وقال أبو محمد الخلف الذي نزح أخيراً إلى الرقة، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس: "توجهنا إلى منزل أقربائنا في الرقة بعد انسحاب أميركا من القاعدة، بالتزامن مع الأخبار عن استعداد الأتراك لاجتياح المنطقة، وأي عمل عسكري سيكون فيه إطلاق للنار وقصف واعتقالات، ولا نعلم من سيكون دليلهم ليخبرهم بمّن كان مع قسد أو تعامل معها، وأنا كنت موظفاً".
وأضاف: "لا نعلم من سيدير تل أبيض، ولا كيف سيكون الوضع فيها. سننتظر لنرى، وقد أستأجر منزلاً في الرقة، فإذا حدثت معارك، فقد ينزح عشرات الآلاف، وعندها قد لا نجد مكاناً يؤوينا".
وأمس الأربعاء، أعلن الجيش التركي، بالتعاون مع "الجيش الوطني" السوري، تنفيذ عملية "نبع السلام" في منطقة شرقيّ نهر الفرات شمال سورية، لتطهيرها من مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التي تشكل "وحدات حماية الشعب" الكردية نواتها، ومن تنظيم "داعش" الإرهابي.
وشجعت ممارسات مليشيا "قسد" ضد المدنيين، على مطالبة بعض الأهالي بدخول "الجيش الوطني" والجيش التركي للمنطقة، لكون الاعتقالات وحملات التجنيد الإجباري أنهكت الأهالي وأتعبتهم، على مدار الأعوام الماضية.
من جانبه، قال أبو محمود الحجار، لـ "العربي الجديد": "خرجنا من المنطقة قبل أن تغلق الطرقات في وجهنا، فقد يجبرنا أحد الأطراف على البقاء، لنكون دروعاً بشرية، وإذا انتشرت الحواجز على الطرقات، سيصبح الانتقال بين الطرفين صعباً جداً ومكلفاً، إن لم يكن شبه مستحيل".
وأضاف: "لا توجد أي جهة استقبلتنا أو قدمت لنا المساعدة، واليوم نخشى أن تُسرَق منازلنا أو ألّا نتمكن من العودة. من أين سنؤمن فرش المنزل؟ وقد تأتي عائلات ولا تجد مكاناً تأوي إليه، في وقت لا تتوافر حتى خيام للنازحين السابقين، والمخيمات تغصّ بالجدد".
من جهته، قال ناشط من الرقة، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، لـ"العربي الجديد": "النازحون الذين يصلون من تل أبيض ومحيطها ينزلون عند أقاربهم وأصدقائهم، حيث لا توجد مخيمات مخصصة لاستقبالهم، كذلك لا توجد أي جهة أو منظمة تقدم للنازحين الجدد أي مساعدات"، لافتاً إلى أنّ عدد النازحين من تل أبيض بين الرقة وتل عيسى يبلغ نحو 3 آلاف عائلة تقريباً حتى الآن".
وأضاف أنّ "الناس يخشون الحديث عن واقع النزوح ويتكتمون، خوفاً من أن يحسب عليهم ذلك في حال استقرار الوضع ورغبوا في العودة".
وتوقّع أن ينزح كل الذين تعاملوا مع قوات سورية الديمقراطية "قسد"، إضافة إلى آخرين ممن يخشون التعرض للأذى، نتيجة القصف.
ولفت الناشط إلى أنّه "اليوم يسيطر على المشهد التحركات العسكرية والحشود، فيما لا تزال حركة النزوح محدودة نوعاً ما، والناس لم يفترشوا العراء كما حدث في مناطق أخرى، لكن لا توجد تحركات تشير إلى أن هناك من يفكر في استيعاب النازحين".