توفي ثلاثة أشخاص في إيران، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، جراء الإصابة بمرض "حمى القرم" أو ما يُعرف بـ"الكونغو النزفية"، بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة في إيران إيرج حريرجي.
وأوضح حريرجي، وفق ما أوردت وكالة الأنباء المحلية الرسمية (إرنا)، أن حالات الوفاة الثلاث كانت ضمن 34 شخصاً أصيبوا بالمرض خلال الفترة المذكورة، لافتاً إلى أن وزارته أصدرت قائمة إرشادات للوقاية من المرض.
وفي تصريحات سابقة، أكد رئيس مركز إدارة الأمراض المعدية في وزارة الصحة الإيرانية محمد مهدي، أن ثلاثة أشخاص توفوا إثر إصابتهم بمرض حمى القرم - الكونغو النزفية في إيران، فيما تم تسجيل 31 حالة مرضية معظمها من شرقي وغربي البلاد، حيث يتم إدخال المواشي بطريقة غير قانونية.
وأشار المتحدث إلى أن المرض ظهر بكثافة بين العاملين بمجال تربية الحيوانات.
وحمى القرم – الكونغو النزفية (CCHF) هي مرض واسع الانتشار يسببه فيروس تحمله حشرة القراد، ويتسبب في وقوع فاشيات الحمى النزفية الفيروسية الوخيمة. ويبلغ معدل الوفيات الناجمة عن هذه الفاشيات بين 10 و40 في المائة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، ينتشر الفيروس في بلدان أفريقيا والبلقان والشرق الأوسط وآسيا الواقعة جنوب خط العرض 50 درجة شمالاً، ولا يتوفر لقاح ضده لا للإنسان ولا للحيوان.
وينتقل الفيروس إلى الإنسان من حشرات القراد وحيوانات الماشية، بينما ينتقل من إنسان إلى آخر نتيجة الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازاته، وقد ينتقل الفيروس أيضاً إلى المرضى في المستشفيات نتيجة سوء تعقيم المعدات الطبية وإعادة استخدام الإبر وتلوث اللوازم الطبية.
ويعدّ العاملون في تربية الماشية، مثل العمال الزراعيين ومربي الحيوانات وعمال المسالخ والأطباء البيطريين، من أكثر الفئات المعرضة لخطر الإصابة بالمرض، علاوة على الأشخاص الذين يمارسون عملية الذبح بدون التقيّد بالإجراءات الوقائية.
وبعد التعرض لمسبب المرض، تبدأ الأعراض في الظهور، والتي تتمثل في الحمى وآلام العضلات والدوخة وآلام الرقبة وتَيَبُّسها وآلام الظهر والصداع والتهاب العيون والحساسية للضوء. ومن الأعراض التي قد تظهر في بداية الإصابة بالمرض الشعور بالغثيان والقيء والإسهال وآلام البطن والتهاب الحلق.
وتحظى حمى القرم بالأولوية على المستوى العالمي والمحلي، ويتم التبليغ عنها خلال 24 ساعة حتى يتسنى التدخل السريع لإجراءات التقصي الوبائي من قبل الجهات المعنية بالمرض كوزارة الصحة ووزارة الزراعة والثروة الحيوانية، ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه.
ويتمثل النهج الأساسي المُتَّبع في إدارة حالات الإصابة البشرية بحمى الكونغو النزفية في توفير رعاية داعمة عمومية للمرضى وعلاج ما يظهر عليهم من أعراض.