نازحو تل أبيض يلجأون إلى أقاربهم في غياب المنظمات الإنسانية

ريان محمد

avata
ريان محمد
10 أكتوبر 2019
305CA1D8-30C2-406E-BBB1-51BCE1223DF9
+ الخط -
تواصل النزوح بصمت، خلال الأيام القليلة الماضية، من منطقة تل أبيض ومحيطها، باتجاه بلدة عين عيسى ومدينة الرقة، ضمن محافظة الرقة، ولجأت عائلات إلى أقاربها، في وقت تنعدم فيه أي تحضيرات لاستقبال النازحين، بحال اشتداد العمليات العسكرية، بعد إطلاق العملية التركية شمال سورية، أمس الأربعاء.

وقال أبو محمد الخلف الذي نزح أخيراً إلى الرقة، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس: "توجهنا إلى منزل أقربائنا في الرقة بعد انسحاب أميركا من القاعدة، بالتزامن مع الأخبار عن استعداد الأتراك لاجتياح المنطقة، وأي عمل عسكري سيكون فيه إطلاق للنار وقصف واعتقالات، ولا نعلم من سيكون دليلهم ليخبرهم بمّن كان مع قسد أو تعامل معها، وأنا كنت موظفاً".

وأضاف: "لا نعلم من سيدير تل أبيض، ولا كيف سيكون الوضع فيها. سننتظر لنرى، وقد أستأجر منزلاً في الرقة، فإذا حدثت معارك، فقد ينزح عشرات الآلاف، وعندها قد لا نجد مكاناً يؤوينا".

وأمس الأربعاء، أعلن الجيش التركي، بالتعاون مع "الجيش الوطني" السوري، تنفيذ عملية "نبع السلام" في منطقة شرقيّ نهر الفرات شمال سورية، لتطهيرها من مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التي تشكل "وحدات حماية الشعب" الكردية نواتها، ومن تنظيم "داعش" الإرهابي.

وشجعت ممارسات مليشيا "قسد" ضد المدنيين، على مطالبة بعض الأهالي بدخول "الجيش الوطني" والجيش التركي للمنطقة، لكون الاعتقالات وحملات التجنيد الإجباري أنهكت الأهالي وأتعبتهم، على مدار الأعوام الماضية.

من جانبه، قال أبو محمود الحجار، لـ "العربي الجديد": "خرجنا من المنطقة قبل أن تغلق الطرقات في وجهنا، فقد يجبرنا أحد الأطراف على البقاء، لنكون دروعاً بشرية، وإذا انتشرت الحواجز على الطرقات، سيصبح الانتقال بين الطرفين صعباً جداً ومكلفاً، إن لم يكن شبه مستحيل".

وأضاف: "لا توجد أي جهة استقبلتنا أو قدمت لنا المساعدة، واليوم نخشى أن تُسرَق منازلنا أو ألّا نتمكن من العودة. من أين سنؤمن فرش المنزل؟ وقد تأتي عائلات ولا تجد مكاناً تأوي إليه، في وقت لا تتوافر حتى خيام للنازحين السابقين، والمخيمات تغصّ بالجدد".

من جهته، قال ناشط من الرقة، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، لـ"العربي الجديد": "النازحون الذين يصلون من تل أبيض ومحيطها ينزلون عند أقاربهم وأصدقائهم، حيث لا توجد مخيمات مخصصة لاستقبالهم، كذلك لا توجد أي جهة أو منظمة تقدم للنازحين الجدد أي مساعدات"، لافتاً إلى أنّ عدد النازحين من تل أبيض بين الرقة وتل عيسى يبلغ نحو 3 آلاف عائلة تقريباً حتى الآن".


وأضاف أنّ "الناس يخشون الحديث عن واقع النزوح ويتكتمون، خوفاً من أن يحسب عليهم ذلك في حال استقرار الوضع ورغبوا في العودة".

وتوقّع أن ينزح كل الذين تعاملوا مع قوات سورية الديمقراطية "قسد"، إضافة إلى آخرين ممن يخشون التعرض للأذى، نتيجة القصف.

ولفت الناشط إلى أنّه "اليوم يسيطر على المشهد التحركات العسكرية والحشود، فيما لا تزال حركة النزوح محدودة نوعاً ما، والناس لم يفترشوا العراء كما حدث في مناطق أخرى، لكن لا توجد تحركات تشير إلى أن هناك من يفكر في استيعاب النازحين".          

ووصل عدد سكان تل أبيض إلى نحو 120 ألفاً قبل انطلاق الثورة السورية عام 2011، بعدما بلغ عدد السكان فيها 52 ألفاً قبل الثورة. وسقطت بيد تنظيم "داعش" في يونيو/ حزيران عام 2014، لتسيطر عليها مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" في منتصف يونيو/ حزيران من عام 2015.

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
سوريون عائدون من لبنان، 5 أكتوبر 2024 (العربي الجديد/عدنان الامام)

مجتمع

واجه سوريون عائدون من لبنان هربا من العدوان الإسرائيلي المتصاعد على الجنوب اللبناني، قسوة الطريق، وقلة الطعام، وساعات من الانتظار على الحدود السورية
المساهمون