اليوم يبدأ عهد جديد في كوبا، عهد "الرئيس" ميغيل دياز ـ كانيل. الرجل الذي عمل تحت سلطة راوول كاسترو، والذي تمّ تمهيد الطريق له وتعبيدها عبر إزاحة "كبار" الثوار أولاً من الواجهة، ثم أبناء الجيل الثاني الطامحين لخلافة آل كاسترو. قبل يوم من عيد ميلاده، في 20 إبريل/نيسان، بات دياز ـ كانيل (1960)، قائد "الثورة الكوبية" المتجددة، ورافع بيرقها في أميركا الوسطى. مهندس الإلكترونيات دياز ـ كانيل ليس شخصية هامشية في كوبا، بل يُعدّ أحد الرموز المؤثرة في الحزب الشيوعي الكوبي، منذ عام 1997، كان عسكرياً في الجيش وفي منظمة "الشباب الشيوعي"، كما عمل وزيراً للتعليم العالي بين عامي 2009 و2012، كأول وزير يتولى هذا المنصب من جيل ما بعد الثورة الكوبية، قبل أن يصبح نائباً لراوول كاسترو عام 2013.
وذكرت الباحثة في معهد الدراسات العليا لأميركا اللاتينية بباريس جانيت هابيل، لتلفزيون "فرانس 24"، أن "وصول ميغيل دياز ـ كانيل إلى سدة الحكم هو بمثابة تحول سياسي كبير في كوبا، لا سيما أنه يمثل الجيل الذي لا ينتمي إلى ثورة 1959". وأضافت أن "ميغيل سيسير على خطى عائلة كاسترو. لا شيء ينذر بأنه سينحرف عن الخط السياسي الذي رسمه كاسترو". ورأت أن "المراقبين يعتقدون أن ميغيل سيواصل في نهج الإصلاحات الاقتصادية التي بادر بها راوول كاسترو، كتقليص الفوارق الاجتماعية ورفع الأجور. بعبارة أخرى سيقوم بتسيير شؤون البلاد السياسية والاقتصادية تحت مراقبة الحزب الشيوعي والجيش الكوبي الذي يؤدي دوراً كبيراً في مجال الاقتصاد". واعتبرت أن "ميغيل دياز كانيل سيكون حذرا في تعاملاته وسيراعي التوازنات السياسية القائمة داخل الحزب الشيوعي على الأقل حتى نهاية عام 2021".
وبينما يصفه البعض بالرجل "الممل"، يتوقع البعض الآخر أن يكون دياز ـ كانيل أكثر انفتاحاً مقارنة بكاسترو بحجة أنه يعتبر من أبرز المدافعين عن الاقتصاد الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي وحرية الصحافة. لكن رغم الانفتاح الذي أظهره منذ توليه منصب نائب الرئيس، إلا أن هذا لا يعني أنه سيقوم بثورة رقمية في كوبا أو أنه سيغير الوضع السياسي والاقتصادي بين عشية وضحاها.
(العربي الجديد)