وخلال المؤتمر الصحافي، أعربت ميركل عن أملها "في نجاح الجهود المشتركة لروسيا وتركيا"، مضيفة "وسنرسل قريبًا دعوات لمؤتمر في برلين".
وكان مصدر دبلوماسي ليبي قد رجح في حديث لـ"العربي الجديد"، أن يتم الإعلان عن موعد انعقاد قمة برلين بشأن ليبيا خلال الساعات المقبلة، مؤكدأ أن لقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم السبت، على علاقة بالأمر.
وقال الدبلوماسي، الذي فضل عدم نشر اسمه لـ"العربي الجديد" إن أوساطاً مقرّبة من مشاورات برلين أكدت انتهاء التحضير للقمة، وإن الإعلان عنها سيكون خلال الساعات القليلة المقبلة، مشيراً إلى أن "جهودا تبذل حالياً في روما من أجل إقناع أطراف القتال في ليبيا بوقف إطلاق النار، قبل بدء القمة التي سيحدد لها مساران: الأول في برلين بين الأطراف الفاعلة في الملف الليبي، والثاني حوار ليبي بين لجان يشكلها مجلسا الدولة والنواب". وأكد الدبلوماسي أن القمة ستعقد في ما تبقى من أسابيع الشهر الجاري.
من جهة ثانية، دعت ميركل خلال المؤتمر الصحافي إلى بذل كافة الجهود الممكنة للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، مشيدة في الآن نفسه، بإقرار طهران بإسقاط الطائرة الأوكرانية، داعية إلى تحقيق معمق في الكارثة.
وقالت ميركل "أن تعرف هوية المسؤولين (عن الحادث) هو أمر جيد وأعتقد أنه ينبغي القيام بكل شيء بالتعاون مع دول المواطنين (الضحايا) بهدف إيجاد حلول وكشف (الأمور) في شكل معمق ومناقشة التداعيات. اليوم، تم اتخاذ خطوة مهمة".
من جهته، لم يستبعد بوتين احتمال مشاركة مواطني بلاده في أعمال القتال في ليبيا، زاعما في الوقت نفسه أنهم لا يمثلون مصالح روسيا ولا يتلقون أموالا من الدولة الروسية.
وقال بوتين في ختام محادثاته مع ميركل في الكرملين: "إذا كان هناك مواطنون روس، فإنهم لا يمثلون مصالح الدولة الروسية ولا يتلقون أموالاً منها".
وفي معرض إجابته عن سؤال حول عدد مرتزقة شركة "فاغنر" العسكرية الخاصة في ليبيا، أضاف: "عموما، هناك عدد كبير من المرتزقة في منطقة القتال، ووفق بياناتنا، تم نقل عدد كبير من المرتزقة من منطقة خفض التصعيد في إدلب في سورية إلى منطقة النزاع في ليبيا، وهذه عملية خطرة جدا".
وأعرب بوتين عن أمله في وفاء الأطراف المتناحرة في سورية باتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، الذي توصل إليه مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، ووقف أعمال القتال، وتوقف نقل مجموعات إضافية من المرتزقة إلى ليبيا.
وفي وقت سابق من اليوم، أجرى بوتين اتصالين هاتفيين مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان، تناولا الوضع في ليبيا في سياق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في إطار القمة الروسية التركية يوم 8 يناير/ كانون الثاني الجاري، بحسب الموقع الرسمي للكرملين.
يذكر أن ميركل تقوم اليوم بأول زيارة لها إلى موسكو منذ مشاركتها في الاستعراض العسكري بمناسبة الذكرى الـ70 للنصر على ألمانيا النازية في عام 2015، كما زارت ميركل منتجع سوتشي جنوبي روسيا في مايو/ أيار 2018.
وخلال لقائها مع بوتين، جرى التباحث في العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وأهمها النزاعات مع إيران، وعدم السماح بأن تقاد المنطقة إلى شفا حرب مفتوحة، كما الحرب المستمرّة في سورية وليبيا، إضافة إلى النزاع مع أوكرانيا، فضلاً عن مسألة خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2".
واعتبر محلّلون أنه بات من الصعب على ألمانيا أن تنكر التأثير الهائل الذي تمارسه روسيا الآن على دول الجوار الأوروبي بالمقارنة مع الدور الألماني، وبالأخص في بلدان مثل سورية وليبيا، لا سيما في ظل المواجهات العسكرية في البلدين.
وتعد ألمانيا مؤتمر ليبيا، ولديها قناعة بأنه لا يمكن أن يحقق النجاح إلا إذا التزمت دول مثل روسيا وتركيا بتوصياته، لأن روسيا تدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يحاول الاستيلاء على العاصمة الليبية، فيما تدعم تركيا رئيس الوزراء فايز السراج، المعترف به دولياً، ومن دون أن تغفل عين بوتين عن أنقرة، وهي أكثر أهمية بالنسبة له من سورية وليبيا، لأن تركيا تسيطر على الممر البحري إلى البحر الأسود.