موريتانيا : وزراء يتظاهرون ضد الفساد ونشطاء يعترضونهم

تظاهر اليوم، الجمعة، في العاصمة نواكشوط، وزراء ومسؤولون موريتانيون ضد الفساد، واعترض ناشطون معارضون المسيرة وهتفوا ضد الحكومة ووصفوها بـ"حكومة الفساد".

ورفع نشطاء المعارضة لافتات تتهم الحكومة ببيع قطع أرضية حكومية وأراض كانت تقع عليها مدارس وسفارات. وحاول رجال الأمن منع النشطاء من المشاركة في المسيرة، غير أن بعض الوزراء طالب الأمن بالسماح للنشطاء بالهتاف، حيث تقدم الشباب المعارضون المسيرة وهم يحملون لافتات تتهم الحكومة بالفساد.

وكان وزير الاقتصاد والمالية، المختار ولد اجاي، قد قال إن الحكومة استرجعت العديد من الأمة المنهوبة عبر سياسة صارمة لمكافحة الفساد، مما مكنها من تمويل مشاريع استفادت منها الطبقات الفقيرة.

وتحدث الوزير عن "صعود ترتيب موريتانيا 31 نقطة على مؤشر الشفافية العالمية ما بين 2011- 2015، كما صعد ترتيبها 13 نقطة على مؤشر تعاطي الأعمال خلال السنتين الماضيتين، و5 نقاط على مؤشر التنمية البشرية لسنة 2016 ".

وأعلن ولد اجاي خلال حفل نظم اليوم، الجمعة، في قصر المؤتمرات، عن سلسلة أنشطة طيلة الأسبوع بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة الفساد.

 وبعد انتهاء الحفل، الذي حضره عدد من الوزراء، انطلقت مسيرة راجلة من قصر المؤتمرات باتجاه مقر وزارة الاقتصاد والمالية، وكان مكتوبا على أقمصة الوزراء المشاركين شعار "معاً ضد الرشوة".

وكانت وزارة الشؤون الإسلامية قد أعلنت عن تخصيص خطب الجمعة، هذا الأسبوع، لمحاربة الفساد، غير أن مصادر متطابقة أكدت لـ "العربي الجديد" أن مساجد قليلة هي التي التزم خطباؤها بتوصية الوزارة.

وتقول الحكومة الموريتانية إن هذه الأنشطة تأتي فى إطار التعبئة الشاملة ضد الفساد والرشوة.

إلى ذلك سخر نشطاء ومدونون موريتانيون من تظاهرة الحكومة.

الشيخ ولد محمد علق على مسيرة الوزراء قائلا: "تحارب الدول الجادة الفساد بالقوانين الصارمة واستقلال القضاء والشفافية وتحاربه حكومتنا بعرض أزياء للمفسدين"

أحمد فال ولد محمد آبه كتب على صفحته على الفيسبوك أيضاً: "أليس من المخجل حقاً أن تتظاهر الحكومة نيابة عن الشعب ضد الفساد، مع أنه لا مصلحة لها في محاربته، لأنها هي الفساد.. لكن أي فساد ذلك الذي تتظاهر الحكومة ضده؟ أغلب الظن أنه فساد الشعب.. نعم، فالحكومة لا يمكن أن تدين نفسها، والرئيس لن يسمح بذلك، ولن يجعل من نفسه في الناس أضحوكة تروى، فهو منذ ثماني سنوات يشن حربا لا هوادة فيها على الفساد، وسيكون من السخافة أن يوعز إلى أعضاء الحكومة بالتظاهر ضد الفساد، إلا إذا كان فساد الشعب".