لم يكن كريستيان سيفينغ Christian Sewing بعيداً من إدارة "دويتشه بنك" الذي صنع فيه معظم تاريخه المهني، حيث شغل منصب عضو مجلس إدارة تنفيذي 3 سنوات، قبل اختياره لمقعد الرئيس التنفيذي.
خلال سنوات عمله بالمصرف الألماني، والتي امتدت أكثر من 20 عاماً، تنقل خلالها بين الإدارات والفروع والبلدان المختلفة، واستطاع أن يجمع بين يديه كافة الخيوط التي تُحرّك البنك، إلى أن اختير رئيساً تنفيذياً لأكبر مصرف في أوروبا وهو في الثامنة والأربعين، رغم اعتياد حملة الأسهم على أن يشتعل شيبا رأس من يشغل هذا المنصب المهم.
وكغالبية من التحقوا بالبنوك في التسعينيات حول العالم، بدأ سيفينغ حياته العملية بعد انتهاء برنامجه الجامعي التابع لـ"دويتشه"، والذي سمح له بالتدريب في البنك أثناء الدراسة، موظفاً في خدمة العملاء بفرعَيه في بيليفيلد وهامبورغ الألمانيتين، ثم مستشاراً لعملاء ائتمان الشركات في فرع البنك بتورونتو الكندية.
اقــرأ أيضاً
لاحقاً، انتقل سيفينغ بعد ذلك ليكون مسؤولاً عن الائتمان بفرع طوكيو باليابان، قبل أن يتجه لإدارة المخاطر في فرع لندن، التي أمضى فيها 6 سنوات، يرى البعض أنها كانت صاحبة الفضل في منحه الخبرة الكافية، لينتقل بعدها مباشرةً إلى مجلس إدارة إحدى الشركات التابعة للبنك، والمتخصصة في الديون العقارية المتعثرة، ثم ليعود مسؤولاً عن إدارة المخاطر لدى البنك مرة أخرى اعتباراً من 2012.
رحلة سيفينغ كانت شديدة التنوّع والثراء، حيث شملت مهام أُخرى مثل التفتيش في عمليات البنك، كما شملت بلداناً أُخرى، حيث أمضى بعض الوقت في فرع سنغافورة. وفي الفترة التي سبقت تقلده المنصب الأول، أشرف على وحدة الخدمات المصرفية التجارية والشخصية، بما يشمل شبكة فروع عمليات التجزئة في ألمانيا، وهو ما كان يعني سيطرته على معظم أنواع العمليات، الأمر الذي أدى إلى حصوله على 2.9 مليون يورو (حوالي 3.33 ملايين دولار) عن عمله في البنك عام 2017.
ورغم توليه مهام عمله رئيساً للبنك بعد مضي 4 أشهر من العام، إلا أنه نجح في إنهائه محققاً ربحية، وبدأ محادثات اندماج مع منافسه التقليدي "كوميرتس بنك"، ولم يتوقف عن إعادة الهيكلة من أجل تحسين ربحيته وتعويض سنوات الخسائر لحاملي الأسهم، الأمر الذي أدى إلى مضاعفة مجلس الإدارة مكافآته، ليحصل عام 2018 على 7 ملايين يورو.
وكعادة رؤساء البنوك الذين يأتون من إدارات بعيدة عن الخزانة وعمليات المتاجرة بالأسهم والسندات، كان سيفينغ دائم التفضيل لاعتماد البنك على عملياته الأساسية، والابتعاد عن تذبذبات الربحية الناتجة من المتاجرة.
اقــرأ أيضاً
وقبل تبوّئه منصب الرئيس التنفيذي بأيام، رسم الخطوط العريضة لخطة تعود بالمصرف إلى أمجاده السابقة، بالتركيز على عمليات إقراض العملاء والشركات، وتمويل العمليات التجارية في ألمانيا والدول الأوروبية الأخرى، والابتعاد عن عمليات المتاجرة، التي رآها أقرب إلى المقامرة، والتي تركز معظمها في فرعَي لندن ونيويورك.
ومع تراجع الأرباح المحققة خلال الربع الأخير من العام الماضي، وتعثر مفاوضات الاندماج مع "كوميرتس"، أدرك لاعب التنس الصبور أن هذا "الشوط" ربما يكون حاسماً، فسارع إلى إطلاق "ضربة إرسال" ساحقة. وقبل عامٍ واحد من الاحتفال بالذكرى 150 لتأسيسه، قرر سيفينغ التخلص من 18 ألف موظف يعمل معظمهم في إدارة الاستثمار والمتاجرة، ويمثلون نحو 20% من قوة العمل حول العالم، في إطار ما اعتبره "إعادة هيكلة العمليات".
لم يتردد سيفينغ، الأب لأربعة أبناء، وهو يطلب من الموظفين، ومنهم آباء بطبيعة الحال، ألا يأتوا إلى مكاتبهم بعد يوم الإثنين الماضي، اعتقاداً منه بأنها خطوة ضرورية لتصحيح المسار الذي يتحمل مسؤوليته.
وبعدما كاد حبه لفريق بايرن ميونيخ أن يتسبب في عمله صحافياً رياضياً، قبل أن يطلب منه أبوه البحث عن وظيفة "أكثر قوة"، هاجم سيفينغ من سبقوه في إدارة البنك، متهماً إياهم بخلق "ثقافة من إساءة تخصيص الموارد، والعمل من أجل زيادة الأرباح فقط"، وهو ما وعد بالقضاء عليه من خلال استراتيجيته الجديدة.
رحلة سيفينغ كانت شديدة التنوّع والثراء، حيث شملت مهام أُخرى مثل التفتيش في عمليات البنك، كما شملت بلداناً أُخرى، حيث أمضى بعض الوقت في فرع سنغافورة. وفي الفترة التي سبقت تقلده المنصب الأول، أشرف على وحدة الخدمات المصرفية التجارية والشخصية، بما يشمل شبكة فروع عمليات التجزئة في ألمانيا، وهو ما كان يعني سيطرته على معظم أنواع العمليات، الأمر الذي أدى إلى حصوله على 2.9 مليون يورو (حوالي 3.33 ملايين دولار) عن عمله في البنك عام 2017.
ورغم توليه مهام عمله رئيساً للبنك بعد مضي 4 أشهر من العام، إلا أنه نجح في إنهائه محققاً ربحية، وبدأ محادثات اندماج مع منافسه التقليدي "كوميرتس بنك"، ولم يتوقف عن إعادة الهيكلة من أجل تحسين ربحيته وتعويض سنوات الخسائر لحاملي الأسهم، الأمر الذي أدى إلى مضاعفة مجلس الإدارة مكافآته، ليحصل عام 2018 على 7 ملايين يورو.
وكعادة رؤساء البنوك الذين يأتون من إدارات بعيدة عن الخزانة وعمليات المتاجرة بالأسهم والسندات، كان سيفينغ دائم التفضيل لاعتماد البنك على عملياته الأساسية، والابتعاد عن تذبذبات الربحية الناتجة من المتاجرة.
ومع تراجع الأرباح المحققة خلال الربع الأخير من العام الماضي، وتعثر مفاوضات الاندماج مع "كوميرتس"، أدرك لاعب التنس الصبور أن هذا "الشوط" ربما يكون حاسماً، فسارع إلى إطلاق "ضربة إرسال" ساحقة. وقبل عامٍ واحد من الاحتفال بالذكرى 150 لتأسيسه، قرر سيفينغ التخلص من 18 ألف موظف يعمل معظمهم في إدارة الاستثمار والمتاجرة، ويمثلون نحو 20% من قوة العمل حول العالم، في إطار ما اعتبره "إعادة هيكلة العمليات".
لم يتردد سيفينغ، الأب لأربعة أبناء، وهو يطلب من الموظفين، ومنهم آباء بطبيعة الحال، ألا يأتوا إلى مكاتبهم بعد يوم الإثنين الماضي، اعتقاداً منه بأنها خطوة ضرورية لتصحيح المسار الذي يتحمل مسؤوليته.
وبعدما كاد حبه لفريق بايرن ميونيخ أن يتسبب في عمله صحافياً رياضياً، قبل أن يطلب منه أبوه البحث عن وظيفة "أكثر قوة"، هاجم سيفينغ من سبقوه في إدارة البنك، متهماً إياهم بخلق "ثقافة من إساءة تخصيص الموارد، والعمل من أجل زيادة الأرباح فقط"، وهو ما وعد بالقضاء عليه من خلال استراتيجيته الجديدة.