هل بدأ الأسد الحرب الجرثومية؟
يبدو أن نظام بشار الأسد شعر بأن عليه اتخاذ آخر خطواته الإجرامية في عملية تنويع قتل السوريين، فبعدما قصف الشعب السوري بالسلاح الكيماوي، سحبت المنظمة ذلك السلاح المحرم دولياً، ليلجأ بعدها إلى سلاح الكلور ثم البراميل المتفجرة والصواريخ، حيث لم يترك سلاحاً، إلا واستخدمه لمواجهة الثورة السورية التي صمدت في وجه الأسد أكثر من أربع سنوات، في محاولة فاشلة منه لإخماد ثورة شعبٍ، أبى إلا أن يواجه نظاماً ديكتاتورياً قمعياً، وألا يرفع شعار الاستسلام أبداً، مهما كلف ذلك الأمر من خسائر وشهداء، حتى تحرير سورية من رجس الأسد.
لكن، يبدو أيضاً أن لجوء نظام الأسد إلى سلاح جديد قد يغير المعادلة، ليس ليحقق نصراً حاسماً له، بل لينشر أوبئة كبيرة، يهدد بها سورية كلها، بل والإقليم كله، فيستطيع من خلال ذلك أن يكسب بعض الوقت بحجة التصدي لهذه الأوبئة ومكافحتها، باعتبار أن "السلطة" وحدها من يمتلك الوسائل والإمكانات لذلك.
تماماً، كما فعل وأدخل المنظمات الإرهابية والتكفيرية، وادعى أنه من يتصدى لها، ويقاتلها حفاظاً على أمن البلاد وأمن الدول الإقليمية كلها.
بدأ الأسد نشر الأمراض الجرثومية على اختلاف أنواعها، كإنفلونزا الخنازير وإنفلونزا الطيور والحصبة والليشمانيا والتهاب الكبد الوبائي، وأوبئة أخرى لا يُعرف اسمها ولا مصدرها ولا طرق علاجها. فتلك الأمراض، المعروفة منها والمجهولة، باتت تدق ناقوس الخطر على الشعب السوري كله، مؤيداً كان أم معارضاً.
فالحصبة باتت تنتشر في قلب دمشق، بأكثر من 500 إصابة مسجلة، مع انتشار التهاب الكبد الوبائي. وأيضاً انتشار الليشمانيا في منطقة الجزيرة شرق سورية. فالأسد لن يتقبل الهزيمة حتى يدمر كل جميل في سورية، بشراً أم حجراً، ولن يرحل إلا بعد شن حرب إبادة ضد شعبه، وهي ضمن آخر أوراقه في محاولة البقاء، حتى آخر مواطن سوري.
قد يقول قائل إن هذه الأوبئة قد تكون ناشئة عن توفر البيئة المناسبة لها في المدن والأحياء المحاصرة، والتي تفتقر إلى مصادر المياه النظيفة، ويعم فيها سوء التغذية، وتنعدم أسس الرعاية والوقاية الصحية!
نقول نعم. تلك حال هذه المناطق "المعزولة كلياً". ولكن، ماذا عن المدن والمناطق الأخرى، والتي "تنعم" بالماء والغذاء والرعاية الصحية؟ فماذا عن مدن دمشق والسويداء واللاذقية وطرطوس وبانياس والقرداحة. هذه المدن التي بدأت تنتشر فيها أوبئة وأمراض فتاكة لم تكن لتشكل أية ظاهرة مقلقة في ما سبق.
لا يخفى على أحد أن عناصر النظام نفسه قبضت على بعض شباب الدفاع الوطني واللجان الشعبية، عندما كانوا يدسون مواد سامة مجهولة، في بعض مصادر مياه الشرب في محافظة السويداء، ليتفاجأ من قبض عليهم أنهم (منهم وفيهم)، فيتم التعتيم على هذا الموضوع من سلطات النظام، والذي يبدو أنه جند بعضاً من شبيحته، من دون علم الآخرين، حفاظاً على سرية تنفيذ تلك الجريمة. لكن، سرعان ما انتشر ذلك الخبر على بعض صفحات الموالين أنفسهم الذين فضحوا ذلك الأمر.
تلك المواد المجهولة كان يراد منها نشر الأوبئة والأمراض على أهالي تلك المنطقة وسكانها، انتقاماً آخر على عدم تقديمهم الطاعة للأسد، وعدم الانصياع للنظام بإرسال أبنائهم للالتحاق بعصاباته المجرمة.
وبشكل عام، لم يعد هذا النظام يفرق بين مؤيد أو معارض، فهو بات على وشك الانهيار، ولا يسعى سوى إلى الانتقام من جميع السوريين، مهما كانت وسائل انتقامه خطيرة وكارثية.
إذاً.. ما زال العالم يقف شاهداً و"قلقاً" على الحال السوري، بل ما زال صامتاً تجاه تلك الحرب الجرثومية الخطيرة التي ينتهجها الأسد بشكل تدريجي وممنهج ضد شعبه، والتي إن استمرت، ففي وسعها أن تكون أخطر من كل الأسلحة التدميرية الأخرى، بل وحتى الكيميائية.
فهل سيعمل هذا "العالم" اليوم لوقف مخططات الأسد في شن تلك الحرب الجرثومية "جديد مجازر النظام"؟ أم سيبتدع لنا خطة جديدة "لنزع السلاح الجرثومي" قد تستمر سنوات أخرى.
ليست مخاطر الحرب الجرثومية الأسدية فقط على الإنسان، بل أيضاً على الثروة الحيوانية والأراضي الزراعية ومصادر المياه. فإن حدث وانتشرت مثل هذه الأوبئة، فسوف تقتل مئات آلاف الناس، وسوف يمتد تأثيرها على مستقبل أجيال عدة لاحقة.
ترى، هل يعي مؤيدو هذا النظام الخطر المحدق بهم أيضاً؟ هل يعون أن انتشار الأوبئة في البلاد سيطالهم كما يطال غيرهم؟ هل ستفرق "هذه الجرثومة أو تلك" بين مؤيد ومعارض؟
إذاً، تلك هي خطة مدروسة لانتشار تلك الأمراض على نطاق واسع، ضمن الأراضي السورية كافة وبالتدريج. فعلى الجميع التحرك والمواجهة قبل فوات الأوان، فهذه الأمراض الجرثومية تنشر اليوم، عن طريق إسقاطها كسوائل أو ضمن عبوات من الجو، أو عن طريق دسها في مصادر المياه، وغير ذلك من الطرق التي يفكر بها الشيطان الأسدي، انتقاماً من الشعب السوري الثائر ضده.