ويُعد الولي "سيدي أحمد أولمغني" أشهر أقطاب التصوّف عند قبائل آيت حديدو، والذي يقع ضريحه بقصر آيت عمرو بمنطقة إملشيل، وقد تداول سكان هذه المنطقة عدة قصص وحكايات عن هذا الولي، والذي قيل إنه ابن الولي الصوفي "سيدي أولمغني" المدفون بقصر ببلدة "قصر أقديم"، وأنه عاش عازباً ذا مكانة دينية وروحية بين أبناء قبائل آيت حديدو.
تبرّع له العاهل المغربي من ماله الخاص
وفي هذا الموسم يأتي الآلاف من سكان قرى وبوادي الأطلس الكبير لزيارة الضريح والتبرك به والتبرع له لزيادة البركة، ذلك الضريح الذي تبرع الملك محمد السادس لترميمه وإعادة بنائه عام 2010 من ماله الخاص، لمكانة ذلك الولي عند أبناء القبائل الساكنة في جبال الأطلس الكبير.
واتخذت القبائل مولد الولي ليكون موسماً سنوياً على شرفه يُعد بمثابة سوق ضخم يجمع باعة مختلف السلع من منتجات غذائية، كالفاكهة والتمر والتوابل والأعشاب، وكذلك الأدوات المنزلية والأثاث والألعاب والملابس.
عادة "تيرمت" الفريدة
إلا أن أهم ما يُميز الموسم هو سوق المواشي، إذ كانت هناك عادة أمازيغية في هذا الموسم تُعرف بـ"تيرمت"، أي أن تشتري ما شئت ولا تسدد الثمن حتى السنة التالية في نفس المكان والزمان، ثم تطوّر الأمر وصار سوقاً سنوياً يتم فيه بيع وشراء الحمير والأحصنة والماشية.
وقد عُرف هذا الموسم بأنه التوقيت الزمني والمكاني لتجديد الاتفاقيات والتحالفات بين القبائل، ثم تطوّر الأمر وصار ملتقى القبائل الأمازيغية من أبناء آيت حديدو الذين يسكنون تلك المناطق البعيدة على وجه الخصوص.
زواج جماعي من رحم الأسطورة
وقد تميز هذا الموسم بما يُعرف بمهرجان الخطبة، حيث يتم عقد قران جماعي لأبناء وبنات تلك القبائل في الموسم.
وتعود جذور طقوس موسم الزواج والخطوبة إلى أسطورة حب حدثت في الأزمنة الغابرة، وجمعت بين الشاب موحا والشابة الجميلة حادة، اللذين كانا ينتميان إلى قبيلتين عدوتين.
وتقول الأسطورة إن الشابين هربا إلى جبل مجاور لندب حظهما والبكاء على حبهما الضائع بسبب الصراع القبلي، وكان بكاؤهما غزيراً لدرجة تكونت معها بحيرتا "إيسلي" و"تيسليت" (العريس والعروس بالأمازيغية)، بعد ذلك ندمت القبليتان على معارضة زواج ابنيهما، فقررتا التكفير عن ذلك بمهرجان زواج سنوي.