خرج مئات المتظاهرين في مسيرة دعت لها القوى الوطنية والإسلامية عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة وسط الضفة الغربية.
وقمعت قوات الاحتلال المسيرة السلمية بالقنابل الغازية، ما أدى إلى وقوع عشرات حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع، فيما أحرق الشبان الإطارات المطاطية، وآخرون قاموا بإلقاء الحجارة باتجاه جنود الاحتلال.
ولم يقتصر إطلاق قوات الاحتلال الغاز على المسيرة، وإنما أيضاً تجاه الشارع الرئيسي في البيرة بشكل كثيف، وتجاه منطقة يتواجد فيها الصحافيون للتغطية. وقال مراسل قناة "تي أر تي" العربية، إبراهيم خلف لـ"العربي الجديد": "إن جيش الاحتلال أطلق الغاز بشكل كثيف في اتجاه المنطقة التي أتواجد فيها أنا وقرابة 15 صحافياً، دون أن يتواجد متظاهرون في المكان ما أدى لإصابتنا بحالات اختناق جميعاً".
تفعيل نقاط الاحتكاك
وعن المسيرة، قال منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة عصام بكر لـ"العربي الجديد": "إنها تأتي بالتزامن مع انعقاد الورشة المشبوهة في المنامة، وبالتزامن مع حراكات أخرى في المدن الفلسطينية في الضفة وغزة والشتات، للتأكيد على رفض الشعب الفلسطيني للمساومة على حقوقه، ورفضه لمخرجات ورشة البحرين". ووصف بكر تلك الورشة بأنها "خالية الوفاض قبل أن تبدأ".
وشدد بكر على أنه "يجب أن يعاد تفعيل نقاط الاحتكاك مع الاحتلال كما هو حال المدخل الشمالي لمدينة البيرة، وإيصال رسالة أن الشعب الفلسطيني لن يقبل رفع الراية البيضاء". وقال: "نحن بحاجة إلى ورشة وطنية تشرك فيها القطاعات كافة والحركة الطلابية والشباب، لتفعيل العمل الكفاحي والميداني في مواجهة الاحتلال والمستوطنين.
بدوره، قال القيادي في "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، رمزي رباح لـ"العربي الجديد" إن "إفشال نتائج ورشة البحرين يكون بالبناء على الموقف الفلسطيني الموحد ضدها، لأن الخطورة فيها ليس فقط أنها تريد إرساء معادلة السلام الاقتصادي، إنما وجود غطاء عربي لصفقة القرن المعزولة دولياً، من مراكز القوى الدولية"، لافتاً إلى أن "التحركات الجماهيرية العربية هي رسائل إلى أنظمتها".
وحول الحراك الفلسطيني الرافض لـ"صفقة القرن" و"ورشة المنامة"، قال رباح: "يجب تصعيد المقاومة الشعبية واستحضار كل أوراق القوة الفلسطينية، وتصعيد المقاومة الشعبية نحو انتفاضة شاملة، وإنهاء الانقسام، وأن تكون التحركات الحالية مقدمة لتحرك قادم".
قمع مسيرة بيت لحم
بالتزامن، أصيب ستة فلسطينيين بجروح بقنابل الصوت والرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بحالات اختناق، خلال قمع قوات الاحتلال مسيرة سلمية رافضة لـ"ورشة المنامة"، وسط مدينة بيت لحم.
وخرجت ظهر اليوم تظاهرة عقب وقفة احتجاجية نظمت وسط مدينة بيت لحم باتجاه المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم.
وقال منسق لجنة العمل الفصائلي في محافظة بيت لحم، محمد الجعفري، لـ"العربي الجديد" إن "قوات الاحتلال قمعت المسيرة السلمية لدى وصولها إلى المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، ما أوقع خمس إصابات بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وإصابة بقنبلة صوت بالرأس".
وأضاف "نقل المصابون إلى المستشفى لتلقي العلاج"، ووصف حالات المصابين بـ"أنها متوسطة"، بينما أصيب العشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع وتم علاج المصابين ميدانياً.
وأكد الجعفري أن المسيرة التي خرجت باتجاه المدخل الشمالي لبيت لحم، جاءت عقب وقفة احتجاجية رافضة لورشة البحرين، دعت لها لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم، ضمن سلسلة فعاليات رافضة للورشة.
وخلال الوقفة التي نظمت وسط مدينة بيت لحم، أحرق المشاركون مجسما وصورا للرئيس الأميركي دونالد ترامب وصوراً لملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورفعوا لافتات وهتفوا بهتافات رافضة لورشة المنامة وضد القرصنة الإسرائيلية لأموال المقاصة.
مواجهات في الخليل
كذلك، أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، تمت معالجتها ميدانياً، خلال مواجهات اندلعت في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل.
إشعال إطارات جنوب نابلس
في غضون ذلك، اندلعت مواجهات على حاجز حوارة جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، عقب قمع قوات الاحتلال مسيرة سلمية.
وجابت المسيرة الرافضة لـ"ورشة المنامة" شوارع مدينة نابلس. وأشعل خلالها الشبان الإطارات المطاطية، بينما أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار وقنابل الصوت والغاز المسيلة للدموع تجاه المتظاهرين، الذين ردوا برشق الجنود بالحجارة. ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
وقفة جماهيرية في أريحا
إلى ذلك، شارك العشرات بوقفة جماهيرية دعت لها القوى الوطنية والإسلامية في مدينة أريحا رفضاً للورشة الأميركية في البحرين. وخلال الوقفة ألقيت العديد من الكلمات الرافضة للورشة، فيما رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، ولافتات مندّدة بصفقة القرن.