هواجسنا الصغيرة

28 سبتمبر 2015
(يوسف كرّاش / الجزائر)
+ الخط -

تقول إحدى النكت إن مواطناً عثر على مصباح علاء الدين السحري، فاكتفى بطلب سكن من المارد الذي وعده بتحقيق أيّة أمنية يجهر بها، لكن الأخير ردّ مقهقهاً: "لو كان عندي ما تطلب، ما كنتُ لأسكن داخل مصباح".

تُعبّر تلك النكتة التي يتداولها الجزائريون عن أزمة خانقة لم تجد لها الحكومات المتعاقبة حلاًّ، رغم إنشاء مشاريع تضمّ ملايين المساكن.

جعل هذا الوضع من "الإسكان"، دون غيره أولوية. هكذا، جاءت العمارة المُنجزة في جزائر الاستقلال مشوّهةً ولا تراعي الجانب التقني ولا الجمالي.

من جهة التقنية، يكفي أن عدداً كبيراً من العمارات الجديدة انهار خلال الزلازل التي ضربت بعض المدن، بينما بقيت عمارات "المستعمِر" صامدة.

أمّا من جهة الجماليات، فتكفي مقارنة تصاميم الأحياء السكنية التي بنتها فرنسا في الجزائر العاصمة ووهران وعنابة وغيرها بعلب الكبريت و"المحتشدات" التي بنتها دولة الاستقلال.

أمام هذا الهاجس الصغير، والأساسي في آن، ستبدو عمارة المستقبل وأسئلتها عالماً سوريالياً بالنسبة إلى المواطن الذي سيكتفي بسقف يُؤويه وعائلته، وإن كان شقّة من غرفة واحدة في عمارة لا تتوفّر على مصعد، في حيّ لا توجد فيه أبسط المرافق.

يُذكّر الأمر بالحديث عن الاستفادة من التقنية في تطوير التعليم، بينما لا يزال التلميذ يحمل محفظة تزن كيلوغرامات ويقطع المسافة التي تفصل مدرسته عن بيته مشياً على قدميه.

المساهمون