مواجهة زائفة

20 مايو 2018
+ الخط -
في شرق المتوسط وشمال البحر الأحمر، يؤكد الحرس الثوري الإيراني حضوره وجاهزيته لصد أي عدوان إسرائيلي، ويشدّد على أنّ الحرب المقبلة ستؤدي إلى زوال الكيان الصهيوني من الوجود. أما تل أبيب في المقابل، فتنصح طهران بعدم اختبار قدرات الجيش الإسرائيلي، وتؤكد أنها جاهزة لكل الاحتمالات بما في ذلك حرب متعددة الجبهات. ونحن ما بين التصريح والتصريح المضاد، نتساءل: هل رياح الحرب بين الكيان الصهيوني وإيران بدأت بالصفير على منطقة تترنح ما بين كفي عفريت؟ أم أن الأمر عبارة عن ملاسنات وتهديدات إعلامية لا علاقة لها بأرض الواقع؟
تراكمت الأخبار القائلة إنّ حرباً ضروساً ستندلع بين لحظة وأخرى، بعد أن ادّعى الكيان الصهيوني إسقاط طائرة استطلاع إيرانية داخل الحيز الجوي للكيان، والرد كان بتدمير قاعدة تيفور العسكرية. كل هذا مصحوب بتهديدات جعلت الكل يتوقع أن تشتعل حرب بين إيران من جهة وأميركا والكيان الصهيوني من جهة أخرى. لكن نظريات علم السياسة، علمتنا أن لا نأخذ بسطحية الأمور مهما كانت مشتعلة إعلاميا، فالحقيقة الحقة على أرض الواقع تقول شيئا آخر، فلو نظرنا بعدسة تحليلية إلى ما فعلته إيران والكيان الصهيوني على الأرض، نجد أن الطرفين كتلة واحدة يتقاسمان الرقعة العربية بالقلم والممحاة.
التغلغل الفارسي المتزايد اليوم في المنطقة عموما، وسورية خصوصا، يؤكد بالملموس أنّ هناك اتفاقا خلف ستار الكواليس بين إيران من طرف وثنائي العشق، أميركا والكيان الصهيوني من طرف آخر، اتفاق يعطي إيران صلاحيات كاملة للتمدّد على الجسد العربي النحيل.
وبعبارة أكثر وضوحا، هناك اتفاق ساري المفعول بين الأخوة الأحبة (أميركا والكيان الصهيوني) وإيران على تقاسم العداء مع العرب، وجعل إيران أكثر شيطنة من الكيان الصهيوني، بل البعبع الوحيد للعرب. هذا واضح على الأرض السورية التي استبيحت من جنسيات مختلفة، بل أصبحت اليوم مربط خيل إيران في المنطقة، وكل هذا بمباركة ثنائي العشاق، أميركا والكيان الصهيوني.
ما سبق يضعنا بمواجهة سؤال: كيف سمحت أميركا والكيان الصهيوني لذراع عسكري إيراني مدجج بالأسلحة في النمو؟ وهنا أقصد حزب الله الذي ضرب نفوذه في جنوب لبنان، وعلى مرمى العين من الحدود الوهمية للكيان الصهيوني؟
8B3675D1-ADC7-4864-96A4-70BE0DBA5A60
8B3675D1-ADC7-4864-96A4-70BE0DBA5A60
خالد بوفريوا (المغرب)
خالد بوفريوا (المغرب)