وزراء "الدول الضامنة": مسار أستانة خفف العنف في سورية

28 ابريل 2018
32B348A8-2460-434B-92D5-303890A912C3
+ الخط -
شدد وزراء خارجية الدول الضامنة لمسار أستانة (روسيا ـ إيران ـ تركيا)، خلال اجتماعهم في موسكو، اليوم السبت، على ضرورة مواصلة الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية، وتطبيق اتفاق أستانة الذي "قلّص العنف".

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك، مع نظيريه التركي مولود جاووش أوغلو، والإيراني محمد جواد ظريف، إنّ "الضربة الثلاثية أساءت إلى عملية التسوية السياسية في سورية".

وفي حين أشار إلى أن "هناك محاولات لعرقلة أي حوار سوري سوري"، من دون أن يسمي جهة معينة، اتهم لافروف بعض شخصيات المعارضة السورية (من دون تحديدها)، بأنّ تصريحاتها "تضر بجهود بث حياة جديدة في عملية السلام بجنيف"، وأضاف أنّه "يجب ألا تكون هناك شروط مسبقة لمحادثات جنيف".

وأكد في الوقت عينه، أنّ "روسيا وإيران وتركيا اتفقت على ضرورة استمرار عملية السلام في سورية، رغم الضربات الصاروخية الغربية".

ووجهت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، في 14 إبريل/نيسان، ضربات عسكرية مشتركة، على مواقع للنظام في سورية، وذلك رداً على الهجوم الكيميائي في دوما بالغوطة الشرقية بريف دمشق.


بدوره، قال جواد ظريف "عملنا مع شركائنا في تركيا وروسيا على تخفيف التوتر في سورية"، داعياً إلى "وضع العملية السياسية في مسارها الصحيح"، و"إجراء تحقيق محايد في استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية"، مؤكداً على العمل مع المجتمعين لمساعدة السوريين في "الأزمة التي طالت أكثر مما ينبغي".

وأكد جواد ظريف رفضه أي حل عسكري في سورية، رغم مشاركة مليشيات من بلاده إلى جانب قوات النظام، قائلاً إنّ "ما بدأناه قبل سنة ونصف في أستانة هو الحل الوحيد لأزمة سورية".

من جهته، اتفق جاووش أوغلو، مع نظيره الإيراني على رفض الحل العسكري، معتبراً أن "أي حل عسكري في سورية غير قانوني وغير قابل للاستدامة"،

وقال "علينا أن نطبق اتفاق أستانة للتوصل إلى الحل السياسي"، مشدداً على أنه لا يمكن تجاهل مسار أستانة في أي تسوية، وأنه الوحيد الذي قلص العنف في سورية.

في المقابل، أشار إلى أنّ "هناك فاعلين آخرين بأجندات مختلفة يعرقلون أي حل في سورية"، من دون أن يحدد أي طرف.

وجدد الوزير التركي تمسك بلاده بوحدة وسلامة أراضي سورية، معرباً عن ثقته بأنّه "بإمكاننا مساعدة الشعب السوري إذا عملت تركيا وإيران وروسيا معاً ونفذت تشكيل لجنة دستورية"، بحسب قوله.

كما دعا إلى ضرورة العمل مع الأمم المتحدة "لضمان شرعية العملية السياسية في سورية".

ورأى أنّ مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية، في مدينة منبج بريف حلب شمالي سورية، "تمثّل تهديداً لوحدة أراضي سورية وتهديداً لتركيا"، قائلاً إنّه "يجب تحديد الإرهابيين في مدينة إدلب السورية بدقة والقضاء عليهم".

وكان جاووش أوغلو، قد التقى لافروف وظريف، في العاصمة الروسية، كل على حدة، قبيل اللقاء الثلاثي، بحسب ما أوردت "الأناضول".

وتعود القمة الأخيرة بين الدول الثلاث إلى مطلع إبريل/ نيسان في أنقرة، وعندها تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيراه الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان، بالتعاون من أجل التوصل إلى "وقف دائم لإطلاق النار" في سورية.


وترعى الدول الثلاث، منذ يناير/ كانون الثاني 2017، محادثات في أستانة، بين النظام السوري والفصائل المعارضة، وتم التوصل، في مايو/ أيار، إلى اتفاق "خفض التصعيد" الذي يسري حالياً في أربع مناطق سورية.

وتشمل مناطق "خفض التصعيد" محافظة إدلب شمالاً، ومحافظات السويداء ودرعا والقنيطرة جنوباً، فضلاً عن محافظة حمص وسط سورية، والغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق، على أن يتم نشر قوات من الدول الضامنة لمراقبة وقف إطلاق النار، في تلك المناطق.


(العربي الجديد، رويترز)

ذات صلة

الصورة
النازح السوري محمد معرزيتان، سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

يُواجه النازح السوري محمد معرزيتان مرض التقزّم وويلات النزوح وضيق الحال، ويقف عاجزاً عن تأمين الضروريات لأسرته التي تعيش داخل مخيم عشوائي قرب قرية حربنوش
الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي
الصورة
غارات جوية إسرائيلية على دمشق 21 يناير 2019 (Getty)

سياسة

قتل 16 شخصاً وجُرح 43 آخرون، في عدوان إسرائيلي واسع النطاق، ليل الأحد- الاثنين، على محيط مصياف بريف حماة وسط سورية.
الصورة
محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران/13 فبراير 2021(Getty)

سياسة

اغتيل رئيس جهاز المباحث في قضاء خاش، حسين بيري، بعد تعرضه لإطلاق نار من قبل مسلحين، وقد تبنت ذلك جماعة "جيش العدل" البلوشية المعارضة.