شهدت مدينة تدمر الأثرية وسط سورية، حركة نزوح واسعة بسبب المعارك العنيفة المستمرة بين قوات النظام السوري وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وقصف الطيران الحربي السوري والروسي على المدينة.
ونزح معظم أهالي المدينة إلى مناطق سيطرة التنظيم في كل من الرقة وقرى الريف الشرقي لدير الزور وعدد من البلدات في البادية السورية، بسبب إغلاق الطرق المؤدية إلى المدن السورية الأخرى، فيما انقطعت السبل بعشرات العائلات الأخرى في الصحراء.
وكان الطيران الحربي استهدف، أمس الخميس، عدة سيارات مدنية كانت تنقل النازحين على طريق تدمر، وفق تنسيقية الثورة السورية في المدينة.
وقال الناشط عبدالله التدمري، إن "جميع السيارات توقفت عن الحركة بعد قصف الأمس، الذي تسبب في مقتل وإصابة عدد من النازحين، وبقيت عشرات العائلات في الصحراء في منطقة وادي الأحمر، من دون طعام أو شراب أو خيام، إذ لم يتسنَ لهذه العائلات إخراج حاجياتها معها، فقد أجبرهم داعش والقصف على الخروج سريعا للنجاة بحياتهم، وقطع كثيرون مسافات طويلة مشياً على الأقدام".
كما أوضح أن "مدينة تدمر باتت خالية من سكانها بسبب عمليات القصف والنزوح التي بدأت منذ أكثر من عشرين يوماً، وبات مصير أهالي تدمر بين فكي النظام وداعش".
وقطع عدد كبير من أهالي المدينة الفارين من جحيم المعارك عشرات الكيلومترات عبر البادية السورية إلى المخيمات على الحدود الأردنية السورية.
وأحصت "تنسيقية الثورة السورية" في تدمر، نحو 900 غارة جوية روسية استهدفت المدينة، حتى 22 مارس/آذار الحالي، وعلى مدى أسبوعين متواصلين، مؤكدة أن أكثر من نصف هذه الغارات كانت بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً، بالإضافة إلى مئات الصواريخ والقذائف والبراميل المتفجرة. وأن القصف دمر البنى التحتية للمدينة من مدارس ومساكن ومساجد، فيما لم يتأثر "داعش" بها كثيراً بسبب تواجد معظم مقراته وعناصره خارج المدينة.
اقرأ أيضا:سورية: الغبار و"داعش" يعيقان هجوم قوات النظام على تدمر