أُسدل الستار عن مؤتمر وارسو، لكن الستار رفع عن مشهد آخر مختلف في ملامحه ومعالمه وتبعاته، ويبدو أن بعض العرب قد رفعوا برقع الحياء فمضوا بعيداً في اقترابهم من إسرائيل، ومن دون الاستغراق في مبررات المؤتمر ومن دعا إليه وأسباب الدعوة إليه والمشاركة فيه، فإننا أمام مرحلة جديدة غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وواحدة من مخرجات هذا المؤتمر أننا عملياً لم يعد بمقدورنا الحديث مهنياً وموضوعياً وسياسياً عما كان يسمى صراع عربي إسرائيلي. يبدو أننا كنا أمام خدعة كبيرة وما فعله المؤتمر أنه أزاح الستار عن كثير من الخدع.
بدت الخدعة الأولى في الهدف المعلن للمؤتمر، وقد قيل إنه من أجل تطوير حلول مشتركة وإجراءات ضمان للسلام والأمن في الشرق الأوسط وبحث المشاكل الإنسانية، وانتشار أسلحة الدمار الشامل والإرهاب وأمن الطاقة والتهديدات السيبرانية وغيرها من قضايا مُررت، وعندما انتهى المؤتمر لم تخرج توصية واحدة تتناول آليات مواجهة كل هذه التحديات، فكانت أولى الخدع، ثم كيف يبحث السلام والأمن في الشرق الأوسط في حين تغيب القضية الفلسطينية من جدول الأعمال ويغيب ممثلوها فكانت هذه الخدعة الثانية.
ذهب العرب هذه المرة إلى وارسو على وقع التغول الإسرائيلي والتهويد والعربدة والاستيطان، لبوا دعوة وزير الخارجية الأميركي على وقع الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعلى وقع العقوبات الأميركية على السلطة الفلسطينية، وعلى وقع إغلاق مكاتب منظمة التحرير هناك، وعلى وقع معاقبة ملايين اللاجئين، وعلى وقع الحصار المفروض على غزة من عقد من الزمان وأكثر، ولم يكتفوا بالذهاب فقط لكنهم اقتربوا من نتنياهو حد الاحتضان.
لم يكن مؤتمر وارسو الذي شاركت فيه عشر دول عربية، ست منها خليجية، جنباً إلى جنب مع رئيس وزراء إسرائيل إلا إعلانا عربيا رسميا بالتخلي عن القضية الفلسطينية والمضي في التطبيع حتى الوصول إلى إنشاء حلف إقليمي تقوده إسرائيل لمواجهة ما يسمى "البعبع الإيراني"، وكأن مواجهة إيران عربيًا لا تتم إلا بالاقتراب من إسرائيل حد التحالف معها.
وصف نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، في كلمته التي ألقاها أمام مؤتمر وارسو، المشهد باختصار بأن حقبة جديدة بدأت وقال : "بدأنا حقبة جديدة .. نتنياهو وقادة كل من البحرين والسعودية والإمارات يتقاسمون الخبز معاً". في حين غرّد المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، من داخل قاعة الاجتماعات في وارسو، قائلًا إن "ميكروفون نتنياهو كان معطلا فقام (وزير خارجية اليمن) اليماني بإعارته ميكروفونه"، وتابع أن "نتنياهو علق على ذلك مازحاً: هذا شكل جديد من التعاون بين إسرائيل واليمن". وإن دلالات إعطاء الميكروفون لنتنياهو أعمق من أن تكون مجرد مزحة.
وقد حرص نتنياهو على تكريس فكرة أن العلاقات العربية الإسرائيلية تمر بـ"مرحلة جديدة" عبر بوابة "التهديد الإيراني"، تعترف خلالها دول عربية بـ"حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها"، وتسعى إلى "علاقات مباشرة معلنة في بعض الحالات وسرية في حالات أخرى" مع إسرائيل، بمعزل عن القضية الفلسطينية. لم يحرص نتنياهو على السرية مطولاً فقبل عودته من وارسو سرّب مكتبه مقطعاً مصوراً من إحدى الجلسات المغلقة في المؤتمر، تحدث خلالها وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد، ووزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، وعبروا عن قناعتهم بأن القضية الفلسطينية، وفقا لرؤيتهما السياسية، تفقد مركزيتها لمصلحة "التهديد الإيراني".
وعندما سئل وزير الخارجية البحريني، عن مستقبل علاقات بلاده بإسرائيل قال: إن إقامة علاقات دبلوماسية بين بلاده وإسرائيل "ستحدث عندما يحين وقتها"، ويبدو أنّ الوقت قد حان في عرف وزير خارجية البحرين، لكنّ إيران هي من تعيقه.
لم يأت الوزير على ذكر شروط السلام ولم يطلب من صديقه نتنياهو ضرورة الانسحاب من أية أراض فلسطينية تحتلها إسرائيل ولم يطلب منه التوقف عن الاستيطان واستباحة المسجد الأقصى، لكنه يرى أن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، لا يتحقق إلا إذا أوضح للإيرانيين "أنه إذا أرادوا أن يعاملوا كدولة طبيعية، فعليهم أن يتصرفوا كدولة طبيعية ". فهل تتصرف إسرائيل كدولة طبيعية؟!
مؤتمر وارسو أعفى إسرائيل من الاستحقاقات كافة، وحوّلها من عدو إلى صديق وحليف، ومهد لنتنياهو الأرضية لتمرير مخطط إسرائيل الكبرى، وفي المؤتمر عثر على "مكان تحت الشمس"، لم تعد إسرائيل قلقة بعد هذا المؤتمر ولم يعد أحد من العرب يريد إلقاءها في البحر، استطاع نتنياهو أن يشغل العرب وأن يخلق لهم عدواً اسمه إيران، في حين يستبيح هو وطائراته وغواصاته الأجواء العربية فيقصف في سيناء والسودان ولبنان وسورية ويعلن ذلك ويتبجح به، لم يعد مطلوباً من إسرائيل تقديم استحقاقات مبادرة السلام العربية وبإمكانها الاسترخاء والتفرغ لمشاريعها ولاختراق القارة السمراء والتجسس على العرب كيفما تشاء، وبإمكانها قتل ما شاءت وقتما شاءت من الفلسطينيين لم تعد هناك أراضٍ عربية أو حتى فلسطينية مطلوب تحريرها أو حتى الانسحاب منها.
لقد أعطى العرب لنتنياهو أكثر مما توقع كان يريد من المؤتمر أن يضمن له تذكرة الفوز في الانتخابات القادمة فأعطاه الكرم العربي أكثر مما طلب، أعطوه فرصة ليحقق حلمه بالاجتماع مع المسؤولين العرب ويلتقط معهم الصور التذكارية ليقول إن التطبيع قائم ومستمر ويتمدد، لقد أعطوه مفاتيح "صفقة القرن" ليتفرد ويستفرد بالقضية الفلسطينية التي غيبها العرب عن قصد.
لقد رسخ مؤتمر وارسو أن قضية فلسطين لم تعد صمام الأمان في الشرق الأوسط، ولم تعد قضية العرب الأولى، وإنه يمكن التطبيع والتعاون بين إسرائيل والدول العربية، بدون حاجة إلى تسويتها، إن الهدف الأساس والوحيد لإدارة ترامب ولنتنياهو من مؤتمر وارسو هو التطبيع، ولم يكن "البعبع الإيراني" أكثر من طعم للعرب وقد ابتلعوه.
لقد أخرج مؤتمر وارسو العلاقات العربية - الإسرائيلية من السرية إلى العلنية، ومن التطبيع إلى التحالف، معلناً أن العرب ماضون وفق ما تريده إدارة ترامب أي الاقتراب من إسرائيل حد التحالف، وبالتالي لم تعد إسرائيل عدواً يراد أن يُلقى به في البحر بل باتت صديقاً وحليفاً، وهذا أخطر ما أفرزه المؤتمر في التصور العربي الرسمي.
خاصة أنّ المؤتمر يأتي في توقيت غاية في الأهمية في ما يتعلق بالعلاقات العربية البينية وبواقع الدول العربية داخلياً، إن هذا المؤتمر لم يكن ليعقد ويخرج بهذه المخرجات العربية- الإسرائيلية لو لم يتعثر الربيع العربي بالثورات المضادة التي قادتها الإمارات والسعودية.
ووفق مخرجات مؤتمر وارسو لم تعد القضية الفلسطينية أولوية في الأجندات العربية عموماً وأجندة بعض دول الخليج بشكل خاص، وبات القفز عليها وتجاوز استحقاقاتها والذهاب إلى التطبيع مقدماً على كل الشعارات والمبادرات.
وبافتراض أن إيران عدو يستحق المواجهة هل تتم مواجهتها بالاقتراب والتحالف مع إسرائيل، هل فكرت أو بحثت دول الخليج عن بدائل وخيارات أخرى لمواجهة إيران مثلا بخلاف التطبيع مع إسرائيل، ما الذي يمكن أن تقدمه إسرائيل لدول الخليج لمواجهة إيران، إن العرب يخرجون الجمل ليحل محله الفيل.
لقد أسقط العرب في مؤتمر وارسو من حساباتهم محورين غاية في الأهمية واستبدلوهما بالتطبيع الأول هو القضية الفلسطينية والثاني الرأي العام العربي الشعبي، وقدموا التطبيع مع إسرائيل على علاقاتهم البينية، وبالتالي فإن التطبيع محفوف بمخاطر لم يستحضرها عرب وارسو: تاريخياً لا يمكن تجاوز القضية الفلسطينية ومكوناتها كونها قضية حاضرة وقادرة على قلب الطاولة، وثانياً ترويض الشعوب العربية لا يمكن أن يستمر ويمر، خاصة إذا استهدف هذا الترويض تمرير التطبيع مع إسرائيل.
بدت الخدعة الأولى في الهدف المعلن للمؤتمر، وقد قيل إنه من أجل تطوير حلول مشتركة وإجراءات ضمان للسلام والأمن في الشرق الأوسط وبحث المشاكل الإنسانية، وانتشار أسلحة الدمار الشامل والإرهاب وأمن الطاقة والتهديدات السيبرانية وغيرها من قضايا مُررت، وعندما انتهى المؤتمر لم تخرج توصية واحدة تتناول آليات مواجهة كل هذه التحديات، فكانت أولى الخدع، ثم كيف يبحث السلام والأمن في الشرق الأوسط في حين تغيب القضية الفلسطينية من جدول الأعمال ويغيب ممثلوها فكانت هذه الخدعة الثانية.
ذهب العرب هذه المرة إلى وارسو على وقع التغول الإسرائيلي والتهويد والعربدة والاستيطان، لبوا دعوة وزير الخارجية الأميركي على وقع الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعلى وقع العقوبات الأميركية على السلطة الفلسطينية، وعلى وقع إغلاق مكاتب منظمة التحرير هناك، وعلى وقع معاقبة ملايين اللاجئين، وعلى وقع الحصار المفروض على غزة من عقد من الزمان وأكثر، ولم يكتفوا بالذهاب فقط لكنهم اقتربوا من نتنياهو حد الاحتضان.
لم يكن مؤتمر وارسو الذي شاركت فيه عشر دول عربية، ست منها خليجية، جنباً إلى جنب مع رئيس وزراء إسرائيل إلا إعلانا عربيا رسميا بالتخلي عن القضية الفلسطينية والمضي في التطبيع حتى الوصول إلى إنشاء حلف إقليمي تقوده إسرائيل لمواجهة ما يسمى "البعبع الإيراني"، وكأن مواجهة إيران عربيًا لا تتم إلا بالاقتراب من إسرائيل حد التحالف معها.
وصف نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، في كلمته التي ألقاها أمام مؤتمر وارسو، المشهد باختصار بأن حقبة جديدة بدأت وقال : "بدأنا حقبة جديدة .. نتنياهو وقادة كل من البحرين والسعودية والإمارات يتقاسمون الخبز معاً". في حين غرّد المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، من داخل قاعة الاجتماعات في وارسو، قائلًا إن "ميكروفون نتنياهو كان معطلا فقام (وزير خارجية اليمن) اليماني بإعارته ميكروفونه"، وتابع أن "نتنياهو علق على ذلك مازحاً: هذا شكل جديد من التعاون بين إسرائيل واليمن". وإن دلالات إعطاء الميكروفون لنتنياهو أعمق من أن تكون مجرد مزحة.
وقد حرص نتنياهو على تكريس فكرة أن العلاقات العربية الإسرائيلية تمر بـ"مرحلة جديدة" عبر بوابة "التهديد الإيراني"، تعترف خلالها دول عربية بـ"حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها"، وتسعى إلى "علاقات مباشرة معلنة في بعض الحالات وسرية في حالات أخرى" مع إسرائيل، بمعزل عن القضية الفلسطينية. لم يحرص نتنياهو على السرية مطولاً فقبل عودته من وارسو سرّب مكتبه مقطعاً مصوراً من إحدى الجلسات المغلقة في المؤتمر، تحدث خلالها وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد، ووزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، وعبروا عن قناعتهم بأن القضية الفلسطينية، وفقا لرؤيتهما السياسية، تفقد مركزيتها لمصلحة "التهديد الإيراني".
وعندما سئل وزير الخارجية البحريني، عن مستقبل علاقات بلاده بإسرائيل قال: إن إقامة علاقات دبلوماسية بين بلاده وإسرائيل "ستحدث عندما يحين وقتها"، ويبدو أنّ الوقت قد حان في عرف وزير خارجية البحرين، لكنّ إيران هي من تعيقه.
لم يأت الوزير على ذكر شروط السلام ولم يطلب من صديقه نتنياهو ضرورة الانسحاب من أية أراض فلسطينية تحتلها إسرائيل ولم يطلب منه التوقف عن الاستيطان واستباحة المسجد الأقصى، لكنه يرى أن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، لا يتحقق إلا إذا أوضح للإيرانيين "أنه إذا أرادوا أن يعاملوا كدولة طبيعية، فعليهم أن يتصرفوا كدولة طبيعية ". فهل تتصرف إسرائيل كدولة طبيعية؟!
مؤتمر وارسو أعفى إسرائيل من الاستحقاقات كافة، وحوّلها من عدو إلى صديق وحليف، ومهد لنتنياهو الأرضية لتمرير مخطط إسرائيل الكبرى، وفي المؤتمر عثر على "مكان تحت الشمس"، لم تعد إسرائيل قلقة بعد هذا المؤتمر ولم يعد أحد من العرب يريد إلقاءها في البحر، استطاع نتنياهو أن يشغل العرب وأن يخلق لهم عدواً اسمه إيران، في حين يستبيح هو وطائراته وغواصاته الأجواء العربية فيقصف في سيناء والسودان ولبنان وسورية ويعلن ذلك ويتبجح به، لم يعد مطلوباً من إسرائيل تقديم استحقاقات مبادرة السلام العربية وبإمكانها الاسترخاء والتفرغ لمشاريعها ولاختراق القارة السمراء والتجسس على العرب كيفما تشاء، وبإمكانها قتل ما شاءت وقتما شاءت من الفلسطينيين لم تعد هناك أراضٍ عربية أو حتى فلسطينية مطلوب تحريرها أو حتى الانسحاب منها.
لقد أعطى العرب لنتنياهو أكثر مما توقع كان يريد من المؤتمر أن يضمن له تذكرة الفوز في الانتخابات القادمة فأعطاه الكرم العربي أكثر مما طلب، أعطوه فرصة ليحقق حلمه بالاجتماع مع المسؤولين العرب ويلتقط معهم الصور التذكارية ليقول إن التطبيع قائم ومستمر ويتمدد، لقد أعطوه مفاتيح "صفقة القرن" ليتفرد ويستفرد بالقضية الفلسطينية التي غيبها العرب عن قصد.
لقد رسخ مؤتمر وارسو أن قضية فلسطين لم تعد صمام الأمان في الشرق الأوسط، ولم تعد قضية العرب الأولى، وإنه يمكن التطبيع والتعاون بين إسرائيل والدول العربية، بدون حاجة إلى تسويتها، إن الهدف الأساس والوحيد لإدارة ترامب ولنتنياهو من مؤتمر وارسو هو التطبيع، ولم يكن "البعبع الإيراني" أكثر من طعم للعرب وقد ابتلعوه.
لقد أخرج مؤتمر وارسو العلاقات العربية - الإسرائيلية من السرية إلى العلنية، ومن التطبيع إلى التحالف، معلناً أن العرب ماضون وفق ما تريده إدارة ترامب أي الاقتراب من إسرائيل حد التحالف، وبالتالي لم تعد إسرائيل عدواً يراد أن يُلقى به في البحر بل باتت صديقاً وحليفاً، وهذا أخطر ما أفرزه المؤتمر في التصور العربي الرسمي.
خاصة أنّ المؤتمر يأتي في توقيت غاية في الأهمية في ما يتعلق بالعلاقات العربية البينية وبواقع الدول العربية داخلياً، إن هذا المؤتمر لم يكن ليعقد ويخرج بهذه المخرجات العربية- الإسرائيلية لو لم يتعثر الربيع العربي بالثورات المضادة التي قادتها الإمارات والسعودية.
ووفق مخرجات مؤتمر وارسو لم تعد القضية الفلسطينية أولوية في الأجندات العربية عموماً وأجندة بعض دول الخليج بشكل خاص، وبات القفز عليها وتجاوز استحقاقاتها والذهاب إلى التطبيع مقدماً على كل الشعارات والمبادرات.
وبافتراض أن إيران عدو يستحق المواجهة هل تتم مواجهتها بالاقتراب والتحالف مع إسرائيل، هل فكرت أو بحثت دول الخليج عن بدائل وخيارات أخرى لمواجهة إيران مثلا بخلاف التطبيع مع إسرائيل، ما الذي يمكن أن تقدمه إسرائيل لدول الخليج لمواجهة إيران، إن العرب يخرجون الجمل ليحل محله الفيل.
لقد أسقط العرب في مؤتمر وارسو من حساباتهم محورين غاية في الأهمية واستبدلوهما بالتطبيع الأول هو القضية الفلسطينية والثاني الرأي العام العربي الشعبي، وقدموا التطبيع مع إسرائيل على علاقاتهم البينية، وبالتالي فإن التطبيع محفوف بمخاطر لم يستحضرها عرب وارسو: تاريخياً لا يمكن تجاوز القضية الفلسطينية ومكوناتها كونها قضية حاضرة وقادرة على قلب الطاولة، وثانياً ترويض الشعوب العربية لا يمكن أن يستمر ويمر، خاصة إذا استهدف هذا الترويض تمرير التطبيع مع إسرائيل.