21 نوفمبر 2024
هوامش على دفتر التطبيع
** قبل أعوام.. كان التطبيع على سبيل التصهين فضيحةً، والمطالبة به عاراً، والمبادرة إليه جريمة... و"كان" فعل ماض، لكننا لن "نسيبه" في حاله.
** قبل أعوام.. كان المتصهينون العرب يستحون قليلا. كانوا يعرفون أنهم يأتون شيئا عجبا بتأييدهم الجاني على حساب المجني عليه. وكانوا متأكدين أنهم يعاكسون فكرة العدل، عندما يمالئون القاتل اللص المحتل على حساب الضحية، فيحاولون بكل ما أوتوا من براعةٍ في القول والعمل أن يواروا سوءاتهم، وعندما يفشلون يتذرّعون بزخرف الكلام وفساد المنطق، ويستكينون حتى حين. أما الآن فأصبحوا يتباهون بعريهم الفاضح تحت سقف التصهين. بلا خجل ولا حياء.. وبلا خوف. عراة يرقصون على دماء الضحية، ولا بأس، في نهاية الحفلة الماجنة، من الوضوء بتلك الدماء قبل الصلاة في محراب إسرائيل، إن لزم الأمر.
** قبل أعوام.. كان المتصهينون العرب يجتهدون في ابتكار أثقل الأقنعة وأجملها، ليغطوا بها وجوههم الصاغرة، ذلك أنهم لا يقوون على مواجهة ضوء الحق بباطلهم الساقط، ولا يمكنهم التصدّي لجماهير الإنسانية بأفكارهم الباغية. وعندما تتساقط تلك الأقنعة، بالضرورة، يولون الأدبار، لأنهم يعرفون أن الفضيحة بانتظارهم، والعار يتربص بهم في نهاية الشوط القصير حتما.
**قبل أعوام.. كان المتصهينون العرب قلة قليلة جدا، لا يكادون يُرون بالعيون المجرّدة، ولا يريدون أن يراهم أحد غير سيدهم الصهيوني، لعله ينعم عليهم ببعض الفتات المتساقط من مائدته المسروقة، أما الآن فهم يتكاثرون، بعد أن تشظّى السيد الصهيوني في أكثر من جسد عربي، وزاد الفتات ناراً في بطونهم، لكنهم لم يصابوا بالتخمة بعد.. تحرقهم نار الباطل فيصرخون؛ هل من مزيد؟
** قبل سنوات.. كان المتصهينون العرب أنصاف موهوبين في كل ما حاولوه من مجالات، يعالجون فشلهم بالبحث عن أضواء مسروقة في ضلال الخيانة، وتحت ظلال التصهين من غير جدوى غالباً، لكنهم الآن من ذوي الأسماء الرنانة في سوق الثقافة، وكلما تمادوا في الغوص بوحل التصهين، انكشفت ضآلتهم الثقافية، وتأكدوا أنهم لا يستندون إلى شيءٍ من المنطق، أو التاريخ، أو العلم، أو حتى الذوق، فأخذوا يحاولون تبرير خياناتهم بالجهل وقلة المعرفة في وقتٍ يقدّمون أنفسهم للآخرين بصفة "المثقف".
** قبل أعوام.. كان المتصهيون العرب يعرفون تماما أنهم مهزومون ومنهزمون ذاتيا، لكنهم الآن يعتقدون أنهم قادرون على اللعب بكل الحبال المتاحة أمامهم، لأنهم يظنون أن قضية فلسطين خاضعةٌ لتجاربهم في البحث عن ضميرٍ حيٍّ بين الجثث، ولأنهم لا يودّون الاعتراف بأنهم مجرد خونة صغار جداً.. وبتعبير محمود درويش؛ عابرون في كلام عابر. قالها درويش توصيفا للصهاينة، ولم يكن يعلم أن جيلاً من المتصهينين العرب سيظهر، وسيستحقها أكثر مما يستحقها الصهاينة.
** قبل أعوام.. كان المتصهينون العرب يحرصون على نفي التهمة عن أنفسهم، في كل فرصة تتاح أمامهم، لكنهم الآن يؤكّدونها شعراً ونثراً.. يلحنونها ويغنونها ويرقصون عليها أيضا بين يدي الصهاينة، لعلهم يحظون بـ "النقوط" المغموسة بالعار، وأي عار!
** قبل أعوام.. كان المتصهينون العرب بعيدين عنا، جغرافياً ووجدانياً، فأصبحوا الآن "منا وفينا"، بعضهم صديق، وبعضهم قريب، فلا شك أنه الزمن العجيب.
** قبل أعوام.. كان المتصهينون العرب يستحون قليلا. كانوا يعرفون أنهم يأتون شيئا عجبا بتأييدهم الجاني على حساب المجني عليه. وكانوا متأكدين أنهم يعاكسون فكرة العدل، عندما يمالئون القاتل اللص المحتل على حساب الضحية، فيحاولون بكل ما أوتوا من براعةٍ في القول والعمل أن يواروا سوءاتهم، وعندما يفشلون يتذرّعون بزخرف الكلام وفساد المنطق، ويستكينون حتى حين. أما الآن فأصبحوا يتباهون بعريهم الفاضح تحت سقف التصهين. بلا خجل ولا حياء.. وبلا خوف. عراة يرقصون على دماء الضحية، ولا بأس، في نهاية الحفلة الماجنة، من الوضوء بتلك الدماء قبل الصلاة في محراب إسرائيل، إن لزم الأمر.
** قبل أعوام.. كان المتصهينون العرب يجتهدون في ابتكار أثقل الأقنعة وأجملها، ليغطوا بها وجوههم الصاغرة، ذلك أنهم لا يقوون على مواجهة ضوء الحق بباطلهم الساقط، ولا يمكنهم التصدّي لجماهير الإنسانية بأفكارهم الباغية. وعندما تتساقط تلك الأقنعة، بالضرورة، يولون الأدبار، لأنهم يعرفون أن الفضيحة بانتظارهم، والعار يتربص بهم في نهاية الشوط القصير حتما.
**قبل أعوام.. كان المتصهينون العرب قلة قليلة جدا، لا يكادون يُرون بالعيون المجرّدة، ولا يريدون أن يراهم أحد غير سيدهم الصهيوني، لعله ينعم عليهم ببعض الفتات المتساقط من مائدته المسروقة، أما الآن فهم يتكاثرون، بعد أن تشظّى السيد الصهيوني في أكثر من جسد عربي، وزاد الفتات ناراً في بطونهم، لكنهم لم يصابوا بالتخمة بعد.. تحرقهم نار الباطل فيصرخون؛ هل من مزيد؟
** قبل سنوات.. كان المتصهينون العرب أنصاف موهوبين في كل ما حاولوه من مجالات، يعالجون فشلهم بالبحث عن أضواء مسروقة في ضلال الخيانة، وتحت ظلال التصهين من غير جدوى غالباً، لكنهم الآن من ذوي الأسماء الرنانة في سوق الثقافة، وكلما تمادوا في الغوص بوحل التصهين، انكشفت ضآلتهم الثقافية، وتأكدوا أنهم لا يستندون إلى شيءٍ من المنطق، أو التاريخ، أو العلم، أو حتى الذوق، فأخذوا يحاولون تبرير خياناتهم بالجهل وقلة المعرفة في وقتٍ يقدّمون أنفسهم للآخرين بصفة "المثقف".
** قبل أعوام.. كان المتصهيون العرب يعرفون تماما أنهم مهزومون ومنهزمون ذاتيا، لكنهم الآن يعتقدون أنهم قادرون على اللعب بكل الحبال المتاحة أمامهم، لأنهم يظنون أن قضية فلسطين خاضعةٌ لتجاربهم في البحث عن ضميرٍ حيٍّ بين الجثث، ولأنهم لا يودّون الاعتراف بأنهم مجرد خونة صغار جداً.. وبتعبير محمود درويش؛ عابرون في كلام عابر. قالها درويش توصيفا للصهاينة، ولم يكن يعلم أن جيلاً من المتصهينين العرب سيظهر، وسيستحقها أكثر مما يستحقها الصهاينة.
** قبل أعوام.. كان المتصهينون العرب يحرصون على نفي التهمة عن أنفسهم، في كل فرصة تتاح أمامهم، لكنهم الآن يؤكّدونها شعراً ونثراً.. يلحنونها ويغنونها ويرقصون عليها أيضا بين يدي الصهاينة، لعلهم يحظون بـ "النقوط" المغموسة بالعار، وأي عار!
** قبل أعوام.. كان المتصهينون العرب بعيدين عنا، جغرافياً ووجدانياً، فأصبحوا الآن "منا وفينا"، بعضهم صديق، وبعضهم قريب، فلا شك أنه الزمن العجيب.