المشهد في حي وادي ياصول ببلدة سلوان جنوب البلدة القديمة من القدس المحتلة، يوحي بأن زلزالاً شديداً ضرب المنطقة، لكن الخراب في الحي لم يكن سببه سوى الجرافات الإسرائيلية، التي حوّلت منازل في الحي إلى ركام، فيما تعرّض الناس هناك لإصابات واعتقالات وتشريد أسر بأطفالها ونسائها.
آثار الدمار الذي خلّفته جرافات الاحتلال في مساكن عائلة برقان المقدسية، توضح حجم ما حلّ بهذه العائلة، وما يمكن أن يطاول نحو تسعين عائلة مقدسية تقطن الحي، جميعها تلقت إخطارات بهدم منازلها لصالح جمعية "إلعاد" الاستيطانية، التي مكّنتها حكومة الاحتلال من السيطرة على كامل منطقة الحي لإقامة ما تدعي هذه الجمعية الاستيطانية أنها "غابة سلام"، بينما يقول سكان الحي إن الواقع يشير إلى أن هذه الغابة ستقوم على أنقاض منازل عشرات الأسر المقدسية التي تقطن الحي حتى قبل قيام دولة الاحتلال.
مهدي برقان، أحد أبناء حي وادي ياصول، والذي تعرض هو وجميع أفراد عائلته للاعتداء بمن في ذلك والدته المسنّة وشقيقاته وأشقاؤه، خلال هدم الاحتلال لمنزلَي شقيقيه أنس وقصي برقان يوم الثلاثاء الماضي، يقول في حديث لـ"العربي الجديد" إن "ما حدث كان اعتداء على كل مظاهر الحياة، وشمل البشر والشجر والحجر"، مضيفاً "تعاملوا معنا بوحشية بالغة، دمروا كل شيء، ولم يسلم من اعتدائهم حتى الماشية والطيور". بحسب مهدي فإن عائلته تملك الأرض والمسكن في وادي ياصول، ولديها وثائق حتى من أيام الأتراك، تثبت ملكية العائلة للأرض. "هدموا ما هدموه، لكنهم لن يأخذوا منا الأرض لأننا منها"، يقول مهدي.
في المكان الذي كانت فيه مساكن ومأوى عائلة برقان، لم يتبقّ سوى الركام والأنقاض والشجر المحطم، وما كان ذات يوم غرف نوم تضم أثاثاً ومقتنيات وصور أطفال. في حين أن مساكن أخرى دُمرت بما فيها من مقتنيات ولم يسمح الاحتلال بإخراجها، كما يقول مهدي برقان لـ"العربي الجديد"، شارحاً ما حدث بتفاصيل تظهر وحشية الاحتلال وتطرف جنوده وطواقمه التي تنفذ تعليمات الهدم.
في الاعتداء الوحشي يوم الثلاثاء، لم يتورع جنود الاحتلال من وحداته الخاصة عن إطلاق العيارات المطاطية على أفراد عائلة برقان، كما حدث مع شقيق مهدي، صهيب، الذي أطلقت عليه تلك العيارات من مسافة صفر، فأصيب بظهره قبل اعتقاله، كما اعتدى الجنود على والدته بينما كانت تحاول مساعدة شقيقه والاطمئنان عليه. أيضاً أصيب مهدي نفسه بينما كان هو وعدد من أبناء العائلة يقيّدون أجسادهم بالسلاسل إلى المساكن التي دُمرت، فتعرّضوا كلهم للضرب العنيف. على الرغم من هذا التنكيل، فإن عائلة برقان تؤكد أنها باقية وصامدة في الحي، والاحتلال سيعجز عن طردها من الأرض لأنها وحدها من تملكها، وليس الاحتلال أو جمعياته الاستيطانية، خصوصاً جمعية "إلعاد" التي منحتها حكومة الاحتلال مساحات واسعة من المنطقة.
اقــرأ أيضاً
وكانت المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة قد صادقت الشهر الماضي، على هدم عشرات المنازل في بلدة سلوان جنوب القدس، بحجة تواجدها في نفوذ مخطط المناطق والحدائق الطبيعية، وذلك بعد أن ردت تلك المحكمةُ الاستئنافَ الذي قدّمه أصحاب المنازل التي يقطنها المئات ويواجهون خطر التشريد والترحيل. كما صادقت على طلب بلدية الاحتلال هدم عشرات منازل الفلسطينيين الموجودة ضمن مخطط الحدائق الطبيعية التي تسميها "غابة السلام".
في المقابل، طلبت البلدية استثناء البؤر الاستيطانية ومنازل المستوطنين الكائنة في المنطقة نفسها، التي استولت عليها جمعية "إلعاد" الاستيطانية. وعقب قرار المحكمة، صادقت لجنة التنظيم والبناء على مخطط بلدية الاحتلال الذي يقضي بالاستيلاء على أراضي حي البستان في سلوان، وهدم 22 منزلاً قائماً من أصل 88 منزلاً، هي مجموع المباني الصادر بحقها إخطارات هدم لتوسيع الحديقة التوراتية "مدينة الملك داود".
وتأتي إخطارات الهدم في سلوان ومحيطها ضمن المخطط الهيكلي "ع م /9 " والمسمى بمخطط هيكلي القدس القديمة وضواحيها، ويقضي بوضع كل المساحات ومسطحات الأراضي في سلوان، بما في ذلك أحياء عين اللوزة ووادي حلوة ومنطقة البستان ومنطقة الحارة الوسطى، كمناطق ممنوع البناء فيها والسكن، وتم تصنيفها كمناطق خضراء معدة لتكون مناطق عامة وطبيعية.
في حي وادي ياصول، يؤكد المقدسيون أن عائلة برقان وغيرها من عائلات مقدسية سكنت الحي لحماية تلك الأرض وتشكيل عائق ديمغرافي أمام مخططات البلدية الإسرائيلية في القدس للتوسع جنوب البلدة القديمة، إذ يشكّل حي وادي ياصول وبلدة سلوان امتداداً لتلك المخططات إلى جنوب المسجد الأقصى، ثم حي الثوري الذي يشكل قلعة الدفاع عن القدس القديمة ومقدساتها.
جولة الصراع مع مخططات الاحتلال هناك تحتدم للحفاظ على عروبة القدس ومنع الاحتلال من تنفيذ مشاريع استيطانية ضخمة صودق عليها أخيراً، وأبرزها القطار المعلّق الذي سيربط بؤر الاستيطان في سلوان وفي جبل الزيتون وحتى في البلدة القديمة، حيث تنتشر هناك نحو مائة بؤرة استيطانية، لتتجاوز ذلك إلى ربط تلك البؤر كلها بالقدس الغربية، وتسهيل حركة انتقال المستوطنين بين هذه المناطق، كما يقول الباحث في مجال الاستيطان فخري أبو دياب، وهو من لجنة الدفاع عن سلوان وحي البستان، لـ"العربي الجديد". الأمر نفسه يؤكده حديث خبير الاستيطان خليل تفكجي، الذي يشير إلى مخطط استيطاني كبير جارٍ تنفيذه جنوب الأقصى.
آثار الدمار الذي خلّفته جرافات الاحتلال في مساكن عائلة برقان المقدسية، توضح حجم ما حلّ بهذه العائلة، وما يمكن أن يطاول نحو تسعين عائلة مقدسية تقطن الحي، جميعها تلقت إخطارات بهدم منازلها لصالح جمعية "إلعاد" الاستيطانية، التي مكّنتها حكومة الاحتلال من السيطرة على كامل منطقة الحي لإقامة ما تدعي هذه الجمعية الاستيطانية أنها "غابة سلام"، بينما يقول سكان الحي إن الواقع يشير إلى أن هذه الغابة ستقوم على أنقاض منازل عشرات الأسر المقدسية التي تقطن الحي حتى قبل قيام دولة الاحتلال.
في المكان الذي كانت فيه مساكن ومأوى عائلة برقان، لم يتبقّ سوى الركام والأنقاض والشجر المحطم، وما كان ذات يوم غرف نوم تضم أثاثاً ومقتنيات وصور أطفال. في حين أن مساكن أخرى دُمرت بما فيها من مقتنيات ولم يسمح الاحتلال بإخراجها، كما يقول مهدي برقان لـ"العربي الجديد"، شارحاً ما حدث بتفاصيل تظهر وحشية الاحتلال وتطرف جنوده وطواقمه التي تنفذ تعليمات الهدم.
في الاعتداء الوحشي يوم الثلاثاء، لم يتورع جنود الاحتلال من وحداته الخاصة عن إطلاق العيارات المطاطية على أفراد عائلة برقان، كما حدث مع شقيق مهدي، صهيب، الذي أطلقت عليه تلك العيارات من مسافة صفر، فأصيب بظهره قبل اعتقاله، كما اعتدى الجنود على والدته بينما كانت تحاول مساعدة شقيقه والاطمئنان عليه. أيضاً أصيب مهدي نفسه بينما كان هو وعدد من أبناء العائلة يقيّدون أجسادهم بالسلاسل إلى المساكن التي دُمرت، فتعرّضوا كلهم للضرب العنيف. على الرغم من هذا التنكيل، فإن عائلة برقان تؤكد أنها باقية وصامدة في الحي، والاحتلال سيعجز عن طردها من الأرض لأنها وحدها من تملكها، وليس الاحتلال أو جمعياته الاستيطانية، خصوصاً جمعية "إلعاد" التي منحتها حكومة الاحتلال مساحات واسعة من المنطقة.
وكانت المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة قد صادقت الشهر الماضي، على هدم عشرات المنازل في بلدة سلوان جنوب القدس، بحجة تواجدها في نفوذ مخطط المناطق والحدائق الطبيعية، وذلك بعد أن ردت تلك المحكمةُ الاستئنافَ الذي قدّمه أصحاب المنازل التي يقطنها المئات ويواجهون خطر التشريد والترحيل. كما صادقت على طلب بلدية الاحتلال هدم عشرات منازل الفلسطينيين الموجودة ضمن مخطط الحدائق الطبيعية التي تسميها "غابة السلام".
في المقابل، طلبت البلدية استثناء البؤر الاستيطانية ومنازل المستوطنين الكائنة في المنطقة نفسها، التي استولت عليها جمعية "إلعاد" الاستيطانية. وعقب قرار المحكمة، صادقت لجنة التنظيم والبناء على مخطط بلدية الاحتلال الذي يقضي بالاستيلاء على أراضي حي البستان في سلوان، وهدم 22 منزلاً قائماً من أصل 88 منزلاً، هي مجموع المباني الصادر بحقها إخطارات هدم لتوسيع الحديقة التوراتية "مدينة الملك داود".
وتأتي إخطارات الهدم في سلوان ومحيطها ضمن المخطط الهيكلي "ع م /9 " والمسمى بمخطط هيكلي القدس القديمة وضواحيها، ويقضي بوضع كل المساحات ومسطحات الأراضي في سلوان، بما في ذلك أحياء عين اللوزة ووادي حلوة ومنطقة البستان ومنطقة الحارة الوسطى، كمناطق ممنوع البناء فيها والسكن، وتم تصنيفها كمناطق خضراء معدة لتكون مناطق عامة وطبيعية.
جولة الصراع مع مخططات الاحتلال هناك تحتدم للحفاظ على عروبة القدس ومنع الاحتلال من تنفيذ مشاريع استيطانية ضخمة صودق عليها أخيراً، وأبرزها القطار المعلّق الذي سيربط بؤر الاستيطان في سلوان وفي جبل الزيتون وحتى في البلدة القديمة، حيث تنتشر هناك نحو مائة بؤرة استيطانية، لتتجاوز ذلك إلى ربط تلك البؤر كلها بالقدس الغربية، وتسهيل حركة انتقال المستوطنين بين هذه المناطق، كما يقول الباحث في مجال الاستيطان فخري أبو دياب، وهو من لجنة الدفاع عن سلوان وحي البستان، لـ"العربي الجديد". الأمر نفسه يؤكده حديث خبير الاستيطان خليل تفكجي، الذي يشير إلى مخطط استيطاني كبير جارٍ تنفيذه جنوب الأقصى.