أعلن وزير الأوقاف الأردني، هايل عبدالحفيظ داود، اليوم الثلاثاء، أن صبر بلاده بدأ ينفد على الممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى وعموم الأراضي الفلسطينية، محملاً السلطات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عما تشهده الأراضي الفلسطينية من توتر، رافضاً الحجج الإسرائيلية التي تحمل الشباب الفلسطيني المسؤولية عن حالة التوتر.
وقال الوزير، في لقاء مصغر على هامش افتتاح الملتقى الدولي السابع عشر للسياحة العربية والدينية الذي تستضيفه العاصمة عمّان، "ما يجري في القدس اليوم وفي عموم الأراضي الفلسطينية، أمر خطير على المنطقة وحالة الاستقرار التي يمكن أن تسود فيها (..) ومن الواضح أن السلطات الإسرائيلية لا تراعي هذه المسألة، ولا تدرك خطورة ما تقدم عليه"، معلناً أن عمليات الطعن التي ينفذها الشباب الفلسطينيون تأتي رد فعل على حالة التصعيد الإسرائيلي والاستفزاز الكبيرة التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية.
وقال داود "من يتحمل المسؤولية عن هذه الحوادث ليس الشباب الذين يدافعون عن أرضهم ومقدساتهم، وإنما السلطة القائمة بالاحتلال التي لا تراعي الاتفاقيات والمواثيق الدولية، والقوى القائمة بالاحتلال لا يجوز لها أن تتدخل في المقدسات في الأراضي المحتلة، ولا تتدخل في شؤونها، ولا تغير الأمر الواقع في الأراضي المحتلة، إسرائيل تضرب بكل ذلك عرض الحائط، ثم تتذرع بأن هؤلاء الشباب يقومون بعمليات طعن"، وبحسبه، فإن عمليات الطعن قتل فيها اثنان أو ثلاثة من المستوطنين، لكن لغاية أمس يوجد أكثر من 27 شهيدا فلسطينيا، نتيجة العنف الإسرائيلي غير المبرر وغير المقبول.
وحول الخيارات التي تملكها بلاده، صاحبة الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس، لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، قال "الأردن لديه خيارات كثيرة، وإن كان يتحدث في السابق عن خيارات دبلوماسية وقانونية، واليوم يتحدث عن خيارات سياسية، ما يشير إلى أن الأردن نفد صبره على هذه التصرفات الإسرائيلية"، لكن الوزير لم يوضح طبيعة تلك الإجراءات التي قال إنها ستبنى على "تقدير الواقع، وإلى أي درجة يمكن أن تجدي هذه الإجراءات أو تحدث الأثر المطلوب الذي نريده"، وقال "إذا وجد أن هناك حاجة لاستدعاء السفير الأردني من تل أبيب، وأن الاستدعاء يمكن أن يحقق مصلحة للمسجد الأقصى المبارك، سيلجأ إلى هذا الإجراء وأكثر منه".
وحول قدرة حراس المسجد الأقصى التابعين للأوقاف الأردنية على حماية المسجد، قال الوزير "يوجد 250 حارسا في المسجد الأقصى، ويوجد قرار بزيادة العدد. ومن المعلوم أن هؤلاء الحراس ليسوا مسلحين، ولا يستطيعون أن يقفوا أمام حرس الحدود الإسرائيلي ولا قوات الاحتلال الإسرائيلي، وليست مهمة هؤلاء الحراس أن يقاوموا القوات الإسرائيلية إن أرادت اقتحام الأقصى"، مؤكداً أن حماية المسجد الأقصى مسؤولية كل المسلمين وكل الدول العربية والإسلامية التي ينبغي أن تكون لديها الآن خطوات موجودة أمام هذه التهديدات الإسرائيلية لحماية الأقصى.
ورداً على سؤال لـ"العربي الجديد" حول التصريحات الإسرائيلية المتكررة عن وجود اتصالات مع الحكومة الأردنية وتفاهمات على تقسيم المسجد مكانياً وزمانياً، قال الوزير "لا يمكن أن أتوقع من المحتل إلا أن يثير الشائعات والأقاويل التي يمكن أن تخرق الجدار وتوهن العزيمة"، وبحسب داود "يوجد اتصال بين الحكومتين الأردنية والإسرائيلية، ولكن ليست للتفاهمات حول التقسيم الزماني والمكاني، وإنما لمنع هذا التقسيم"، وأكد الوزير أن الرفض الأردني للتقسيم الزماني والمكاني هو رسالة واضحة في وجه كل ما يشاع.
اقرأ أيضا: الحكومة الفلسطينية: إسرائيل لجأت للتصعيد لإفشال الإنجازات الدبلوماسية