نساء فلسطينيات، من مخيم عين الحلوة، يعملن في مشغل خلف ماكينات الخياطة ليحافظن على التراث الفلسطيني. ليس هذا وحسب، بل إنهن طورنه ليتناسب مع العصر، فأدخلن حياكة التطريز كي يتناسب مع الموضة الدارجة.
تقول مشرفة المشغل جميلة الأشقر لـ"العربي الجديد": "إن مركز التراث الفلسطيني الموجود في مخيم عين الحلوة، كان قبل اجتياح عام 1982 تابعاً لمؤسسات "صامد" ولكنها دُمّرت بفعل الحرب، ووجدنا أننا لا نملك ما يرمز إلى تراثنا، قفررنا سنة 1986 أن نعيد إحياء وتحديث التراث" وذلك من خلال الخياطة وتطريز الأثواب. تضيف موضحة "كان مشوارنا شاقاً حيث بدأنا بجمع النساء اللواتي كنّ يعملن في مؤسسات "صامد"، وصارت كل واحدة منّا تدرب مجموعة من الفتيات والنساء ليتعلمن خياطة الأثواب الفلسطينية. في العام 1987 افتتحنا أول معرض تراثي في المخيم، ومنذ ذلك الوقت بدأنا بتطوير التراث واتجهنا نحو الحداثة مع الحفاظ على التراث".
بالإضافة إلى كل ما هو تراثي، شرعت النساء في المشغل يطرزن الكوفية باستعمال ماكينات الخياطة عوضاً عن التطريز باليد، وأنجزن ربطات العنق كي تكون مرتبطة بالتراث الفلسطيني. لقد بدأت الفكرة، تشرح جميلة، عندما زارنا طالب فلسطيني كان هدفه أن يظهر تراث بلده في حفل تخرّجه، فقمنا بخياطة ربطة عنق "كرافات" من الكوفية الفلسطينية.
"العربي الجديد" سأل الدكتور أحمد ميعاري عن ربطة العنق هذه، فأجاب: "أنا طبيب أسنان فلسطيني، عندما تخرجت من الجامعة كنت أريد أن أضع رمز فلسطين "الكوفية" على كتفيّ، ولكن لأنني كنت أرتدي رداء التخرج، فلم أستطع وضع الكوفية، لذلك كانت فكرة أن تكون ربطة العنق من الكوفية لترمز إلى بلدي فلسطين". ويضيف، أنه كان بإجازة قبل التخرج في لبنان، فتوجه إلى مشغل المرأة الفلسطينية في مخيم عين الحلوة. هناك خاطت النساء لأحمد ميعاري ربطة العنق التي ارتداها في حفل تخرجه، لتصل الرسالة إلى الحضور، ويعرفوا أنه الطالب المتخرج فلسطيني. حتى بعد التخرج، يقول الدكتور أحمد، أحرص دائماً على ارتدائها في المؤتمرات والحفلات الرسمية.