13 نوفمبر 2024
هل ثمّة تعويل إسرائيلي على ترامب؟
مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأميركية يوم 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، يُطرح السؤال: هل ثمّة تعويل في كيان الاحتلال الإسرائيلي على أيٍّ من المُرشحيْن الجمهوري والديموقراطي؟.
أول ما يجب قوله، جوابًا عن السؤال، إن إسرائيل تتصرّف إزاء هذه الانتخابات بـ"ذكاء خبيث"، كان تصرفها إزاء انتخابات 2012 مفتقراً إليه. والقصد عدم اتخاذ أي موقف في الظاهر يمكن أن يشفّ عن تأييدها دونالد ترامب أو هيلاري كلينتون. ومن جديد الإشارات إلى ذلك "تباهي" رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لدى افتتاح الدورة الشتوية للكنيست (الإثنين)، بأن كلا المرشحين المتنافسين على الرئاسة وجها دعوة إليه لزيارة البيت الأبيض، فور انتهاء الانتخابات، وتأكيده أن علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة "متينة جدًا".
وثمّة من يعتقد أن هناك "شبه تسليم" بأن نتائج هذه الانتخابات ستكون لصالح كلينتون. وبناء على ذلك، تتجه أنظار دولة الاحتلال نحو نتائج انتخابات الكونغرس، بموازاة تمرير "رسائل سياسية" إلى المرشحة التي يبدو أنها الأوفر حظًّا للفوز، والتأكد من أنها ستتماشى معها، بعد تتويجها رئيسة.
مع ذلك، يصعب التحرّر من انطباعٍ عام، فحواه أن هناك تعويلاً من دولة الاحتلال على ترامب أكثر مما على كلينتون. ويعود هذا التعويل إلى عدة أسباب، في مقدمها أن في وسع ترامب، بموجب قراءة إسرائيل، أن يعيد الولايات المتحدة إلى مكانة "الدولة العظمى القائدة للعالم"، الأمر الذي أخفق فيه الرئيس الأميركي الحالي، باراك أوباما، على مدار أغلب سنوات العقد الأخير، بل إن أحد المحللين السياسيين "المخضرمين" في دولة الاحتلال كتب، قبل أيام، أنه منذ الحرب العالمية الثانية ارتكب معظم الرؤساء الأميركيين أخطاء أثبتوا، فيها، أنهم يفتقدون التبصّر المطلوب في ما يتعلق بغاية تبوؤ هذه المكانة، وأنهم جهلة في قراءة دلالة ما يحدث في الآونة الأخيرة في أوروبا والعالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط.
لا بُدّ أيضًا من الإشارة إلى سببٍ آخر، ليس أقلّ أهمية، هو وجود سمات متشابهة لخطاب كل من ترامب ونتنياهو، وهي، في واقع الأمر، سمات متشابهة لخطاب اليمين المتطرّف في الدول الغربية ودولة الاحتلال، ويقف في صلبه عنصرا العداء الأرعن للمهاجرين والإسلاموفوبيا. ويشكل العنصر الأخير الركن الرئيسي لخطاب دولة الاحتلال، لا سيما منذ هجمات 11 سبتمبر 2001. فبعد تلك الهجمات بثلاث سنوات، نشر البروفسور في الفيزياء، حاييم هراري، وهو الرئيس السابق لمعهد وايزمان للعلوم، كتابه "نظرة من عين العاصفة.. الإرهاب والحكمة في الشرق الأوسط"، وجّه فيه سهام النقد الجارح إلى ما أسماه "سلوك أوروبا المتردد" في الحرب على "الإرهاب الإسلامي"، واعتبر أن هذا "الإرهاب" مرض خطر. وشدّد، في الوقت عينه، على أن عارض الإنكار هو ما يسيطر على أوروبا إزاء هذا المرض. ولذا، هي في وضع أشبه بـ"استراحة ظهيرة". وتابع: عندما يكون المرء مريضًا، يمكن لعارض الإنكار أن يكون خطرًا، بل وفتاكًا. إن تجاهل أعراض مرض خطر، حتى لو تفشّى وتطوّر بسرعة، يمكن أن يفتك بأي إنسان، بينما يمكن للكشف المُبكر والعلاج الجذري إنقاذ حياته، وحياة آخرين قد يصابون بعدوى المرض.
وعاد بعد سنواتٍ، ليؤكد أن "استراحة الظهيرة الغربية" طالت أكثر من اللازم، وتحولت إلى قيلولة. وأن المهادنة ليست خيارًا ممكنًا، ولا التردّد أيضًا. وجزم بأن الغرب سيكون قطعًا في الجانب المنتصر من أجل الحضارة، لكنه لا يستطيع الانتصار، طالما كان ينكر الواقع، وبالقطع ليس قبل أن يفتح عينيه.
وأبدى هذا "المثقف"، وهو ينطق باسم أيديولوجيا دولة الاحتلال الصهيونية، معارضته الحازمة إجراء انتخابات ديموقراطية حُرّة في العالم العربي، مدعيًّا أن من شأن إجراء انتخاباتٍ كهذه في "مجتمع مُحرَّض وغير مثقف، ليس فيه صحافة حُرّة أو جهاز قضائي نزيه"، في إشارة صريحة إلى المجتمعات العربيّة كافة، أن يسفر فقط عن فوز العناصر الإجرامية الأكثر تعصبًا، وبالتالي "لا ينبغي أن نثق بالديموقراطية" فقط!.
أول ما يجب قوله، جوابًا عن السؤال، إن إسرائيل تتصرّف إزاء هذه الانتخابات بـ"ذكاء خبيث"، كان تصرفها إزاء انتخابات 2012 مفتقراً إليه. والقصد عدم اتخاذ أي موقف في الظاهر يمكن أن يشفّ عن تأييدها دونالد ترامب أو هيلاري كلينتون. ومن جديد الإشارات إلى ذلك "تباهي" رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لدى افتتاح الدورة الشتوية للكنيست (الإثنين)، بأن كلا المرشحين المتنافسين على الرئاسة وجها دعوة إليه لزيارة البيت الأبيض، فور انتهاء الانتخابات، وتأكيده أن علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة "متينة جدًا".
وثمّة من يعتقد أن هناك "شبه تسليم" بأن نتائج هذه الانتخابات ستكون لصالح كلينتون. وبناء على ذلك، تتجه أنظار دولة الاحتلال نحو نتائج انتخابات الكونغرس، بموازاة تمرير "رسائل سياسية" إلى المرشحة التي يبدو أنها الأوفر حظًّا للفوز، والتأكد من أنها ستتماشى معها، بعد تتويجها رئيسة.
مع ذلك، يصعب التحرّر من انطباعٍ عام، فحواه أن هناك تعويلاً من دولة الاحتلال على ترامب أكثر مما على كلينتون. ويعود هذا التعويل إلى عدة أسباب، في مقدمها أن في وسع ترامب، بموجب قراءة إسرائيل، أن يعيد الولايات المتحدة إلى مكانة "الدولة العظمى القائدة للعالم"، الأمر الذي أخفق فيه الرئيس الأميركي الحالي، باراك أوباما، على مدار أغلب سنوات العقد الأخير، بل إن أحد المحللين السياسيين "المخضرمين" في دولة الاحتلال كتب، قبل أيام، أنه منذ الحرب العالمية الثانية ارتكب معظم الرؤساء الأميركيين أخطاء أثبتوا، فيها، أنهم يفتقدون التبصّر المطلوب في ما يتعلق بغاية تبوؤ هذه المكانة، وأنهم جهلة في قراءة دلالة ما يحدث في الآونة الأخيرة في أوروبا والعالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط.
لا بُدّ أيضًا من الإشارة إلى سببٍ آخر، ليس أقلّ أهمية، هو وجود سمات متشابهة لخطاب كل من ترامب ونتنياهو، وهي، في واقع الأمر، سمات متشابهة لخطاب اليمين المتطرّف في الدول الغربية ودولة الاحتلال، ويقف في صلبه عنصرا العداء الأرعن للمهاجرين والإسلاموفوبيا. ويشكل العنصر الأخير الركن الرئيسي لخطاب دولة الاحتلال، لا سيما منذ هجمات 11 سبتمبر 2001. فبعد تلك الهجمات بثلاث سنوات، نشر البروفسور في الفيزياء، حاييم هراري، وهو الرئيس السابق لمعهد وايزمان للعلوم، كتابه "نظرة من عين العاصفة.. الإرهاب والحكمة في الشرق الأوسط"، وجّه فيه سهام النقد الجارح إلى ما أسماه "سلوك أوروبا المتردد" في الحرب على "الإرهاب الإسلامي"، واعتبر أن هذا "الإرهاب" مرض خطر. وشدّد، في الوقت عينه، على أن عارض الإنكار هو ما يسيطر على أوروبا إزاء هذا المرض. ولذا، هي في وضع أشبه بـ"استراحة ظهيرة". وتابع: عندما يكون المرء مريضًا، يمكن لعارض الإنكار أن يكون خطرًا، بل وفتاكًا. إن تجاهل أعراض مرض خطر، حتى لو تفشّى وتطوّر بسرعة، يمكن أن يفتك بأي إنسان، بينما يمكن للكشف المُبكر والعلاج الجذري إنقاذ حياته، وحياة آخرين قد يصابون بعدوى المرض.
وعاد بعد سنواتٍ، ليؤكد أن "استراحة الظهيرة الغربية" طالت أكثر من اللازم، وتحولت إلى قيلولة. وأن المهادنة ليست خيارًا ممكنًا، ولا التردّد أيضًا. وجزم بأن الغرب سيكون قطعًا في الجانب المنتصر من أجل الحضارة، لكنه لا يستطيع الانتصار، طالما كان ينكر الواقع، وبالقطع ليس قبل أن يفتح عينيه.
وأبدى هذا "المثقف"، وهو ينطق باسم أيديولوجيا دولة الاحتلال الصهيونية، معارضته الحازمة إجراء انتخابات ديموقراطية حُرّة في العالم العربي، مدعيًّا أن من شأن إجراء انتخاباتٍ كهذه في "مجتمع مُحرَّض وغير مثقف، ليس فيه صحافة حُرّة أو جهاز قضائي نزيه"، في إشارة صريحة إلى المجتمعات العربيّة كافة، أن يسفر فقط عن فوز العناصر الإجرامية الأكثر تعصبًا، وبالتالي "لا ينبغي أن نثق بالديموقراطية" فقط!.