حالة وفاة حتى تاريخ نشر مقاله، إلا أنه يقول إن مقارنة حالات الإصابة في فرنسا مقارنة بجيرانها تثبت أن معدل انتشار الإصابات أبطأ بكثير، وبالذات حين تقارن أرقام فرنسا بأرقام أسبانيا التي بدأ انتشار الإصابات فيها في نفس التوقيت، ومع ذلك فقد شهدت أسبانيا حوالي 65 ألف حالة إصابة وخمسة آلاف حالة وفاة، أما فرنسا فقد شهدت حوالي 33 ألف حالة إصابة وألفي حالة وفاة.
لا يجد الكاتب تفسيراً لذلك التفاوت في نظام الرعاية الصحية الذي يتشابه في كل من إيطاليا وفرنسا وأسبانيا، ولا في طريقة استجابة الفرنسيين لإجراءات احتواء الفيروس مثل حظر التجول، ولكنه يفسره مستشهداً ببعض خبراء الأوبئة الذين يرون أن أسبانيا وإيطاليا أضر بهما أكثر انتشار ثقافة التقارب البدني خلال السلام والتحية، "فالإيطاليون والأسبان يلمسون بعضهم البعض بشكل متكرر، وهم يحتضنون ويقبلون بعضهم خلال التحية ويتجمعون بشكل قريب جداً من بعضهم في المطاعم خلال الوجبات، أما أغلبية الفرنسيين فهم يفضلون إرسال قبلات في الهواء خلال التحية، ولا يفضلون احتضان بعضهم البعض كما ترى في الكثير من الدول"، مضيفاً أن العلماء يؤكدون أن انتشار فيروس سارس في عام 2003 كان أقل في الدول الاسكندنافية مقارنة بغيره من الدول لأن مواطنيها لا يقومون بتقبيل واحتضان بعضهم خلال التحية، معلقاً على ذلك بقوله "ربما نحتاج جميعاً لأن نكون أقل حميمية وأكثر سويدية من الآن فصاعداً"، ومع أني لم أتأكد من طبيعة الدراسات التي تحدث عنها الكاتب، إلا أنني تمنيت من كل قلبي أن تكون تلك الدراسات مخطئة، حين تذكرت طريقة سلامنا على بعضنا البعض، حتى لو التقينا خمس مرات في اليوم.
ـ في مقال نشرته صحيفة (نيشن) الكينية اليومية تحدث الكاتب والناشط كينيدي أوديدي عن حالة التأهب التي تمر بها الأحياء العشوائية في المدن الكينية لحماية سكانها من جائحة فيروس كورونا، يقول الكاتب: "نشأت في كيبرا أكبر الأحياء العشوائية في العاصمة نيروبي، وأدرك جيداً كيف يمكن أن ينتشر الوباء بسهولة في مثل ذلك الحي، فقد عشت مع والدي ووالدتي وإخوتي السبعة في كوخ مصنوع من حوائط صفيح رقيقة تُغطى ثغراتها بالكرتون، ويتم فصل منطقة النوم فيه عن منطقة الطبخ بملاءة قطنية، حيث لا توجد أصلا فكرة المساحة الشخصية أو وقت العزلة، وحيث يمكن أن نسمع بوضوح أدق أصوات جيراننا في الأكواخ المجاورة، والتي تشترك كل خمسين عائلة منها في حمام واحد".
هذه التجربة التي عاشها كينيدي أوديدي، هي التي جعلته يتحمس منذ أن كان في سن الخامسة عشر للاشتراك مع عدد من أصدقائه من ابناء الأكواخ في تأسيس منظمة أهلية تحاول مناهضة الفقر وتحسين أوضاع سكان المناطق العشوائية، والتي أصبح لها بعد مرور السنين نشاطات في أكثر من 11 منطقة سكنية عشوائية في كينيا، وهي تحاول الآن تقليل انتشار فيروس كورونا، بإنشاء محطات لغسيل الأيدي في مدخل كل حي عشوائي في كينيا، وتقوم بتوزيع الصابون والمنظفات ومطهرات الأيدي على البيوت، كما تقوم المنظمة بقياس درجات الحرارة ومساعدة الحالات المصابة على الذهاب إلى المستشفيات والمراكز الصحية، كما تحاول محاربة الشائعات والأفكار الخاطئة التي تنتشر بين سكان العشوائيات، لكن المنظمة تشعر بخذلان الأجهزة الحكومية لها، وكذلك بتخلي القطاع الخاص وشركاته عنها وعن غيرها من المنظمات التي تعمل على الأرض، بدلاً من توحيد الجهود لمقاومة هذه الأزمة التي يرى أوديدي أن التخلي عن مساندة الفقراء فيها سيؤدي إلى تحويلها من أزمة صحية إلى حرب طبقية، ولعله كان يقصد حين اختار هذه الكلمات أن يفزع قراء الصحيفة من الأغنياء وذوي النفوذ، والذين يتبنون نظرية مناعة القطيع المفضلة لدى الغالبية الساحقة من رجال الأعمال حول العالم، والذين سيجدون طريقة للاستفادة من أي وباء أو جائحة، لأنهم يدركون أن الحروب الطبقية يكسبها بالضرورة من يتاجرون في الأسلحة أو يقفون إلى جوار تجار الأسلحة ومصنعيها ومخزنيها ومستخدميها لضمان قمع الفقراء في لحظات انفجارهم.
ـ بسبب رفضه إغلاق أبوابه أمام الزوار طمعاً في المزيد من المكاسب، ساهم منتجع تزلج نمساوي في نشر حالات الإصابة بفيروس كورونا في العديد من الدول الأوروبية. هذا ما كشفه الكاتب توماس ماير في صحيفة Der Standard النمساوية مشيراً إلى ما أعلنه خبير أوبئة أيسلندي في 5 مارس الماضي، حين حذر من أن مدينة إيشجل النمساوية ستكون مركزاً لنشر الوباء، بعد أن ثبت أن عدداً من هواة التزلج الأيسلنديين ظهرت عليهم أعراض الإصابة بالفيروس بعد عودتهم من منتجع التزلج الموجود في المدينة، وتم ربط أغلب حالات الإصابة بساقٍ يعمل في بار شديد الازدحام في المنتجع، وبرغم أن المسئولين الأيسلنديين قاموا بإبلاغ نظرائهم النمساويين بالتفاصيل ليقوموا بإغلاق المنتجع وعزل المصابين من العاملين فيه، إلا أن المسئولين النمساويين لم يقوموا باتخاذ أي إجراء لمدة أسبوع من تاريخ إبلاغهم، وهو ما تسبب في إصابة العشرات من نزلاء المنتجع من الدانمارك والنرويج والسويد وألمانيا، والذين عادوا إلى بلادهم حاملين للفيروس، وساهموا في نشره في بلادهم.
في النمسا نفسها كانت عواقب التراخي الحكومي عن إغلاق المنتجع وخيمة، وكان أخطرها أن أحد نزلاء المنتجع الذين التقطوا الفيروس من البار اللعين يعمل طبيب تخدير في مستشفى جامعة سالزبورج، وقد تسبب في نقل الفيروس إلى صديقته الحميمة التي تعمل في المستشفى ممرضة في قسم الأطفال، ونقله أيضاً إلى أكثر من 100 من زملائه في المستشفى، من بينهم أطباء وممرضات وطاقم إسعاف طبي طائر وكل هؤلاء كان من المهم تواجدهم بكامل صحتهم خلال محاولة احتواء تأثيرات الفيروس، وهو ما يعلق عليه الكاتب توماس ماير قائلاً: "لقد تغلب الطمع على إحساس المسئولية الذي كان يجب أن يسود تجاه المواطنين وصحتهم، واختار مسئولو مدينة إيشجل أن يعلو صوت ماكينات المكاسب في الأسبوع الأخير من موسم التزلج، مع أن إغلاق المنتجع لم يكن سيسببب لهم خسائر فادحة مثل التي سيسببها انتشار الوباء بين عشرات الزبائن الذين قام ساقي البار بنقل العدوى لهم، والذين سينقلون العدوى إلى المئات عبر القارة، فضلاً عن الذين لن يتمكن أحد من معرفة إصابتهم بالفيروس، يا ترى كم شخصاً سيموت بسبب الإهمال النمساوي؟".
ـ بفضل تقرير صغير نشرته مجلة (ذي هاربر) الأميركية عرفت أن مدينة نيويورك تمتلك إلى جوار خط المساعدة التليفونية المخصص للطوارئ والشهير برقم (911) خطاً آخر للمعلومات والخدمات الحكومية غير الطارئة يحمل رقم (311)، وقد نشرت المجلة نبذة من أغراض المكالمات الهاتفية التي تلقاها موظفو ذلك الخط من بعض سكان المدينة، حيث تم سؤالهم عن الآتي: ماذا نفعل مع الجار الذي يقوم بتعليق ملابسه الداخلية خارج النافذة لكي تجف؟ ـ معلومات عن خدمات التنظيف الجاف ـ السؤال عما إذا كانت فضلات القطط قابلة لإعادة التدوير ـ للسؤال عن طريقة استئجار سلة مهملات ـ للسؤال عن إمكانية استخدام خدمة التأمين الصحي ميديكيد لدفع نفقات جراحة للقطة ـ للاستفسار عن ما يمكن فعله مع حيوان أليف لم يعد السائل راغباً فيه ـ للسؤال عن إمكانية المطالبة بكلب بدلاً من المبالغ التي يتم ردها من ضرائب الدخل ـ للحصول على معلومات تسهل الاحتيال الضريبي ـ للسؤال عن كيفية تغيير عرض الاستعداد حين يظهر على شاشة التلفزيون ـ لمعرفة من فاز خلال حلقات برنامج (أميركان أيدول) للمواهب الغنائية ـ للسؤال عن كيفية التحقق من الرسائل النصية التي تأتي على المحمول ـ للإبلاغ عن عملية نصب تعرض لها السائلون عبر البريد الإلكتروني ـ لتقديم شكوى رسمية ضد ضوضاء تنبعث من ثلاجة السائل ـ للسؤال عن كيفية التخلص من الثلاجة ـ للسؤال عن أجهزة الأشعة السينية وكيف يمكن الحصول عليها ـ للإبلاغ عن جار عريان ـ لمعرفة معلومات عن كيفية العمل كمنقذ في الشواطئ وحمامات السباحة ـ للسؤال عما إذا كانت معرفة كيفية السباحة شرطاً أساسياً لتصبح منقذاً في الشواطئ وحمامات السباحة، وقد جعلني السؤال الأخير أشعر بالألفة مع صاحبه لأنني تذكرت شخصية كتبتها في فيلم (صايع بحر) عن منقذ في أحد شواطئ الإسكندرية لا يعرف السباحة، ويستعين بأصدقائه لإنقاذ رجل عجوز حاول الانتحار غرقاً، ولذلك تشجعت على تجربة الخدمة وقررت أن أسأل: "هل يوجد أمل في حل مشكلة قشرة الشعر قبل نهاية العالم؟".
لا يجد الكاتب تفسيراً لذلك التفاوت في نظام الرعاية الصحية الذي يتشابه في كل من إيطاليا وفرنسا وأسبانيا، ولا في طريقة استجابة الفرنسيين لإجراءات احتواء الفيروس مثل حظر التجول، ولكنه يفسره مستشهداً ببعض خبراء الأوبئة الذين يرون أن أسبانيا وإيطاليا أضر بهما أكثر انتشار ثقافة التقارب البدني خلال السلام والتحية، "فالإيطاليون والأسبان يلمسون بعضهم البعض بشكل متكرر، وهم يحتضنون ويقبلون بعضهم خلال التحية ويتجمعون بشكل قريب جداً من بعضهم في المطاعم خلال الوجبات، أما أغلبية الفرنسيين فهم يفضلون إرسال قبلات في الهواء خلال التحية، ولا يفضلون احتضان بعضهم البعض كما ترى في الكثير من الدول"، مضيفاً أن العلماء يؤكدون أن انتشار فيروس سارس في عام 2003 كان أقل في الدول الاسكندنافية مقارنة بغيره من الدول لأن مواطنيها لا يقومون بتقبيل واحتضان بعضهم خلال التحية، معلقاً على ذلك بقوله "ربما نحتاج جميعاً لأن نكون أقل حميمية وأكثر سويدية من الآن فصاعداً"، ومع أني لم أتأكد من طبيعة الدراسات التي تحدث عنها الكاتب، إلا أنني تمنيت من كل قلبي أن تكون تلك الدراسات مخطئة، حين تذكرت طريقة سلامنا على بعضنا البعض، حتى لو التقينا خمس مرات في اليوم.
ـ في مقال نشرته صحيفة (نيشن) الكينية اليومية تحدث الكاتب والناشط كينيدي أوديدي عن حالة التأهب التي تمر بها الأحياء العشوائية في المدن الكينية لحماية سكانها من جائحة فيروس كورونا، يقول الكاتب: "نشأت في كيبرا أكبر الأحياء العشوائية في العاصمة نيروبي، وأدرك جيداً كيف يمكن أن ينتشر الوباء بسهولة في مثل ذلك الحي، فقد عشت مع والدي ووالدتي وإخوتي السبعة في كوخ مصنوع من حوائط صفيح رقيقة تُغطى ثغراتها بالكرتون، ويتم فصل منطقة النوم فيه عن منطقة الطبخ بملاءة قطنية، حيث لا توجد أصلا فكرة المساحة الشخصية أو وقت العزلة، وحيث يمكن أن نسمع بوضوح أدق أصوات جيراننا في الأكواخ المجاورة، والتي تشترك كل خمسين عائلة منها في حمام واحد".
هذه التجربة التي عاشها كينيدي أوديدي، هي التي جعلته يتحمس منذ أن كان في سن الخامسة عشر للاشتراك مع عدد من أصدقائه من ابناء الأكواخ في تأسيس منظمة أهلية تحاول مناهضة الفقر وتحسين أوضاع سكان المناطق العشوائية، والتي أصبح لها بعد مرور السنين نشاطات في أكثر من 11 منطقة سكنية عشوائية في كينيا، وهي تحاول الآن تقليل انتشار فيروس كورونا، بإنشاء محطات لغسيل الأيدي في مدخل كل حي عشوائي في كينيا، وتقوم بتوزيع الصابون والمنظفات ومطهرات الأيدي على البيوت، كما تقوم المنظمة بقياس درجات الحرارة ومساعدة الحالات المصابة على الذهاب إلى المستشفيات والمراكز الصحية، كما تحاول محاربة الشائعات والأفكار الخاطئة التي تنتشر بين سكان العشوائيات، لكن المنظمة تشعر بخذلان الأجهزة الحكومية لها، وكذلك بتخلي القطاع الخاص وشركاته عنها وعن غيرها من المنظمات التي تعمل على الأرض، بدلاً من توحيد الجهود لمقاومة هذه الأزمة التي يرى أوديدي أن التخلي عن مساندة الفقراء فيها سيؤدي إلى تحويلها من أزمة صحية إلى حرب طبقية، ولعله كان يقصد حين اختار هذه الكلمات أن يفزع قراء الصحيفة من الأغنياء وذوي النفوذ، والذين يتبنون نظرية مناعة القطيع المفضلة لدى الغالبية الساحقة من رجال الأعمال حول العالم، والذين سيجدون طريقة للاستفادة من أي وباء أو جائحة، لأنهم يدركون أن الحروب الطبقية يكسبها بالضرورة من يتاجرون في الأسلحة أو يقفون إلى جوار تجار الأسلحة ومصنعيها ومخزنيها ومستخدميها لضمان قمع الفقراء في لحظات انفجارهم.
ـ بسبب رفضه إغلاق أبوابه أمام الزوار طمعاً في المزيد من المكاسب، ساهم منتجع تزلج نمساوي في نشر حالات الإصابة بفيروس كورونا في العديد من الدول الأوروبية. هذا ما كشفه الكاتب توماس ماير في صحيفة Der Standard النمساوية مشيراً إلى ما أعلنه خبير أوبئة أيسلندي في 5 مارس الماضي، حين حذر من أن مدينة إيشجل النمساوية ستكون مركزاً لنشر الوباء، بعد أن ثبت أن عدداً من هواة التزلج الأيسلنديين ظهرت عليهم أعراض الإصابة بالفيروس بعد عودتهم من منتجع التزلج الموجود في المدينة، وتم ربط أغلب حالات الإصابة بساقٍ يعمل في بار شديد الازدحام في المنتجع، وبرغم أن المسئولين الأيسلنديين قاموا بإبلاغ نظرائهم النمساويين بالتفاصيل ليقوموا بإغلاق المنتجع وعزل المصابين من العاملين فيه، إلا أن المسئولين النمساويين لم يقوموا باتخاذ أي إجراء لمدة أسبوع من تاريخ إبلاغهم، وهو ما تسبب في إصابة العشرات من نزلاء المنتجع من الدانمارك والنرويج والسويد وألمانيا، والذين عادوا إلى بلادهم حاملين للفيروس، وساهموا في نشره في بلادهم.
في النمسا نفسها كانت عواقب التراخي الحكومي عن إغلاق المنتجع وخيمة، وكان أخطرها أن أحد نزلاء المنتجع الذين التقطوا الفيروس من البار اللعين يعمل طبيب تخدير في مستشفى جامعة سالزبورج، وقد تسبب في نقل الفيروس إلى صديقته الحميمة التي تعمل في المستشفى ممرضة في قسم الأطفال، ونقله أيضاً إلى أكثر من 100 من زملائه في المستشفى، من بينهم أطباء وممرضات وطاقم إسعاف طبي طائر وكل هؤلاء كان من المهم تواجدهم بكامل صحتهم خلال محاولة احتواء تأثيرات الفيروس، وهو ما يعلق عليه الكاتب توماس ماير قائلاً: "لقد تغلب الطمع على إحساس المسئولية الذي كان يجب أن يسود تجاه المواطنين وصحتهم، واختار مسئولو مدينة إيشجل أن يعلو صوت ماكينات المكاسب في الأسبوع الأخير من موسم التزلج، مع أن إغلاق المنتجع لم يكن سيسببب لهم خسائر فادحة مثل التي سيسببها انتشار الوباء بين عشرات الزبائن الذين قام ساقي البار بنقل العدوى لهم، والذين سينقلون العدوى إلى المئات عبر القارة، فضلاً عن الذين لن يتمكن أحد من معرفة إصابتهم بالفيروس، يا ترى كم شخصاً سيموت بسبب الإهمال النمساوي؟".
ـ بفضل تقرير صغير نشرته مجلة (ذي هاربر) الأميركية عرفت أن مدينة نيويورك تمتلك إلى جوار خط المساعدة التليفونية المخصص للطوارئ والشهير برقم (911) خطاً آخر للمعلومات والخدمات الحكومية غير الطارئة يحمل رقم (311)، وقد نشرت المجلة نبذة من أغراض المكالمات الهاتفية التي تلقاها موظفو ذلك الخط من بعض سكان المدينة، حيث تم سؤالهم عن الآتي: ماذا نفعل مع الجار الذي يقوم بتعليق ملابسه الداخلية خارج النافذة لكي تجف؟ ـ معلومات عن خدمات التنظيف الجاف ـ السؤال عما إذا كانت فضلات القطط قابلة لإعادة التدوير ـ للسؤال عن طريقة استئجار سلة مهملات ـ للسؤال عن إمكانية استخدام خدمة التأمين الصحي ميديكيد لدفع نفقات جراحة للقطة ـ للاستفسار عن ما يمكن فعله مع حيوان أليف لم يعد السائل راغباً فيه ـ للسؤال عن إمكانية المطالبة بكلب بدلاً من المبالغ التي يتم ردها من ضرائب الدخل ـ للحصول على معلومات تسهل الاحتيال الضريبي ـ للسؤال عن كيفية تغيير عرض الاستعداد حين يظهر على شاشة التلفزيون ـ لمعرفة من فاز خلال حلقات برنامج (أميركان أيدول) للمواهب الغنائية ـ للسؤال عن كيفية التحقق من الرسائل النصية التي تأتي على المحمول ـ للإبلاغ عن عملية نصب تعرض لها السائلون عبر البريد الإلكتروني ـ لتقديم شكوى رسمية ضد ضوضاء تنبعث من ثلاجة السائل ـ للسؤال عن كيفية التخلص من الثلاجة ـ للسؤال عن أجهزة الأشعة السينية وكيف يمكن الحصول عليها ـ للإبلاغ عن جار عريان ـ لمعرفة معلومات عن كيفية العمل كمنقذ في الشواطئ وحمامات السباحة ـ للسؤال عما إذا كانت معرفة كيفية السباحة شرطاً أساسياً لتصبح منقذاً في الشواطئ وحمامات السباحة، وقد جعلني السؤال الأخير أشعر بالألفة مع صاحبه لأنني تذكرت شخصية كتبتها في فيلم (صايع بحر) عن منقذ في أحد شواطئ الإسكندرية لا يعرف السباحة، ويستعين بأصدقائه لإنقاذ رجل عجوز حاول الانتحار غرقاً، ولذلك تشجعت على تجربة الخدمة وقررت أن أسأل: "هل يوجد أمل في حل مشكلة قشرة الشعر قبل نهاية العالم؟".