نظمت نقابة الأطباء المصرية، وقفة احتجاجية، اليوم الثلاثاء، على مدخل مقر النقابة، للتنديد بجهاز القوات المسلحة الذي ادّعت معالجته للفيروس الكبدي "سي" ومرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، والذي اشتهر إعلامياً باسم "جهاز الكفتة".
ورفع المشاركون في الوقفة لافتات كتبوا عليها "لا للمتاجرة بأحلام المرضى"، و"الصحة ليست سلعة"، داعين إلى مقاضاة الفريق الطبي المسؤول عن "جهاز الكفتة".
وقالت الأمين العام لنقابة الأطباء المصريين، منى مينا، إن النقابة استدعت عضو لجنة الترويج لجهاز فيروس "سي"، أحمد مؤنس، للمثول أمام لجنة التأديب في النقابة، مؤكدة أن النقابة ستحيل كل الأطباء المشاركين في الترويج للجهاز إلى لجنة التأديب لمعاقبتهم.
وكان عضو مجلس نقابة الأطباء المصرية، أحمد فتوح، تقدم بشكوى رسمية للجنة آداب المهنة في النقابة، ضد عضو لجنة جهاز كشف فيروس "سي" والإيدز، الدكتور أحمد مؤنس، يطالب فيها بالتحقيق معه في وقائع يراها تتعلق بالإضرار بصحة المرضى المصريين، وكذلك الإضرار بسمعة الأطباء المصريين، حيث إنه تبين له أن المذكور قام بالإعلان عن أسلوب علاج جديد لمرضى الفيروس الكبدي "سي"، من دون اتباع الأصول العلمية المتعارف عليها؛ فأقام عليه مؤنس قضية سب وقذف.
وكانت نقابة الأطباء المصرية، قد عبرت عما وصفته بـ"عميق الأسف" من إقبال مؤنس على رفع دعوى قضائية ضد فتوح.
وقالت الطبيبة منى مينا، في تصريحات على هامش وقفة الأطباء، إن النقابة تدرس مع إدارة الشؤون القانونية، إمكانية إقامة دعاوى قضائية على الذين روجوا للجهاز من غير الأطباء، إذ إنه لا يجوز أن يتلاعب أحد بمشاعر المرضى، ويعطيهم الأمل ثم لا يعتذر حتى عن تحقيق هذا الأمل، موضحة أن النقابة حذرت خلال الترويج للجهاز من الإجراءات التي تم اتخاذها للإعلان عنه وعن إمكانياته.
وفي بيان رسمي لها، جددت النقابة مطالبتها بعقاب من روّج للجهاز الذي تم الادعاء بأنه جهاز قادر على علاج فيروس "سي"، وأعلنت أمس استدعاءها الأطباء المشاركين فيه.
وأضافت النقابة في بيانها "الحسابات لكيفية عمل هذا الجهاز لم تمر بالمراحل الضرورية التي يستلزمها أي بحث علمي، والتي تبدأ بالتجارب المعملية، ثم التجارب على الحيوانات، وفى حالة النجاح تنتقل إلى التجارب على متطوعين من المرضى، قبل أن يتم الإعلان عن أى نتائج في مؤتمرات لمناقشة الفاعلية في مقابل المخاطر، وأخيراً وفي حالة ثبوت الفاعلية، يتم الإعلان عن أسلوب العلاج الجديد في وسائل الإعلام، للجمهور والمرضى".
وبحسب البيان، فإن الإعلان عن الجهاز تم وكأنه علاج جديد، من دون أن يكون هناك أي التزام بخطوات وأخلاقيات البحث العلمي الضرورية، وقام بالترويج له بعض المنتمين للهيئة الهندسية في القوات المسلحة والعديد من الإعلاميين وبعض الأطباء، ما أدى إلى ترك العديد من مرضى الالتهاب الكبدي الفيروسي علاجهم بعقار الإنترفيرون المعروف بإجهاده الشديد للمرضى، وانتكاس حالتهم الصحية، حيث ضللوا بالاعتقاد في علاج جديد سريع وساحر وغير مجهد.
يذكر أن اللواء إبراهيم عبدالعاطي، صاحب اختراع الجيش المصري جهاز كشف مرضي فيروس "سي" والإيدز، أعلن في مؤتمره الصحافي الذي نظمته القوات المسلحة المصرية، للإعلان عن الجهاز، أن الجهاز صالح للاستخدام خلال ستة أشهر تنتهي في 30 يونيو/حزيران 2014، ثم تم مد أجل العمل بالجهاز ستة أشهر إضافية، ثم تم ترحيل الموعد إلى حين انتهاء الدراسات والتجارب.