حرك اجتماع الدوحة الاستثنائي الذي تم عقده أمس المياه الراكدة داخل سوق النفط العالمية، وألقى الاجتماع، الذي حضره وزراء الطاقة والنفط في 4 دول كبرى منتجة للنفط، "طوبة" داخل بحيرة منظمة أوبك المضطربة منذ شهور طويلة، كما أعطى أملاً، ولو ضئيلا، للدول المنتجة والأسواق بإمكانية الاتفاق على آلية محددة يتم من خلالها وقف تهاوي الأسعار التي فقدت أكثر من 75% من قيمتها في 19 شهراً، وربما إعادة الاسعار للارتفاع مرة أخرى.
وحسب البيان الصادر عن اجتماع الدوحة، فقد اتفقت روسيا وثلاث دول أعضاء بمنظمة "أوبك"، هي السعودية وقطر وفنزويلا، على تجميد مستويات إنتاج النفط عند أرقام شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وذلك بشرط انضمام باقي منتجي النفط الدوليين إلى هذه المبادرة.
القرار يعني ببساطة تثبيت كل دولة إنتاجها النفطي عند سقف يناير/كانون الثاني وعدم زيادته خلال الشهور المقبلة، وبذلك تضمن كل الدول عدم زيادة المعروض النفطي في الأسواق العالمية، بخاصة من قبل بعض الدول التي تعاني من اضطرابات مالية وتبيع نفطها بأية أسعار للحصول على سيولة عالية مثل العراق، أو من قبل دول تسعى لزيادة إنتاجها لتعويض سنوات مضت، كما هو الحال مع إيران التي أعلنت عدة مرات عزمها على إعادة إنتاجها لمستويات ما قبل فرض العقوبات الغربية.
هناك بالطبع نقاط إيجابية كثيرة في اتفاق الدوحة، فالاتفاق يعد الخطوة الأولى من نوعها منذ سنوات طويلة، حيث ضم دولاً من داخل منظمة أوبك وخارجها، ويأتي في ظل وضع مضطرب تشهده أسواق النفط العالمية، والجديد في اجتماع الدوحة أيضاً أن أكبر منتجين للنفط في العالم، وهما السعودية وروسيا، جلسا للتفاوض معاً والوصول لاتفاق رغم الخلافات السياسية الحادة فيما بينهما، بخاصة في ملفات عدة منها سورية واليمن والموقف من تركيا.
كما أن السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، قبلت بمبدأ تثبيت سقف الإنتاج، وهو الأمر الذي كانت تتحفظ عليه منذ بداية الأزمة في منتصف عام 2014.
لكن السؤال هنا: هل ستنسف إيران اتفاق الدوحة في الاجتماع المقرر عقده اليوم بطهران، ويضم عددا من كبار المنتجين مثل العراق وفنزويلا؟ وهل ستضغط روسيا على حليفتها لتمرير القرار؟ وماذا عن موقف الدول المنتجة الأخرى التي لم تشارك في اجتماع الدوحة ولم تتم دعوتها للمشاركة في اجتماع طهران؟
اليوم، كل الأنظار متجهة صوب طهران لمعرفة موقفها من اتفاق الدوحة، فإما بقاء الوضع على ما هو عليه في سوق النفط، لعدم اتفاق كبار المنتجين، وإما إعطاء أسعار النفط دفعة للأمام يمكن البناء عليها مستقبلا بخاصة في اجتماع أوبك المقرر عقده منتصف العام الجاري.
اقرأ أيضاً:
إيران تصر على زيادة الإنتاج النفطي لتعويض خسائرها
إيران تبدد مكاسب النفط من اتفاق الدوحة