في وقت تشدد واشنطن الضغوط على حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لدفعه للتخلي عن السلطة، ملوحة بإمكانية استخدامها الخيار العسكري، انتقد 16 نائباً ديمقراطياً في الكونغرس الأميركي، بينهم النائبة الشابة ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز، استراتيجيّة الولايات المتّحدة في الأزمة التي تشهدها فنزويلا، وذلك في رسالة بعثوها أمس الخميس إلى وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو.
وكتب أعضاء الكونغرس الأميركي: "نحن نكتب للتّعبير عن قلقنا العميق حيال إدارة فريق الرئيس دونالد ترامب للعلاقات مع فنزويلا، وبخاصّة اقتراحاته بالتدخّل العسكري وفرض عقوبات أحاديّة". كما دان النوّاب اعتراف واشنطن بزعيم المعارضة خوان غوايدو "رئيساً بالوكالة، من دون وجود خطّة واضحة لإجراء انتخابات ديمقراطيّة وتجنّب تصاعد العنف".
ويأتي توقيع هذه الرسالة في وقت صعدت واشنطن ضغوطها على نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وأعلنت أمس الأول الأربعاء إلغاء تأشيرات 77 مسؤولاً في نظامه وأقاربهم، بعد إجراءات مماثلة شملت عشرات الشخصيّات من قبل. كما هدّدت واشنطن "المؤسّسات الماليّة الأجنبيّة المتورّطة في مساعدة مادورو وشبكته الفاسدة".
من جهتهم، عبّر النواب الديمقراطيون عن "إدانتهم الشديدة" لتصرّفات حكومة مادورو التي "قتلت متظاهرين عزّلاً وأعاقت دخول المساعدات الإنسانية إلى البلاد"، غير أنّهم اعتبروا في الوقت ذاته أنّ "التهديدات بتدخّل عسكري" أميركي غير مقبولة".
طرد السفير الألماني
في كاراكاس، وفي إطار ردها على ما وصفته التدخلات الغربية في الشأن الفنزويلي، صادقت حكومة نيكولاس مادورو أمس على أمر طرد السفير الألماني من البلاد، رافضة بذلك طلب الاتحاد الأوروبي "إعادة النظر" في قرارها.
وكتب وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا في تغريدة على "تويتر" أن الدبلوماسي الألماني دانيال كرينر اعتبر "شخصاً غير مرغوب فيه بموجب معاهدة فيينا حول العلاقات الدبلوماسية"، معتبراً أن "كل شيء يدل على أن مكتبه للاستشارات القانونية يحتاج إلى بعض التصحيحات".
وأعرب الوزير الفنزويلي عن أمل بلاده "في أن يعود الاتحاد الأوروبي إلى موقف متوازن، ويعيد النظر في تدخلاته المتواصلة في شؤوننا الداخلية، وانحيازه الواضح للسياسة العدوانية لواشنطن، ودعمه للتحركات المخالفة للدستور التي تقوم بها المعارضة المتطرفة".
وكانت السلطات الفنزويلية اتهمت السفير الألماني بـ"التدخل في الشؤون الداخلية" للبلاد وأعلنته شخصاً غير مرغوب فيه. وقد طُلب منه أن يغادر البلاد "في غضون 48 ساعة".
ودانت برلين طرد سفيرها، معتبرة أنه إجراء "غير مفهوم، ويزيد من تعقيد الوضع ولا يساهم في إيجاد حلول".
من جهته، عبر الاتحاد الأوروبي عن أمله في أن تعيد كراكاس النظر في قرارها طرد السفير الألماني. وقال المتحدث باسم فيديريكا موغيريني وزيرة خارجية الاتحاد: "نأسف لهذا القرار" في وقت كان التكتل "حريصاً على إبقاء خطوط الاتصال مع كل الأطراف" قائمة "بما في ذلك حكومة مادورو".
وكان الدبلوماسي الألماني توجه الإثنين إلى مطار كراكاس الدولي مع 12 دبلوماسياً آخرين لدول غربية وأميركية لاتينية، لاستقبال خوان غوايدو رئيس البرلمان الذي أعلن نفسه رئيساً بالوكالة للبلاد ويدعمه حوالى 50 بلداً.
وزار السفير الألماني صباح الخميس مقر الجمعية الوطنية التي يترأسها غوايدو للقائه. وقد نشر غوايدو صورة الاجتماع في تغريدة على موقع "تويتر"، أكد فيها "رفضه تهديدات النظام المغتصب".
الحكومة: انقطاع الكهرباء عمل تخريبي
إلى ذلك، أكدت وكالات أنباء عالمية أن فنزويلا شهدت أمس انقطاعاً للكهرباء على نطاق واسع، نتيجة ما وصفتها الحكومة بواقعة "تخريب" في سدٍّ يعمل بالطاقة الكهرومائية يوفر الكثير من الكهرباء للبلاد.
ويتكرر انقطاع الكهرباء في فنزويلا حيث يتداعى الاقتصاد تحت وطأة التضخم، إلى جانب النقص الحاد في الغذاء والدواء وهجرة جماعية لأكثر من ثلاثة ملايين مواطن.
ويقول المنتقدون إن الفساد وتراجع الاستثمار أسهما في عدم قدرة شبكة الطاقة الكهربائية بالبلاد على العمل، في حين يقول مادورو إن الخصوم السياسيين يخلقون تلك المشكلات عن عمد.
وذكرت وسائل إعلام محلية ومستخدمو تويتر أن انقطاع الكهرباء يؤثر على العاصمة كراكاس و15 ولاية من ولايات فنزويلا، وعددها 23.
(فرانس برس، رويترز)