"العربي الجديد" التقاها ليسألها:
* لماذا ترفض ميادة الحناوي اليوم الغناء في المهرجانات والحفلات؟
- الأوضاع العامة في العالم العربي باتت غير مشجّعة كي أحيي حفلات. على العكس تماماً فالحزن يلفّنا، ولا أنكر أنّني تلقّيت عشرات الدعوات والعروض للغناء في أكثر من مكان لكنّني رفضت.
* لماذا ابتعدت قبل الثورة وبعدها عن الساحة الفنية؟
- أنا لم أبتعد، العثرات التي كانت تصادفني كانت تبعدني. ضعف الإنتاج وانعدام الشركات المنتجة في العالم العربي، إن لم نقل إفلاسها، أوصلانا إلى الوضع الفنّي العام الذي يعاني استهلاكاً لا مثيل له. هنا أتذكر دوماً كم تعبنا في بداياتنا وكيف أصبحنا نجوماً بعد شقاء وعناء. واليوم الفنّ لم يعد كما كان في السابق. أصبح أكثر سهولة أو استسهالا من قبل البعض.
* لكن في المقابل أصبح هناك جيل بأكمله يؤدّي أغنياتك، خصوصاً في برامج المواهب المنتشرة بكثرة هذه الأيام؟
- نعم وأنا أستمع إلى كلّ هؤلاء يغنّون لي، وهم للأسف لا يملكون سوى بعض الأداء الجيد في طريقة غنائهم. وهم مخدوعون من قبل المحطة الراعية لهذا البرنامج أو ذاك. تلمع النجومية في رؤوسهم بطريقة صاروخية ولا يدرون أنّ ذلك هو الظلم بعينه. فهم يظلمون أنفسهم إن ظنّوا لوهلة أنّهم وصلوا إلى سدّة النجومية. "فوقوا يا ناس". هذا هو الخطأ الذي لم يدركه القائمون على هذا النوع من برامج الهواة. وهنا قمّة الخطر، لأنّنا لا نعرف أيّ جيل مغنين نريد.
* من تقصدين بانفعالك هذا؟ فهناك مواهب اعتلت سدّة النجومية، مثل الفنان محمد عسّاف، من خلال برنامج مواهب؟
- دعك من سيرة الأسماء. أيّ موهبة خرجت إلينا خلال أشهر لتسمّى "نجماً"؟ ما هو مفهوم من أطلق عليه هذا اللقب؟ النجومية؟ هو مجرّد صوت جميل يحتاج الى الكثير لدخول عالم الغناء فما بالكم بالنجومية؟ هناك استسهال نحو الاستهلاك وذلك يجعل من الكثيرين يمرّون كفقاقيع الصابون في بعض الصحف والمجلات ووسائل التواصل الاجتماعي. أما النجومية فتحتاج إلى الكثير وعلينا أن نعي كي لا نقع في فخّ إلغاء الموهبة إذا لم تتعرّف إلى أولويات عالم الغناء وأسسه.
* تقصدين القنوات التلفزيونية؟ أهي التي تتحمل المسؤولية؟
- كلنا مسؤول عن الاستسهال. وأنا ضدّ إطلاق الألقاب مثل "نجم النجوم" أو "سوبر ستار العرب" أو غيرها من التسميات التي تنهي أيّ مشترك أو مشتركة بعد أيام. فما هو الداعي إلى هذا؟ لننتظر كيف ستعمل الشركة والمحطة التلفزيونية والموهبة للخروج بصورة تستحقّ مع الوقت أن تُسمَّى "نجماً". نحن لم نطلق على أنفسنا ألقاب النجوم. ما زلنا حتّى اليوم حين ندخل حفلاً او استديو للتسجيل نشعر بالخوف.
السيدة أم كلثوم كانت تجلس قبل بداية أغنيتها على الكرسي لا لشيء بل لأنّها ببساطة مشغولة بخوفها.. فتستعين بالكرسي الذي يُدخِلُها أجواء الفرقة الموسيقية ويصبح الجمهور أقرب إليها، وهي تنظر إليه على وقع الموسيقى ثم تقف وتؤدّي أغنياتها. نعم الخوف والحذر والثقة إذا اجتمعت تجعل من أيّ موهبة مشروع نجم.
* في العام 2008، في برنامج "العرّاب" على mbc وعدك الفنان كاظم الساهر بلحن خاصّ، أين أصبح هذا التعاون؟
- كنت نسيت. ليتك لم تسألني هذا السؤال. هو من عرض نفسه وقال إنّه سيلحّن أغنية "أشكيك لمين". وهو من نكث وعده. لكنّني أكرّر اليوم أنّ كاظم ووعده ولحنه آخر همّي. فأنا لم أطلب من أحد وأكرّر: هو من عرض نفسه وهو من اختفى.