بادرت نساء في مدينة تعز وسط اليمن إلى إنشاء حديقة مائية للأطفال لتصبح متنفساً لهم، في ظل إغلاق الحديقة العامة الوحيدة في مدينة تعد الأولى في البلاد من حيث عدد السكان، وتقل فيها فرص الفرح وأماكن اللعب كما تفتقر للمتنزهات والمشاريع الترفيهية.
ويقول القائمون على المبادرة إنها تهدف لإسعاد الأطفال وتحسين حالتهم النفسية ومساعدتهم على نسيان الحرب والتفكير بها، وجعلهم يعيشون أجواء مختلفة بعيد إخراجهم من المنازل التي أضحت سجناً لهم منذ ظهور وباء كورونا في المدينة.
وتعد الحديقة من المشاريع الجديدة والنادرة على مستوى البلاد، وتشكل متنزهاً مختلف الشكل والمضمون، ويحوي ألعاباً مائية جديدة وجذابة للأطفال، ما جعلهم يقضون أوقاتاً ممتعة فيها.
وتشهد الحديقة إقبالاً كبيراً منذ الأيام الأولى لتأسيسها طبقاً للقائمين عليها، الذين أرجعوا ذلك إلى فكرة المشروع المميزة.
ويقول مدير الحديقة، محمد الحاج، لـ"العربي الجديد"، إن المشروع ثمرة مبادرة لعدة نساء سبق وأن قررن إنشاء حديقة مائية واستغرقن في تنفيذها سبعة أشهر.
ويضيف أن الفريق تمكّن من نشر البهجة بين الأطفال وتغيير مشاعرهم وظروفهم النفسية، فضلاً عن إخراجهم من المنازل إلى عالم آخر كانوا مفتقرين بشدة إليه.
ويتضمن المشروع المقام في إحدى المدارس وسط المدينة عدة أقسام، لكن ضيق المساحة أعاق توسعه كما كان مخطط له سابقاً لينفذ على مساحة واسعة في منطقة الضباب خارج المدينة.
وتبدي النساء المبادرات ارتياحاً لنجاح المشروع وتحقق أهدافه المتمثلة في نقل الأطفال من أجواء الحزن إلى المرح، وهو ما أشارت إليه عضو المبادرة، مروى مختار، موضحةً: "نشعر بالفخر ونحن نرى الابتسامة والفرحة على وجوه الأطفال الذين تمكنا من إخراجهم من حالة الاكتئاب والملل والضيق المسيطر عليهم".
ويعرب الزوار عن سعادتهم وهم يرتادون الحديقة مع أطفالهم، وهو ما تحدث عنه المواطن، علاء عبدالسلام، لافتاً إلى شعور جميل تملّك الجميع وهم يرون فرحة أطفالهم بعد اكتئاب كبير خلفته الأوضاع الراهنة في المدينة إلى جانب كورونا.