وبدأت أصوات جزائرية تطرح مخاوف جدية من حجم التزايد الكبير للمهاجرين الأفارقة في شوارع المدن الجزائرية، والتأثيرات الاجتماعية بشأنهم، فيما ترى بعض الآراء الأخرى أن إثارة الجدل حول المهاجرين الأفارقة في الجزائر هو نوع من العنصرية.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أراءً بشأن تواجد الأفارقة في البلاد، إذ دعا بعضهم إلى التعامل معهم برفق ومساعدتهم نظراً للظروف الصعبة التي عاشوها في بلدانهم الأصلية، وكتب الناشط محسن محمد أن الجزائر "بلد قارة يسع أربعين مليونا آخرين"، ودعا الجزائريين إلى الرفق بالمهاجرين تطبيقاً لقيم الإسلام الذي يجمع الأفارقة مع الجزائريين.
وتساءل بعض الإعلاميين عن كيفية سماح السلطات وعن خلفيات وطبيعة تساهل الأجهزة الأمنية مع تدفق المهاجرين الأفارقة برغم ما تعلنه السلطات بشأن تشديد الرقابة على الحدود، وهو ما طرحه الإعلامي أحمد حفصي.
وتزامنت هذه التساؤلات مع تقارير مزعومة بوجود مخطط إسرائيلي وغربي يستهدف الجزائر بواسطة إغراقها بالمهاجرين الأفارقة، وهو ما ذهب إليه الناشط السياسي جمال سعدي في منشوره، معتمداً على تصريح العقيد السابق في الجيش الجزائري، رمضان حملات.
وطالب الإعلامي بلال كباش السلطات بتأطير تواجد المهاجرين الأفارقة حتى لا تصبح القضية قضية دولة بحسبه. وانتقد الناشط مراد بولنوار زعم بعض الجزائريين أن المهاجرين الأفارقة يزاحمون الجزائريين في مناصب العمل برغم أن أغلب المهاجرين يعملون في مهن شاقة كالزراعة والبناء التي يرفض أغلب الشباب العمل فيها.
وانتقد محمد إيوانوغان ما اعتبره سلوكاً عنصرياً من قبل بعض الجزائريين تجاه المهاجرين الأفارقة، وشجبت الروائية الناشئة، فاطمة حمدية، الدعوات لترحيل المهاجرين الأفارقة، وذكّرت الجزاريين أن الجزائر جزء من العمق الأفريقي.
وتشهد عدة مدن جزائرية إقامة مخيمات عشوائية تحت الجسور وقرب محطات الحافلات وفي الحدائق والفضاءات الفارغة للأفارقة، فيما كانت السلطات الجزائرية قد تعهدت بترحيل 30 ألف مهاجر إلى بلدانهم، 16 ألفاً منهم إلى دولة النيجر، وأقامت مخيمات ومراكز إقامة لهم في منطقة تمنراست جنوبي الجزائر.
وصُدم الجزائريون من فيديو يظهر ما يشبه الحي العشوائي أقامه المهاجرون الأفارقة تحت جسر في ضواحي العاصمة الجزائرية، حوّله المهاجرون إلى مكان للإقامة والتجارة.