وقال مولر، في شهادته أمام اللجنة القضائية في مجلس النواب في جلسة استماع طال انتظارها، ووسط ترقّب شديد لمعرفة ما إذا كان سيكشف تورّط ترامب في ارتكاب أي مخالفة: "ما خلص إليه التحقيق، الواقع في 448 صفحة، يشير إلى أن الرئيس لم يُبرّأ من أفعال يشتبه بأنه ارتكبها"، لكنه أوضح أنه "ليس بإمكاني القول ما إذا يجب ملاحقة ترامب بتهمة عرقلة سير العدالة".
وأشار المحقق الأميركي الخاص، في معرض ردّه على أسئلة رئيس اللجنة جيري نادلر، إلى أن ترامب رفض عدة محاولات لمقابلته، مشدداً: "لقد طلبنا أكثر من مرة على مدار عام كامل".
وأوضح أنه "يمكن توجيه اتهام جنائي للرئيس عندما يغادر البيت الأبيض، وفقاص للقانون".
في المقابل، أكد أن التحقيقات لم تثبت وجود تواطؤ أو تآمر بين حملة ترامب وروسيا، لكنها أثبتت "تدخلاً ممنهجاً" لروسيا بالانتخابات الأميركية.
وحذّر الكونغرس الأميركي بأنه "لن يردّ على كل الأسئلة"، مشيراً إلى أن التحقيق في التدخل الروسي أجري بـ"نزاهة واستقلالية".
وفي أول تعليق له على حديث مولر، وصف البيت الأبيض الأربعاء جلسة الاستماع تلك بأنها تمثل "قمة الإحراج" للديموقراطيين.
وقالت المسؤولة الإعلامية في البيت الأبيض سيتفاني غريشام إن "الساعات الثلاث الأخيرة تشكل قمة الإحراج للديموقراطيين"، وذلك بعد انتهاء جلسة الاستماع الأولى وقبيل بدء الجلسة الثانية والأخيرة، مضيفة "توقعوا المزيد من ذلك في النصف الثاني"، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".
وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب جيري نادلر، في افتتاح الجلسة: "حضرة المدير مولر، هناك مسؤولية ملقاة على عاتقنا للنظر في الأدلة التي توصّلت إليها".
وفي البيان المكتوب الأخير الذي ألقاه من وزارة العدل قبل شهرين، أبلغ مولر الأميركيين بشكل حاسم أنها المرة الأخيرة التي سيتحدث فيها، لكن الاستدعاء القانوني الذي وصله، في 25 يونيو/حزيران الماضي، من مجلس النواب، ذي الأغلبية الديمقراطية، فرض على مولر الجلوس اليوم الأربعاء كمواطن أميركي ومحقق سابق أمام المشرعين لتأدية قسم اليمين والرد على لائحة طويلة من التساؤلات في مسلسل درامي سيمتدّ لنحو خمس ساعات مباشرة على القنوات الأميركية.
وسيستند المحقق الخاص السابق إلى تحقيقات قادها فريق عمل من 19 شخصاً مع دعم من 40 موظفاً من مكتب التحقيقات الفيدرالي، ما أدى إلى إنتاج مقابلات مع 500 شاهد وإصدار 2800 مذكرة إحضار قانونية.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أمس الثلاثاء، بأن وزارة العدل وجهت تعليمات للمحقق الخاص بالتدخل الروسي بعدم الإجابة على مجموعة كبيرة من الأسئلة المتعلقة بتحقيقه، وذلك خلال إدلاء الأخير بشهادته أمام الكونغرس اليوم.
وتعتبر التعليمات الصادرة عن الوزارة، بحسب ما رأت الـ"واشنطن بوست"، آخر المؤشرات التي تدلّ على صعوبة إمكانية الحصول على معلومات جديدة من مولر، أو ولوج تفاصيل أكثر حول التحقيق، عندما سيدلي بشهادته.
وكتب مساعد وزير العدل الأميركي، برادلي وينزهيمر، في رسالة تمّ توجيهها لمولر الإثنين، أن التعليمات تأتي رداً على طلب من الأخير قدمه قبل شهر، للحصول على إرشادات حول كيفية الإجابة عن أسئلة لدى استدعائه.