لم يستطع جسد محمد الصغير، الصمود من دون أكسجين داعم أكثر من يومين، في حين لم يستطع الأطباء الموجودون في المشفى توفير أسطوانات الأكسجين، كما لم يستطع ذوو الطفل نقله إلى مشفى آخر بسبب منع قوات النظام لهم من الخروج من الجنوب المحاصر.
يوضح عصام طيارة، وهو طبيب من غوطة دمشق، أنّ "الطفل عانى بعد ولادته من زلّة تنفسية، ناتجة عن استنشاق مادة العقي بالرحم، وكان بحاجة شديدة إلى مدّه بالأكسجين، للحفاظ على تبادل غازي جيد في جسمه".
ويضيف: "بسبب غياب الكهرباء تطلب منّا الأمر تشغيل مولد الكهرباء طوال المدة لتشغيل الحاضنة، رغم ندرة توفر المحروقات، إلا أن نفاذ كمية الأكسجين، أدخل الطفل في حالة قصور تنفسي أدّت إلى وفاته خلال ساعات".
ويشير الطبيب إلى أنّ محمد لم يكن الضحية الأولى لنقص المستلزمات في المشفى، إذ سُجلت 3 وفيات لحديثي الولادة خلال الشهر الماضي فقط، ولنفس السبب.
ويكشف الطبيب أنّ "ما بين 30 إلى 40 في المائة من الأطفال حديثي الولادة في الحالة الطبيعية، يعانون من حدوث زلّة تنفسية، وهو ما يعرضهم في منطقتنا للخطر بسبب نقص المعدات الطبية اللازمة لإنقاذهم".
ويُعد مركز ببيلا الطبي الوحيد في المنطقة الجنوبية، الذي يوفر قسم الحاضنات والمعالجة الضوئية، ومع هذا فهو يفتقر اليوم إلى أجهزة تنفس صناعية، وإسطوانات الأكسجين، والمواد المخدرة والسيرومات والعديد من الأدوية والمواد الاسعافية.
وتفرض قوات النظام حصاراً خانقاً على جنوب دمشق، ولا تسمح حتى للحالات الإنسانية بالخروج، ما يحرم ذوي الأطفال من القدرة على نقلهم إلى مشافٍ خاصة لتلقي العلاج، وهو ما يتسبب في وفاة الكثير منهم.
اقرأ أيضا:
سورية أخطر مكان في العالم.. على الأطفال
مستشفيات سورية تكافح لوقف نزيف الدماء
أطفال سورية في اليوم العالمي للطفل