في عرض البحر الأبيض المتوسط، تنفّس المهاجر الأفريقي الصعداء. عند التقاط صورته تلك، كان على متن سفينة إنقاذ إسبانيّة تتّجه نحو ميناء بوتسالو في جزيرة صقلية الإيطالية، بعدما انتُشِل ومهاجرين آخرين غير شرعيّين من مياه صبراتة، على ساحل ليبيا الشمالي.
وصبراتة التي اشتهرت كواحد من أكبر مراكز تهريب البشر في ليبيا في خلال الأعوام الأخيرة، يُسجَّل فيها حالياً تراجع واضح في حركة الاتجار بالبشر، من خلال مغادرة القوارب التي تقلّ الأشخاص ضحايا التهريب، وذلك نتيجة حملة أمنية جرت تحت ضغط أوروبي أسفر عن إخراج أبرز المهرّبين من المدينة. لكنّ إدارة خفر السواحل المحلية في المدينة تشكو من الإهمال، بحسب ما يفيد تقرير لوكالة "رويترز"، ويتحدّث القائمون عليها عن أنّها ما زالت تفتقر إلى الموارد وعاجزة عن تسيير دوريات. فهي لا تملك إلا زورقاً مطاطياً واحداً، معطوباً، ومركبة واحدة، بينما قوّاتها من دون أيّ زيّ رسمي.
تجدر الإشارة إلى أنّ صبراتة التي تقع على بعد 75 كيلومتراً من العاصمة طرابلس، استغلّ فيها مهرّبو البشر الفوضى لتكون نقطة الانطلاق الرئيسية على ساحل البحر المتوسط في ليبيا، للمهاجرين غير الشرعيين الراغبين في بلوغ إيطاليا. يُذكر أنّ تدفّق هؤلاء المهاجرين بلغ ذروته في عام 2016 وفي أوائل عام 2017، قبل أن تتراجع وتيرته في يوليو/ تموز من عام 2017 بعد اتفاق أُبرِم بين أبرز المهرّبين في المدينة والسلطات الليبية في طرابلس تحت ضغط إيطالي.