03 مارس 2022
نيكي هيلي.. "دبلوماسية الحذاء"
بعد مادلين أولبرايت، وهيلاري كلينتون، ها هي سيدة أخرى تتصدر مسرح السياسة الخارجية الأميركية، إنها السيدة ذات الأصول الهندية، التي وُلدت في 1972 باسم نيمراتا رانداوا، قبل أن يصير اسمها نيكي هيلي، وتقتحم ساحة السياسة، بعد أن درست المحاسبة وعملت فيها. ولكن، وعلى خلاف أولبرايت الهادئة، وكلينتون البراغماتية، تبدو السيدة هيلي منسجمةً تماما مع العهد الترامبي الشعبوي، فلا ينقصها طول لسان، ولا صلافة لغة.
صارت السيدة هيلي، في فترة وجيزة، أقرب إلى قلب الرئيس دونالد ترامب، وعقله، علما أنها لم تكن من أصدقائه، أو المقربين منه، بل كانت من أشد منتقديه في أثناء حملته الانتخابية، وقالت عنه في فبراير/ شباط 2016 "كل شيء لا يرغب فيه أي حاكم يوجد في المرشح ترامب". وكانت تدعم ترشيح السيناتور، ماركو روبيو، في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، قبل أن تدعم السيناتور تيد كروز.
مناسبة الحديث عن السيدة هيلي إشارة أكثر من مصدر عارف بخبايا السياسة الأميركية وخفاياها أنها من همس في أذن الرئيس ترامب، ليقول ما قاله بشأن ايران يوم الجمعة الماضية، معلنا سحب الإقرار بالتزام إيران الاتفاق النووي. فقد أكدت مجلة بوليتيكو الأميركية (13 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري) أن هيلي من أوحى لترامب، ومهد الطريق أمامه لإعلان أن الاتفاق "أحد أسوأ" الاتفاقات في تاريخ الولايات المتحدة، وأن طهران لا تحترم روحه. وأكدت صحف أميركية أخرى الأمر، مع الإشارة إلى أن هيلي طلبت في اجتماع، في يوليو/ تموز الماضي، من الرئيس السماح لها "بإرساء الأساس لذلك"، بمعنى كتابة مضمون الخطاب، ووافق الرئيس على ذلك.
السيدة التي تصفها بعض الصحافة الأميركية بوق ترامب، مع أن الأخير عن ألف بوق، تفوّقت، في غير مناسبة، على يمينية رئيسها وشعوبيته، فقد توعدت، الأسبوع الماضي، منظمات الأمم المتحدة، بمزيد من المشكلات، إذا لم تحسن خطها. وكانت مناسبة التهديد، انسحاب أميركا من منظمة اليونسكو، بعد "تمادي المنظمة في انتقاد إسرائيل". وقد سبق للسيدة هيلي أن توعدت المجتمع الدولي بأسوأ من ذلك، عندما قالت في إبريل/ نيسان الماضي، أمام مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك): "أنا أرتدي حذاء ذا كعب عال، ليس من أجل الموضة، ولكن لركل أي شخص يوجه انتقاداً لإسرائيل". كما شبّهت قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 بشأن المستوطنات بأنه "رفسة على بطن" الأميركيين، محذّرة الأمم المتحدة بأن الـ" Sherif " (كبير الشرطة لغة الكاوبوي) الجديد لن يسمح بتكرار الخطأ.
وللسيدة مواقف عدائية واضحة إزاء الفلسطينيين، وأكثر محاباة لإسرائيل، فقد عارضت بصلف تولي رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، سلام فياض، منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، "لأنه فلسطيني" فقط. وكحاكمة لجنوب كارولينا، كانت أول من سنت القوانين ضد حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل، وهي من دفع رئيسة لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، ريما خلف، للاستقالة بعد صدور تقرير عن اللجنة يعتبر إسرائيل "نظام تمييز عنصري".
لا تستبعد حلقات النميمة السياسية في واشنطن أن تحل السيدة "الترامبية" في مكتب الخارجية قريبا، بدلاً من الوزير ريكس تيلرسون، لاسيما أن علامات التوتر بين السيدة الصاخبة ورجل "أكسون موبيل" الهادئ، لم تعد خافية، وتجاوزت جدران وزارة الخارجية، وبات النمّامون في البيت الأبيض يوتوتون حول التوتر بين الوزير تيلرسون وموظفته هيلي التي تتمرد على تعليماته، وتتجاوزه بالحديث مباشرةً مع الرئيس، منتهزة حالة اللاتوافق بين الرئيس وتيلرسون في ملفاتٍ كثيرة، وأهمها على الإطلاق ملف العلاقات مع إيران.
اقتربت السيدة هيلي كثيرا من أذن ترامب، بعد أن عيّنها عضوا في الكابينت (المجلس الوزاري المصغر)، وسوف تقترب من رأسه أكثر، عندما تصل إلى وزارة الخارجية، لتفرض على العالم سياسات "رئيس المخفر" الجديد، وتستبدل "دبلوماسية البروش" التي تُنسب للسيدة أولبرايت، بـ "دبلوماسية كعب الحذاء" العالي، والصوت اليميني المتعالي.
صارت السيدة هيلي، في فترة وجيزة، أقرب إلى قلب الرئيس دونالد ترامب، وعقله، علما أنها لم تكن من أصدقائه، أو المقربين منه، بل كانت من أشد منتقديه في أثناء حملته الانتخابية، وقالت عنه في فبراير/ شباط 2016 "كل شيء لا يرغب فيه أي حاكم يوجد في المرشح ترامب". وكانت تدعم ترشيح السيناتور، ماركو روبيو، في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، قبل أن تدعم السيناتور تيد كروز.
مناسبة الحديث عن السيدة هيلي إشارة أكثر من مصدر عارف بخبايا السياسة الأميركية وخفاياها أنها من همس في أذن الرئيس ترامب، ليقول ما قاله بشأن ايران يوم الجمعة الماضية، معلنا سحب الإقرار بالتزام إيران الاتفاق النووي. فقد أكدت مجلة بوليتيكو الأميركية (13 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري) أن هيلي من أوحى لترامب، ومهد الطريق أمامه لإعلان أن الاتفاق "أحد أسوأ" الاتفاقات في تاريخ الولايات المتحدة، وأن طهران لا تحترم روحه. وأكدت صحف أميركية أخرى الأمر، مع الإشارة إلى أن هيلي طلبت في اجتماع، في يوليو/ تموز الماضي، من الرئيس السماح لها "بإرساء الأساس لذلك"، بمعنى كتابة مضمون الخطاب، ووافق الرئيس على ذلك.
السيدة التي تصفها بعض الصحافة الأميركية بوق ترامب، مع أن الأخير عن ألف بوق، تفوّقت، في غير مناسبة، على يمينية رئيسها وشعوبيته، فقد توعدت، الأسبوع الماضي، منظمات الأمم المتحدة، بمزيد من المشكلات، إذا لم تحسن خطها. وكانت مناسبة التهديد، انسحاب أميركا من منظمة اليونسكو، بعد "تمادي المنظمة في انتقاد إسرائيل". وقد سبق للسيدة هيلي أن توعدت المجتمع الدولي بأسوأ من ذلك، عندما قالت في إبريل/ نيسان الماضي، أمام مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك): "أنا أرتدي حذاء ذا كعب عال، ليس من أجل الموضة، ولكن لركل أي شخص يوجه انتقاداً لإسرائيل". كما شبّهت قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 بشأن المستوطنات بأنه "رفسة على بطن" الأميركيين، محذّرة الأمم المتحدة بأن الـ" Sherif " (كبير الشرطة لغة الكاوبوي) الجديد لن يسمح بتكرار الخطأ.
وللسيدة مواقف عدائية واضحة إزاء الفلسطينيين، وأكثر محاباة لإسرائيل، فقد عارضت بصلف تولي رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، سلام فياض، منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، "لأنه فلسطيني" فقط. وكحاكمة لجنوب كارولينا، كانت أول من سنت القوانين ضد حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل، وهي من دفع رئيسة لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، ريما خلف، للاستقالة بعد صدور تقرير عن اللجنة يعتبر إسرائيل "نظام تمييز عنصري".
لا تستبعد حلقات النميمة السياسية في واشنطن أن تحل السيدة "الترامبية" في مكتب الخارجية قريبا، بدلاً من الوزير ريكس تيلرسون، لاسيما أن علامات التوتر بين السيدة الصاخبة ورجل "أكسون موبيل" الهادئ، لم تعد خافية، وتجاوزت جدران وزارة الخارجية، وبات النمّامون في البيت الأبيض يوتوتون حول التوتر بين الوزير تيلرسون وموظفته هيلي التي تتمرد على تعليماته، وتتجاوزه بالحديث مباشرةً مع الرئيس، منتهزة حالة اللاتوافق بين الرئيس وتيلرسون في ملفاتٍ كثيرة، وأهمها على الإطلاق ملف العلاقات مع إيران.
اقتربت السيدة هيلي كثيرا من أذن ترامب، بعد أن عيّنها عضوا في الكابينت (المجلس الوزاري المصغر)، وسوف تقترب من رأسه أكثر، عندما تصل إلى وزارة الخارجية، لتفرض على العالم سياسات "رئيس المخفر" الجديد، وتستبدل "دبلوماسية البروش" التي تُنسب للسيدة أولبرايت، بـ "دبلوماسية كعب الحذاء" العالي، والصوت اليميني المتعالي.