كشف موقع "والاه" الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أوعز إلى وزراء حكومته وأعضاء الائتلاف بعدم الإدلاء بأية تصريحات في الشأن الأميركي، بحجة "حساسية الموضوع"، في سياسة ترمي إلى الاستفادة من درس الانتخابات السابقة.
يأتي ذلك بعد يوم على إعلان نتنياهو أن أيا كان الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فإن العلاقات الإسرائيلية الأميركية ستبقى متينة وستزداد قوة.
وتأتي تعليمات نتنياهو هذه، خوفاً من صدور تصريحات عن أقطاب اليمين في إسرائيل، مؤيدة للمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، وهو ما من شأنه أن يزيد من التوتر بين الحكومة الإسرائيلية تحت قيادة نتنياهو والبيت الأبيض.
ويحاول نتنياهو عشية الانتخابات الأميركية، تجنّب ما حدث في الانتخابات السابقة، عندما أعلن نتنياهو ونشط في الولايات المتحدة، عبر سفير إسرائيل في واشنطن، رون دريمر، لصالح المرشح الجمهوري السابق، ميت رومني، في مواجهة الرئيس الحالي باراك أوباما.
ويخشى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بحسب مقرّبين منه، وبحسب تصريحات صدرت عنه في الأشهر الأخيرة، من قيام أوباما، بخطوات وتحركات سياسية في الفترة التي تبقت له بين انتخاب الرئيس القادم، وبدء مزاولته لأعمال من شأنها أن تضر بسياسة إسرائيل ومكانتها، وخاصة امتناع أوباما عن استخدام حق النقض الفيتو، ضد مشاريع قرارات أممية في مجلس الأمن الدولي.
ودفعت هذه المخاوف نتنياهو إلى التصريح والقول "نحن نتوقع أن تبقى الولايات المتحدة وفية للمبدأ الذي حددته بنفسها على مر السنين، وهي أنه يجب حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني فقط عبر المفاوضات المباشرة بدون شروط مسبقة، وبدون قرارات أممية تصدر عن الهيئة العامة للأمم المتحدة أو هيئات دولية أخرى".
وبحسب موقع "والاه"، فإن ما يقلق حكومة نتنياهو هو "الميراث الفلسطيني الذي يرغب أوباما بتركه وراءه" بعد مغادرة البيت الأبيض، وأن يسعى أوباما لتحديد مسار أميركي يرسّخ ميراثه في هذا الشأن. لا سيما أن إدارة أوباما كانت أعلنت في العام الأخير، بأنه على ضوء فشل مساعي مبادرة كيري، فإن الإدارة لا تضع ملف النزاع الإسرائيلي على قمة أولوياتها.
يضاف إلى ذلك، الانتقادات الشديدة التي وجهتها الإدارة الأميركية أكثر من مرة في الأشهر الأخيرة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، باعتبارها تسد الطريق أمام حل يقوم على أساس دولتين.
وفيما تبذل إسرائيل جهداً لمحاولة استشراف المواقف النهائية لأوباما في هذا الشأن، فإن التقديرات الحالية، بحسب موقع "والاه"، تشير إلى أن الرئيس الأميركي لم يحدد خياره.
ويرى بعض المتابعين في إسرائيل احتمالات بأن يتجه أوباما نحو إلقاء خطاب يفصل فيه المقاييس والرؤيا الأميركية، لشكل الحل الذي تراه ممكنا.
أما الخيار الثاني، فهو ما تخشاه إسرائيل بقيادة نتنياهو، ويتعلق بمشروع قرار دولي في مجلس الأمن الدولي قد تبادر إليه الولايات المتحدة نفسها، أو تكتفي بتأييد قرار أو مقترح أوروبي بهذا الخصوص، يشمل شجب مشروع الاستيطان الإسرائيلي، وقد يكون أكثر شمولا وصولا إلى تصريح واضح حول الحدود والأمن، واللاجئين ومكانة القدس في اتفاق الحل الدائم.
أما الخيار الآخر، بحسب دبلوماسيين أوروبيين تحدثوا للموقع، فهو يتعلق بتبني مجلس الأمن الدولي لتقرير الرباعية الدولية الأخير، الذي نشر في تموز/يوليو الماضي، وحذّر من تضاؤل فرص حل الدولتين، ودعا إلى اتخاذ خطوات جادة لوقف ذلك.
إلا أن هذه المبادرة، وبحسب "والاه"، أحبطت بواسطة مصر بدعوى ضغوط من السلطة الفلسطينية، بحجة أن تقرير الرباعية الدولية تحدث أيضا عن وقف "التحريض" في وسائل الإعلام الفلسطينية، وبذل مزيد من النشاط في مكافحة "الإرهاب".