27 سبتمبر 2018
نعيش الفوضى الخلاقة
ارتبطت فكرة الفوضى الخلاقة بمشروع الشرق الأوسط الموسّع الذي أطلقته إدارة جورج بوش الإبن، وربما ارتبط أكثر بكونداليزا رايس التي كانت حينها مستشارة الأمن القومي الأميركي. لكنه المشروع الذي تبناه المحافظون الجدد، منذ سنوات عديدة، قبل أن يُطرح مشروع سُمي "مشروع الشرق الأوسط الموسع"، فقد أوضح وزير الخارجية الأميركي الأسبق، جيمس بيكر، منذ سنة 1990 أن الولايات المتحدة ستعيد العراق إلى "دولة بدائية"، وما قامت به في العراق منذ سنة 1991 كان يصبّ في هذه النتيجة.
بمعنى أن الفوضى الخلاقة تعني التدمير، واتبعت أميركا في العراق سياساتٍ تهدف الى تدمير المجتمع وتفكيك الدولة، كان أولها القصف الجوي الذي بدأ سنة 1991، وتكرّر سنة 1998، واستخدم بشكل واسع خلال عملية احتلال العراق سنة 2003، حيث أدى هذا القصف إلى تدمير البنية التحتية، الشوارع والكهرباء والجسور وشبكة الصرف الصحي والمياه. وكان ثانيها الميل إلى تقسيم العراق، منذ فرضت حظراً جوياً في الشمال والجنوب، ثم الشغل على تقسيمه إلى ثلاث كانتونات على أساس طائفي وقومي. وثالثاً، ولإكمال التدمير والوصول إلى التقسيم، إشعال حربٍ طائفيةٍ من خلال دعم سيطرة قوى "شيعية" طائفية، مؤدلجة في إيران، على السلطة، وإدخال تنظيم القاعدة ضمن إستراتيجية "الحرب ضد الروافض".
وقد دمرت ونجحت في إشعال صراع طائفي، أو في نشر التعصب، وإيجاد مبرّراتٍ للشقاق الطائفي، وهيمنة قوى متعصبة، تبرّر القتل والتدمير والتهجير. لكن هذه "النظرية" انتهت مع وصول باراك أوباما إلى رئاسة الولايات المتحدة في العام 2008، نتيجة الميل الأميركي إلى الانسحاب من الشرق الأوسط. ويبدو أن هناك من "ورثها"، واستمرّ في الشغل على أساسها. لهذا، استمرّ النظام الإيراني في استخدام تنظيم دولة العراق، وفي زيادة قوة مليشياته الطائفية وهيمنتها في العراق. وظلت تغذّي الشرخ الطائفي لضمان سيطرتها على العراق. ولتحقيق ذلك، لم تدعم هيمنة أدواتها الطائفيين على السلطة فقط، بل استغلت تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي دعمته في تدمير غرب العراق وشمال غربيه، وفي تهجير سكانه.
لكن، ربما من طبّق هذه "النظرية" بتفوّق هو النظام السوري أولاً، ثم "داعموه" من إيران إلى روسيا. وبهذا، باتت نظرية الفوضى الخلاقة نظرية حلف الممانعة الجديد. وربما كان هذا الحلف أبرع في تطبيق "النظرية" من صانعيها. حيث لم يدمّر البنية التحتية فقط، بل دمر مدناً وقرى وأحياء في مدن بشكل كامل. ولم يقتل آلافاً بل مئات الآلاف. ولم يهجّر ربع السكان، بل أكثر من نصفهم. وكذلك استخدم الأسلحة الكيماوية وكل أنواع الصواريخ، وأضاف إليها الخبرة الروسية في استخدام البراميل المتفجرة. وبرع في استخدام الحصار والتجويع، حيث حاصر قرى وأحياء ومدن فترات طويلة، بهدف إخضاع سكانها. وأيضاً برع في الاعتقال والقتل في السجون، حيث اعتقل ربما ما يفوق المليون بمراحل مختلفة، وقتل عشرات الآلاف في الاعتقال.
وإضافة إلى ذلك، لم ينسَ استخدام "الجهاد"، كما فعلت كل من أميركا وإيران في العراق، فأوجد جبهة النصرة، وأدخلت إيران تنظيم دولة العراق الذي بات تنظيم دولة العراق والشام (داعش). ولم ينسَ استخدام "الصناعة الإيرانية" لمليشيات طائفية، فجلب عشرات الآلاف من العراق، وآلافاً من لبنان، وكذلك آلافاً من أفغانستان وباكستان وغيرهما، مؤدلجين بشكل متعصب، يريدون الثأر لمقتل الحسين.
كل هذا الحشد "المتناقض" الذي أتى ليسهم في تدمير الثورة كان جزءاً من عمليةٍ أوسع، تقود حتماً إلى تدمير شامل في البنية التحتية والعمران والبشر، وربما كانت أكبر عمليةٍ لتطبيق نظرية الفوضى الخلاقة. ولا شك في أن صانع النظرية فرح، لأنها تُطبق كما أراد، وأن مطبقيها هم "خصومه"، وتطبق بشكل أضخم مما أراد، وبالتالي، تؤدي إلى تدميرٍ شامل.
بمعنى أن الفوضى الخلاقة تعني التدمير، واتبعت أميركا في العراق سياساتٍ تهدف الى تدمير المجتمع وتفكيك الدولة، كان أولها القصف الجوي الذي بدأ سنة 1991، وتكرّر سنة 1998، واستخدم بشكل واسع خلال عملية احتلال العراق سنة 2003، حيث أدى هذا القصف إلى تدمير البنية التحتية، الشوارع والكهرباء والجسور وشبكة الصرف الصحي والمياه. وكان ثانيها الميل إلى تقسيم العراق، منذ فرضت حظراً جوياً في الشمال والجنوب، ثم الشغل على تقسيمه إلى ثلاث كانتونات على أساس طائفي وقومي. وثالثاً، ولإكمال التدمير والوصول إلى التقسيم، إشعال حربٍ طائفيةٍ من خلال دعم سيطرة قوى "شيعية" طائفية، مؤدلجة في إيران، على السلطة، وإدخال تنظيم القاعدة ضمن إستراتيجية "الحرب ضد الروافض".
وقد دمرت ونجحت في إشعال صراع طائفي، أو في نشر التعصب، وإيجاد مبرّراتٍ للشقاق الطائفي، وهيمنة قوى متعصبة، تبرّر القتل والتدمير والتهجير. لكن هذه "النظرية" انتهت مع وصول باراك أوباما إلى رئاسة الولايات المتحدة في العام 2008، نتيجة الميل الأميركي إلى الانسحاب من الشرق الأوسط. ويبدو أن هناك من "ورثها"، واستمرّ في الشغل على أساسها. لهذا، استمرّ النظام الإيراني في استخدام تنظيم دولة العراق، وفي زيادة قوة مليشياته الطائفية وهيمنتها في العراق. وظلت تغذّي الشرخ الطائفي لضمان سيطرتها على العراق. ولتحقيق ذلك، لم تدعم هيمنة أدواتها الطائفيين على السلطة فقط، بل استغلت تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي دعمته في تدمير غرب العراق وشمال غربيه، وفي تهجير سكانه.
لكن، ربما من طبّق هذه "النظرية" بتفوّق هو النظام السوري أولاً، ثم "داعموه" من إيران إلى روسيا. وبهذا، باتت نظرية الفوضى الخلاقة نظرية حلف الممانعة الجديد. وربما كان هذا الحلف أبرع في تطبيق "النظرية" من صانعيها. حيث لم يدمّر البنية التحتية فقط، بل دمر مدناً وقرى وأحياء في مدن بشكل كامل. ولم يقتل آلافاً بل مئات الآلاف. ولم يهجّر ربع السكان، بل أكثر من نصفهم. وكذلك استخدم الأسلحة الكيماوية وكل أنواع الصواريخ، وأضاف إليها الخبرة الروسية في استخدام البراميل المتفجرة. وبرع في استخدام الحصار والتجويع، حيث حاصر قرى وأحياء ومدن فترات طويلة، بهدف إخضاع سكانها. وأيضاً برع في الاعتقال والقتل في السجون، حيث اعتقل ربما ما يفوق المليون بمراحل مختلفة، وقتل عشرات الآلاف في الاعتقال.
وإضافة إلى ذلك، لم ينسَ استخدام "الجهاد"، كما فعلت كل من أميركا وإيران في العراق، فأوجد جبهة النصرة، وأدخلت إيران تنظيم دولة العراق الذي بات تنظيم دولة العراق والشام (داعش). ولم ينسَ استخدام "الصناعة الإيرانية" لمليشيات طائفية، فجلب عشرات الآلاف من العراق، وآلافاً من لبنان، وكذلك آلافاً من أفغانستان وباكستان وغيرهما، مؤدلجين بشكل متعصب، يريدون الثأر لمقتل الحسين.
كل هذا الحشد "المتناقض" الذي أتى ليسهم في تدمير الثورة كان جزءاً من عمليةٍ أوسع، تقود حتماً إلى تدمير شامل في البنية التحتية والعمران والبشر، وربما كانت أكبر عمليةٍ لتطبيق نظرية الفوضى الخلاقة. ولا شك في أن صانع النظرية فرح، لأنها تُطبق كما أراد، وأن مطبقيها هم "خصومه"، وتطبق بشكل أضخم مما أراد، وبالتالي، تؤدي إلى تدميرٍ شامل.