تفتح السبعينيّة المصريّة ذراعَيها، وتتضرّع إلى الله. هذه ليلة عيد الميلاد التي تحتفي بها الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، وهي من الليالي التي تُفتح فيها أبواب السماء وتُستجاب الصلوات.
في دير الأنبا سمعان الخراز في المقطّم شرقيّ القاهرة، كانت تحتفل مع عائلتها هي ومئات المؤمنين الأقباط بقدّاس عيد الميلاد، ليلة السادس - السابع من يناير/ كانون الثاني الجاري. كانت تحتفل بقدّاس العيد وتدعو لخير عائلتها ولخير البلاد وسط ما تعانيه مصر من أزمات تتعدّد وجوهها.
بالتزامن، كان آلاف الأقباط يحتفلون في كنائس مصر بعيد ميلاد السيّد المسيح وفق التقويم الشرقيّ. ولعلّ الاحتفال الأكبر هو الذي أقيم في الكاتدرائيّة المرقسيّة الكبرى في العباسيّة وسط القاهرة، وترأسه البابا الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة.
والاحتفالات بعيد الميلاد هذا العام، أتت وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة، تخوّفاً من أيّ اعتداء قد يطاول دور عبادة مسيحيّة. فمصر لم تستفق بعد من التفجير الذي استهدف الكنيسة البطرسيّة في القاهرة، الواقعة على مقربة من الكاتدرائيّة المرقسيّة الكبرى، في الحادي عشر من ديسمبر/ كانون الأول المنصرم. يُذكر أنّ التفجير الذي سقط ضحيته 26 قتيلاً ونحو 50 جريحاً، تبنّاه تنظيم "الدولة اﻹسلاميّة" (داعش).