انتقل ستة من أكبر مشاهير "تيك توك" في بريطانيا إلى العيش تحت سقف واحد، في 23 مارس/آذار، أي قبل أربعة أيام من إعلان المملكة المتحدة إغلاق البلاد بهدف إبطاء الانتشار القاتل لـ"كوفيد-19".
ونقل موقع "فايس" أنّ ByteHouse (بايت هاوس)، أول "بيت محتوى" يتم إطلاقه في المملكة المتحدة، رحّب بكل من جيك سويت، البالغ من العمر 22 عاماً، والمعروف باسم SurfaceLdn، وكاتي فرانكلين (19 عاماً)، ومونتي كيتس (17 عاماً)، وشوني كيبي (19 عاماً)، وليلي روز (20 عاماً)، وسيبي وود (20 عاماً)، الذين يعرفون كمجموعة باسم ByteSquad.
ولدى هؤلاء أكثر من 15 مليون متابع، وهم يتقاضون مرتبّات لقاء تسجيل أفلام "تيك توك" يومياً، وإنتاج مقاطع فيديو معاً لزيادة عدد متابعيهم. وقد شهدوا منذ الانتقال ارتفاعاً فلكياً في أرقام المتابعين والمشاهدات عبر جميع المنصّات.
وتوجد "بيوت المحتوى" منذ فترة، وقد انطلقت من كاليفورنيا، وانتشرت بعد ذلك. بيد أنّ أكثرها شعبية كان في عام 2014 عندما انتقلت مجموعة من مستخدمي "يوتيوب" إلى قصر في لوس أنجليس، وأطلقت قناة باسم Our Second Life.
وبعد فترة وجيزة، قامت بالمثل مجموعة من مبدعي "فاين"، حيث انتقلت إلى شقة كبيرة في هوليوود وبقيت هناك حتى توقف التطبيق في عام 2016.
وأنشئ أول منزل خاص بـ"تيك توك"، "ذا هايب هاوس"، في يناير/كانون الثاني من عام 2020، حيث انتقل 16 من مشاهير "تيك توك" إلى هذا القصر المصمّم على الطراز الإسباني في لوس أنجليس، واشتهر هذا النوع من البيوت بعد ذلك مثل النار في الهشيم.
ويشبه "بايت هاوس" في لندن "ذا هايب هاوس" من حيث التصميم، لكنّه يختلف من ناحية أنّ نجوم "تيك توك" في بريطانيا لم يؤسّسوا له كما فعل نظراؤهم الأميركيون، بل أنشأته وكالة تسويق تركّز على تطوير العلامة التجارية.
وكان أعضاء ByteSquad الستة يعيشون قبل انتقالهم إلى الإقامة معاً كل في منزله، ويعملون على وسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن متابعة دراستهم. بيد أنّ معظمهم لم يسكنوا في لندن من قبل، كما لم يعرفوا بعضهم البعض سوى من خلال بعض الفعاليات أو لقاءات أخرى مختلفة.
ويبدو أن اجتماعهم في مكان واحد وثّق علاقاتهم إلى أبعد من حدود الصداقة، ووقع أربعة منهم في الغرام، وبقي شخصان فقط أصدقاء بعدما تواعدا لفترة. وتعلّق كاتي على هذا المنزل بالقول: "إنه مثل جزيرة الحب".
وغالباً ما يمضي هؤلاء أوقات الترفيه في مشاهدة الأفلام واللعب أحياناً. كما يتناوبون على طبخ وجبات الطعام.
ويلفت موقع "فايس" إلى أنّ المنزل قد لا يكون فخماً مثل بعض فيلات لوس أنجليس، ذلك لأنّ أسعار الإيجارات في لندن لا تسمح بذلك.
وفي البداية سكن الرفاق الستة في منزل، جنوب لندن، قبل أن يُتخذ القرار بانتقالهم إلى مكان أكبر في وسط لندن. ويحتوي المنزل العصري المكون من أربعة طوابق، على أربع غرف نوم وأربعة حمامات ومطبخ ومنطقة معيشة مفتوحة وغرفة مسبح وشرفة على السطح.
ويقضي الشباب الستة معظم الوقت في التحضير لمحتوى فيديوهات جديدة ونشرها، للوصول إلى الأهداف المطلوبة على سائل التواصل الاجتماعي الأسبوعية التي حدّدتها وكالة التسويق. وهم يستيقظون في الصباح الباكر، ويبدأون في التصوير من حوالي الساعة العاشرة صباحاً إلى السابعة والنصف مساءً، ويتوقفون فقط لتناول الغداء.
والمثير للإعجاب أن ستة من الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 17 و22 عاماً، تمكنّوا من إنشاء محتوى جذب جمهوراً أكبر من جمهور برنامج "جزيرة الحب" و"بيغ براذر".
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان ارتفاع أعداد المتابعين والمشاهدات يعود إلى وجودهم في هذا المنزل أو لأن جمهورهم يشعر بالملل والجوع للمحتوى بسبب الوباء وحالة الإغلاق.
وكانت الخطة الأصلية تقضي بتجربة "بايت هاوس" لمدّة ثلاثة أشهر، لكن نجاحها المذهل قد يدفع إلى إمكانية اتخاذ القرار بالإبقاء عليها في المستقبل المنظور. وهناك حتى حديث عن إطلاق برنامج تلفزيوني واقعي.
ويبدو أنّه من خلال الجمع بين عناصر الشهرة ونجوم تلفزيون الواقع، يمكن أن يصبح نموذج منزل "تيك توك" أرضاً خصبة جديدة للمواهب البريطانية، مع العديد من نجوم "تيك توك" البريطانيين الآخرين الذين يشهدون الشهرة السريعة التي يحظى بها "بايت هاوس"، وتبقى مسألة وقت فقط قبل أن تبدأ المزيد من بيوت المحتوى في الظهور والمنافسة.