جمع كثير من النجوم موهبتين معاً: الغناء والتمثيل. وقد استطاع بعضهم الحفاظ على التوازن بينهما، منهم: عبد الحليم حافظ، صباح، ليلى مراد، فريد الأطرش وغيرهم... إلأ أنّ هذا الأمر لم يكن ممكناً مع نجوم آخرين انطلق مشوارهم الفنّي من أحلام الميكروفون، فاختطفتهم أضواء الكاميرا، ومن هؤلاء:
إسماعيل ياسين ينافس عبد الوهاب
قد لا يعرف كثيرون أنّ اسماعيل ياسين قد بدأ مشواره الفنّي بحلم كبير أنّ يكون مطرباً منافساً لمحمد عبد الوهاب، وبدأ محاولات تحقيق هذا الحلم بأداء أغنيات هذا الأخير في الحفلات والمناسبات مطلع ثلاثينيّات القرن الماضي. ثم انتقل إلى العمل في مسرح بديعة مصابني، إلى أنّ اكتشف موهبته في التمثيل بعدما التقطه المؤلف والمخرج فؤاد الجزايرلي ليصبح بذلك علامة فارقة في تاريخ السينما.
سعاد حسني أخت القمر
بدأت السندريللا سعاد حسني مسيرتها الفنّية بالغناء في الإذاعة، ورغم كونها كطفلة آنذاك إلا أنّها كانت تبشّر بموهبة فريدة من نوعها. وقد أحبّ الجمهور صوتها من خلال أغنياتها التي كانت أشهرها: "أنا سعاد أخت القمر". وذلك قبل أنّ تظهر للمرّة الأولى في السينما العام 1959 في فيلم "حسن ونعيمة"، وربما حنّت سعاد إلى موهبتها الأولى فقامت بأداء أغنيات ناجحة في أفلامها، منها: "يا واد يا تقيل"، "ع الحبّ لسّه صغيّرة" ،"الدنيا ربيع". لكنّها لم تطرح نفسها يوما كمطربة مثل أختها "نجاة الصغيرة"، لأنّ تألقها كنجمة سينمائية كان طاغياً على حياتها.
هدى سلطان الأكثر وفاءً للطرب
كانت هدى سلطان صاحبة صوت عذب ومميز، فتمّ اعتمادها كمطربة في الإذاعة المصرية في بداياتها قبل أنّ تدخل عالم السينما بعد ذلك في أدوار متنوّعة. ومع أنّها واصلت الغناء وكانت أكثر إخلاصاً لموهبتها الأولى، إلا أنّ صفة "الممثلة" غلبت عليها وارتبطت أعمالها الغنائية بالتمثيل الذي اختطفها من مسارح الطرب. وقد تركت قائمة طويلة من الأغنيات الشهيرة التي تعاملت فيها مع أشهر الملحنين ومنها: "إن كنت ناسي أفكّرك"، "محسودة فحبك"، "يا ضاربين الودع"، "مكتوب الهوى".
أمينة رزق بين الخسارة والمكسب
في العام 1922 ظهرت أمينة رزق على مسرح فرقة علي الكسار كمغنية. ومن هناك بدأت مسيرتها الفنّية. والعام 1940 غنّت في فيلم "رجل بيّن امرأتين" ثم قدمت دور الراقصة دريّة في فيلم "البؤساء" العام 1943 وغنّت أغنية "جدّي وأبويا" مع صالح عبد الحيّ. وبعد ذلك تفرّغت للتمثيل فقط.. ليخسر الغناء صوتاً جميلاً مقابل أنّ تكسب السينما فنانة قديرة تركت بصمة خالدة.
ماري منيب "مدوباهم اتنين"
يبدو أنّ جملة الفنّانة الكوميدية ماري منيب "مدوباهم اتنين" تنطبق على مسيرتها الفنّية أيضا فهي تملك موهبتين فعلاً. إذ بدأت حياتها كمغنية في العشرينيات وكانت آنذاك في الرابع عشرة من عمرها. غير أنّ القدر غيّر مسارها فدخلت عالم المسرح والسينما لتحقّق نجاحاً كبيراً وشهرة واسعة.
يسرا وتجربة فاشلة بامتياز
نجحت يسرا في أن تكون نجمة سينمائية من نجوم الصفّ الأوّل، لكنّها فشلت تماما في إقناع المشاهدين بصوتها رغم محاولاتها. ولا أحد يعرف إذا كان السبب هو بقايا موهبة قديمة أو رغبة من الفنّانة في أن تكون "شاملة"؟
بدأ الأمر، بحسب تصريحاتها، العام 1992، حينما أدّت مع حسن الأسمر أغنية "جت الحرارة" التي نالت شهرة واسعة. ثم غنّت في أفلام كثيرة بعدها، منها "حرب الفراولة" و"الوردة الحمراء" و"دانتيلا"، وأصدرت ألبوماً وصوّرت فيديو كليبات، إلاّ أنّها لم تستطع إثبات هذه الموهبة مقارنة بموهبتها الدرامية.
لبلبة ونصيحة "عاطف بشاي"
قرّرت لبلة التوقف عن الغناء الذي مارسته منذ طفولتها بعدما نصحها المخرج عاطف بشاي أنّ تتفرّغ للتمثيل وألا تشتت نفسها بين عالمين. فأخذت بنصيحته بعدما قد قدّمت خلال مسيرتها عدداً من الاستعراضات والأغنيات إضافة إلى أناشيد للأطفال، منها: "بوسة لماما"، "قرش على قرش"، "تيجي نحلم"، وآخرها "روقي يا دنيا" عام 1992.
ويبدو أنّ دنيا الطرب لم "ترق" لهؤلاء النجوم ولغيرهم أيضا ومنهم: محمد شوقي، وصابرين، التي صرّحت أنّ موهبتها الغنائية كانت سبباً في نجاح أدائها لدور أم كلثوم. والممثلان عزّت أبو عوف وأخته مهان اللذان أسّسا "فرقة الفور أم" الغنائية عام 1979... لكنّ المهم أنّ هؤلاء جميعا قد وصلوا في النهاية إلى كتابة أسمائهم وإثبات مواهبهم في تاريخ الفنّ العربي، بغضّ النظر عن الوسيلة.