وأضاف نصر الله أن حركات المقاومة، التي تدعمها إيران أساساً بشكل علني، لم تصل بعد إلى تشكيل تهديد وجودي على إسرائيل "إنما فقط تهديد استراتيجي، في حين أنّ التهديد الوجودي على الإسرائيليين هو من إيران".
وقال نصر الله إنه بفعل هذا الواقع "يكون التحريض على إيران، عند الغرب والعرب"، مشيراً إلى أنه "لا يوجد شعور إسرائيلي بالتهديد من جهة السعودية وأي نظام عربي آخر، لأنّ إسرائيل على علم يقين أنّ النظام الرسمي العربي باعها فلسطين والقدس والشعب الفلسطيني، حتى لو اشترى النظام العربي الرسمي السلاح بمليارات الدولارات ثمة قرار رسمي عربي ببيع فلسطين".
وأضاف نصر الله أن هذا الواقع يدفع الإسرائيليين أيضاً إلى وضع كل جهودهم لتدمير صورة إيران ومتابعة أحوالها الداخلية والخارجية والاقتصادية، وتابع قائلاً: "نتنياهو طالب بوضع بند الاعتراف بالكيان الإسرائيلي في الاتفاق النووي الإيراني".
وقال: "لو أعطوا إيران ما لا تحلم به في الاتفاق النووي، مقابل الاعتراف بإسرائيل، الجمهورية الإسلامية في إيران لن توافق". واعتبر نصر الله أنه حين "تكون مع فلسطين يعني أن تكون مع الجمهورية الإسلامية، وإذا كنت عدو إيران فأنت عدو فلسطين والقدس، لأن الأمل الوحيد باستعادة فلسطين هي إيران. ولا أحد في إسرئيل يقول عكس ذلك".
وقال نصر الله إن محاولة التهرّب من هذا الواقع يدفع البعض إلى "اللجوء للأكاذيب والقول إنّ إيران تمثّل مشروعاً فارسياً، مشروعاً صفوياً، هلالاً شيعياً، كل هذا أكاذيب يخترعها العقل العربي الرسمي الفاسد الذي تخلّى عن فلسطين والقدس".
واستمر نصر الله في الهجوم على السعودية، فتناول الوضع اليمني مشيراً إلى أنّ "العدوان السعودي ـ الأميركي مستمر على المدنيين"، وأضاف: "107 أيام مضت على العدوان والنتيجة لا تزال الفشل. أهداف عاصفة الحزم وإعادة الأمل وما تحقق منها. لن تجدوا سوى الفشل يضاف على الفشل".
الحوار في لبنان
وفي ما يخص الوضع في لبنان، دعا نصر الله إلى إطلاق حوار ثنائي بين التيار الوطني الحرّ (بزعامة النائب ميشال عون) وتيار المستقبل، مشيراً إلى "وجوب توسيع هذا الحوار ليشمل كل المكوّنات لاحقاً".
وقال نصر الله إن "سياسة إدراة الظهر لمطالب عون لن تنفع ولم تنفع في الحكومة، وهو ما تبيّن للجميع"، مؤكداً على وقوف حزب الله إلى جانب حليفه عون.
وشدد نصر الله على دعم عون، لافتاً إلى أنّ حزب الله لم يشارك في التحرك الشعبي الذي نظمه التيار الوطني "لأنه ببساطة لم يطلب عون ذلك". وقال نصر الله إنه لو شارك الحزب في هذه التحركات "لكانت تحولت النقاشات والتحليلات إلى اتفاق فيينا والحرب السورية وإسقاط الحكومة، وكانت ضاعت العناوين التي يطرحها العماد عون".
وقال نصر الله إنّ "بعض الأطراف ظنّت أن بإمكانها الاستفراد بعون نظراً لانشغال حزب الله في سورية وعدم رغبته في فتح معركة جديدة في لبنان"، مشدداً على أنّ هذا الرهان خاطئ.