الأخ المحترم مدير تحرير موقع الحرية والعدالة
تحية طيبة وبعد،
نمى إلى علمي أن هناك شائعات تفيد بفصلي من الموقع، أو على الأقل التحقيق معي بتهمة الخطأ في كتابة عنوان خبر وفاة المدون براء أشرف، والذي أحدث في ما يبدو ضجة عند مؤيدي الانقلاب، وعند الرماديين ممن جلسوا مع عدلي منصور، وشاركوا في مسرحية 30 يونيو الهزلية، وأكسبوها الشرعية، برفعهم الضباط والعساكر والفلول على الأكتاف.
ورغم أني استجبت بعد صدور الخبر بساعات قليلة لتعليماتكم بتغيير العنوان، ثم تغيير صياغة متن الخبر نفسه بحذف أي كلام عن مشاركته في 30 يونيو أو توبته عن ذلك، بعد أن وقعت الفأس في الرأس، أو عن مواقفه السياسية عموماً، اكتفاء بما كلفتموني به من حديث حول كتاباته وأعماله الفنية، وحول كونه ناشطاً سياسياً من دون تفاصيل، بل ورغم أنني استجبت لقراركم الغريب بتغيير ثالث في متن الخبر وعنوانه، أجبرتموني فيه على "الاعتذار" العلني عما كتبت آنفاً، إلا أنني فوجئت بالمشانق لا تزال معلقة لي وللموقع، كما فوجئت بتحميلي مسؤولية "الخطأ" الذي اعتبرتموني ارتكبته "ببيان وتوضيح" موقف المدوّن الشاب من الوضع السياسي، كي يعرف القراء على أي شيء لقي الرجل ربه، وكي لا يظن أحداً به السوء بعد وفاته.
وأرسل إليكم بهذا الخطاب لكي أتساءل: ما الخطأ الذي ارتكبته لتحاسبونني عليه؟
ولماذا كان الاعتذار من الأصل؟
كلنا يعلم ما حدث للمجتمع المصري بعد "سهرة 30 سونيا" كما هو اسمها في الحقيقة، أو ثورة 30 يونيو كما يطلق عليها المغفلون والمغيبون، أو المجرمون والقتلة، ولست أرى فئة ثالثة قد نزلت في هذا اليوم الأسود المشؤوم من تاريخ مصر، يوم أن تبطر الناس على الرجل الصالح، والرئيس الإسلامي، والذي أرسله الله إلينا، فرأينا معه في عام واحد، ما لم يره شعب مع زعيمه في عشرات السنين، وعبر التاريخ البشري كله، بخلاف التاريخ الإسلامي المجيد الممتلئة صفحاته بأمثال هذا الأسد العادل المعجزة.
بل أتجرأ وأقول إن رئيسنا الشرعي، وهو لا يزال رئيسنا الشرعي وإن كره الكارهون، ربما هو أفضل من كثير من زعماء وخلفاء وملوك التاريخ الإسلامي، الذين كانوا يجدون على الخير أعواناً، ولم يجد هو مثلهم، ولكنه أدى الأمانة ونصح للأمة، وفي عهده رأى الناس الإسلام وحكمه على الوجه الصحيح، رأوا "السلطان العادل" كيف يكون، وكيف يرعى أمور الرعية ويسهر عليها، ويجهد لهم، حتى صار خيالاً، من ندرة النوم، لأنه كان يعلم أنه إن نام ليله أضاع نفسه، وإن نام نهاره أضاع رعيته، وأشهد أنني، شخصياً، رأيت في هذا العام كيف تغير وجه مصر، ففاض الضرع، وكثر الزرع، وخرجت مصر من محق الربا المحرم، إلى إرباء الصدقات الحلال المباركة، ببركة العبد الصالح، العالم الجليل، والذي ترك المعامل وقاعات الدرس، والتلاميذ العطشى للنهل من فيضه، ليخدم هذا الشعب التواق للحكم الرشيد، والإمام العادل، ولكنه شعب حقير، بطر بنعم الله، متأثراً بالإعلام العلماني، والمؤامرة الغربية الصهيو أمريكية على الإسلام والخلافة، مردداً كالببغاء لدجالي الإعلام وكذبته، من جوقة النظام القديم، وعملاء أميركا وأوروبا كالبرادعي وحمدين عليهم جميعاً من الله ما يستحقون.
وعلى رغم فساد هؤلاء ومكرهم الذي تزول منه الجبال، فإن الأخطر منهم على الدنيا والدين كانوا الرماديين غير ذوي المبادئ، المنافقين الذين يشبهوننا، وإذا رأيناهم تعجبنا أجسامهم، وإن يقولوا نسمع لقولهم، كأنهم خشب مسندة، يعجبك قول أحدهم في الحياة الدنيا، وهو ألد الخصام، إنهم أرباب "الميدان الثالث" وأحلاسه!
أولئك الذين ظل شعارهم "مرسي هو الرئيس الشرعي المنتخب، ولكن...!".
أولئك الراغبون الطامعون في الرئاسة والزعامة، والذين طلبوها لأنفسهم في الوقت الذي لم يطلبها فيه مرسي، وحنقوا عليه حين نالها وفاتتهم، وود كثير منهم لو يردوننا من بعد ديمقراطيتنا كفاراً يضرب بعضنا أعناق بعض، حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق!
أولئك الذين طمعوا الناس في النيل من الرئيس، بحديثهم المعسول عن الديمقراطية "التشاركية" ووجوب استجابة الرئيس لهم، تارة بتغيير حكومة البطل هشام قنديل، وتارة بتغيير السياسات الاقتصادية المتسقة مع مبادئ الإسلام الصحيح "لصالح نصائح أعوانهم من الشيوعيين والليبراليين"، وتارة بالطامة الكبرى، حين طالبوا الرئيس الشرعي بالتنازل عن كرسيه، ونزع قميصه الذي قمصه إياه الله، وإجراء انتخابات مبكرة "عل المشتاقين يفوزون فيها هذه المرة!!" ولكن هيهات.
وقد تاب كثير من هؤلاء لما رأوا الحق جلياً أبلج، ولما رأوا أن مرسي إنما كان "باب الفتنة"، فلما انفتح الباب ساد الهرج في البلاد، وعاث فيها المفسدون، وغاب الزرع، وجف الضرع، واستعادت البلاد المحق بعد البركة، وحلت عليها لعنة الرجل الصالح، وصدقت فيها نبوءاته، فقد ضحكوا علينا، وسلبوا منا ثورتنا سيادة الرئيس، ولولا أنكم كنتم رجالاً لا تقبلون الضيم، ولا تنزلون على رأي الفسدة، لراحت البلاد ومات العباد، ولكن الحمد كله والفضل كله لله أن اختاركم لنا، فلم نختركم.
ولما كان المدون المتوفي، رحمه الله، ممن تابوا وأنابوا، وأعلنوا ذلك، وماتوا على ذلك، فقد كان لزاماً علي وعلينا جميعا أن نبين ذلك للناس جلياً، ألا يفرط عليه أحد من الناس فيقول: "هلك حلس من أحلاس الانقلاب و30 يونيو!".
بل أردنا أن يعلم الناس أنه مات على الحق، وعلى الفطرة، وأن الله هداه، ربما لصلاح أبيه وجده، وربما لتجرد رآه في قلبه، أوصله إلى الحق وقد كان يوماً داعياً إلى الباطل حاشداً الناس عليه وله!
صلوا على أخيكم براء أشرف، وترحموا عليه، فقد مات معترفاً بشرعية الرئيس، وتاب عن الولوغ في الدماء، عسى الله أن يقبل توبته وتوبتنا، وألا يؤاخذه بجريرة دماء الشهداء في رابعة والنهضة، وكل مذبحة أرجو من الله أن يحاسب عليها أحلاس "الميدان الثالث" قبل العسكر الملاعين!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(مصر)
تحية طيبة وبعد،
نمى إلى علمي أن هناك شائعات تفيد بفصلي من الموقع، أو على الأقل التحقيق معي بتهمة الخطأ في كتابة عنوان خبر وفاة المدون براء أشرف، والذي أحدث في ما يبدو ضجة عند مؤيدي الانقلاب، وعند الرماديين ممن جلسوا مع عدلي منصور، وشاركوا في مسرحية 30 يونيو الهزلية، وأكسبوها الشرعية، برفعهم الضباط والعساكر والفلول على الأكتاف.
ورغم أني استجبت بعد صدور الخبر بساعات قليلة لتعليماتكم بتغيير العنوان، ثم تغيير صياغة متن الخبر نفسه بحذف أي كلام عن مشاركته في 30 يونيو أو توبته عن ذلك، بعد أن وقعت الفأس في الرأس، أو عن مواقفه السياسية عموماً، اكتفاء بما كلفتموني به من حديث حول كتاباته وأعماله الفنية، وحول كونه ناشطاً سياسياً من دون تفاصيل، بل ورغم أنني استجبت لقراركم الغريب بتغيير ثالث في متن الخبر وعنوانه، أجبرتموني فيه على "الاعتذار" العلني عما كتبت آنفاً، إلا أنني فوجئت بالمشانق لا تزال معلقة لي وللموقع، كما فوجئت بتحميلي مسؤولية "الخطأ" الذي اعتبرتموني ارتكبته "ببيان وتوضيح" موقف المدوّن الشاب من الوضع السياسي، كي يعرف القراء على أي شيء لقي الرجل ربه، وكي لا يظن أحداً به السوء بعد وفاته.
وأرسل إليكم بهذا الخطاب لكي أتساءل: ما الخطأ الذي ارتكبته لتحاسبونني عليه؟
ولماذا كان الاعتذار من الأصل؟
كلنا يعلم ما حدث للمجتمع المصري بعد "سهرة 30 سونيا" كما هو اسمها في الحقيقة، أو ثورة 30 يونيو كما يطلق عليها المغفلون والمغيبون، أو المجرمون والقتلة، ولست أرى فئة ثالثة قد نزلت في هذا اليوم الأسود المشؤوم من تاريخ مصر، يوم أن تبطر الناس على الرجل الصالح، والرئيس الإسلامي، والذي أرسله الله إلينا، فرأينا معه في عام واحد، ما لم يره شعب مع زعيمه في عشرات السنين، وعبر التاريخ البشري كله، بخلاف التاريخ الإسلامي المجيد الممتلئة صفحاته بأمثال هذا الأسد العادل المعجزة.
بل أتجرأ وأقول إن رئيسنا الشرعي، وهو لا يزال رئيسنا الشرعي وإن كره الكارهون، ربما هو أفضل من كثير من زعماء وخلفاء وملوك التاريخ الإسلامي، الذين كانوا يجدون على الخير أعواناً، ولم يجد هو مثلهم، ولكنه أدى الأمانة ونصح للأمة، وفي عهده رأى الناس الإسلام وحكمه على الوجه الصحيح، رأوا "السلطان العادل" كيف يكون، وكيف يرعى أمور الرعية ويسهر عليها، ويجهد لهم، حتى صار خيالاً، من ندرة النوم، لأنه كان يعلم أنه إن نام ليله أضاع نفسه، وإن نام نهاره أضاع رعيته، وأشهد أنني، شخصياً، رأيت في هذا العام كيف تغير وجه مصر، ففاض الضرع، وكثر الزرع، وخرجت مصر من محق الربا المحرم، إلى إرباء الصدقات الحلال المباركة، ببركة العبد الصالح، العالم الجليل، والذي ترك المعامل وقاعات الدرس، والتلاميذ العطشى للنهل من فيضه، ليخدم هذا الشعب التواق للحكم الرشيد، والإمام العادل، ولكنه شعب حقير، بطر بنعم الله، متأثراً بالإعلام العلماني، والمؤامرة الغربية الصهيو أمريكية على الإسلام والخلافة، مردداً كالببغاء لدجالي الإعلام وكذبته، من جوقة النظام القديم، وعملاء أميركا وأوروبا كالبرادعي وحمدين عليهم جميعاً من الله ما يستحقون.
وعلى رغم فساد هؤلاء ومكرهم الذي تزول منه الجبال، فإن الأخطر منهم على الدنيا والدين كانوا الرماديين غير ذوي المبادئ، المنافقين الذين يشبهوننا، وإذا رأيناهم تعجبنا أجسامهم، وإن يقولوا نسمع لقولهم، كأنهم خشب مسندة، يعجبك قول أحدهم في الحياة الدنيا، وهو ألد الخصام، إنهم أرباب "الميدان الثالث" وأحلاسه!
أولئك الذين ظل شعارهم "مرسي هو الرئيس الشرعي المنتخب، ولكن...!".
أولئك الراغبون الطامعون في الرئاسة والزعامة، والذين طلبوها لأنفسهم في الوقت الذي لم يطلبها فيه مرسي، وحنقوا عليه حين نالها وفاتتهم، وود كثير منهم لو يردوننا من بعد ديمقراطيتنا كفاراً يضرب بعضنا أعناق بعض، حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق!
أولئك الذين طمعوا الناس في النيل من الرئيس، بحديثهم المعسول عن الديمقراطية "التشاركية" ووجوب استجابة الرئيس لهم، تارة بتغيير حكومة البطل هشام قنديل، وتارة بتغيير السياسات الاقتصادية المتسقة مع مبادئ الإسلام الصحيح "لصالح نصائح أعوانهم من الشيوعيين والليبراليين"، وتارة بالطامة الكبرى، حين طالبوا الرئيس الشرعي بالتنازل عن كرسيه، ونزع قميصه الذي قمصه إياه الله، وإجراء انتخابات مبكرة "عل المشتاقين يفوزون فيها هذه المرة!!" ولكن هيهات.
وقد تاب كثير من هؤلاء لما رأوا الحق جلياً أبلج، ولما رأوا أن مرسي إنما كان "باب الفتنة"، فلما انفتح الباب ساد الهرج في البلاد، وعاث فيها المفسدون، وغاب الزرع، وجف الضرع، واستعادت البلاد المحق بعد البركة، وحلت عليها لعنة الرجل الصالح، وصدقت فيها نبوءاته، فقد ضحكوا علينا، وسلبوا منا ثورتنا سيادة الرئيس، ولولا أنكم كنتم رجالاً لا تقبلون الضيم، ولا تنزلون على رأي الفسدة، لراحت البلاد ومات العباد، ولكن الحمد كله والفضل كله لله أن اختاركم لنا، فلم نختركم.
ولما كان المدون المتوفي، رحمه الله، ممن تابوا وأنابوا، وأعلنوا ذلك، وماتوا على ذلك، فقد كان لزاماً علي وعلينا جميعا أن نبين ذلك للناس جلياً، ألا يفرط عليه أحد من الناس فيقول: "هلك حلس من أحلاس الانقلاب و30 يونيو!".
بل أردنا أن يعلم الناس أنه مات على الحق، وعلى الفطرة، وأن الله هداه، ربما لصلاح أبيه وجده، وربما لتجرد رآه في قلبه، أوصله إلى الحق وقد كان يوماً داعياً إلى الباطل حاشداً الناس عليه وله!
صلوا على أخيكم براء أشرف، وترحموا عليه، فقد مات معترفاً بشرعية الرئيس، وتاب عن الولوغ في الدماء، عسى الله أن يقبل توبته وتوبتنا، وألا يؤاخذه بجريرة دماء الشهداء في رابعة والنهضة، وكل مذبحة أرجو من الله أن يحاسب عليها أحلاس "الميدان الثالث" قبل العسكر الملاعين!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(مصر)